كشفت مصادر بوزارة الكهرباء لـ«المصري اليوم» أسرار أزمة الإظلام التام الذي تعرض له العديد من المحافظات، الخميس الماضي، وقالت إن الأزمة استمرت لمدة 50 دقيقة، تعرضت خلالها الشبكة القومية لهزة عنيفة أخرجت العديد من محطات التوليد عن الخدمة، فيما أكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، أن الأزمة انتهت، ووصف الوضع بـ«المستقر».
قالت المصادر إنه في تمام الساعة السادسة صباح يوم الخميس، وأثناء توصيل الدائرة (القاهرة- النوبارية) جهد «500 ك.ف» حدث خروج مفاجئ لجميع وحدات الإنتاج بـ«محطة النوبارية 1450 م. و»، والخطأ الذي حدث هو توصيل الدائرة (النوبارية- القاهرة) من ناحية النوبارية أولاً، ثم من ناحية القاهرة، والمفترض أن العكس هو الذي يحدث.
وأضافت: المسؤول عن هذا الخطأ هو مهندس الوردية بالتحكم القومي للطاقة، حيث أدى لحدوث Over current، أي الخروج المفاجئ لمحطة النوبارية، والذى أدى لحدوث هزة على الشبكة القومية جهد 500 ك.ف.
وتابعت المصادر: وأدت تلك الأحداث إلى خروج كثير من الدوائر من الشبكة الموحدة جهد 500 ك.ف و220 ك.ف، ما أدى لانخفاض مفاجئ في قيمة الأحمال. والانخفاض المفاجئ أدى لارتفاع سرعة الشبكة لتصل 3072 لفة/ الدقيقة (الطبيعى 3000)، وارتفاع تردد الشبكة ليصل 51.38 هرتز (الطبيعى 50)، ما نتج عنه خروج كثير من وحدات الإنتاج من الشبكة الموحدة لعدم وجود تزامن. والمفترض وجود جهاز وقاية يحمى الوحدة من الانخفاض المفاجئ في الحمل، حيث يقوم بخفض كمية الوقود المستخدم، وخروج الوحدات يعنى عدم عمل أجهزة الوقاية على أكمل وجه.
وأوضحت المصادر أن كل تلك الأحداث المتتالية وقعت في زمن قليل ربما لم يتخطى ربع الساعة، وأنه تم بالفعل إعادة الدخول ببعض وحدات الإنتاج التي خرجت من الخدمة. وأشارت إلى أن عمليات فصل وتوصيل الدوائر جهد (500 ك.ف- 220 ك.ف- 66 ك.ف) يطلق عليها مصطلح «مناوبات».
في سياق متصل، ولأكثر من 30 ساعة متواصلة، عمل مهندسو التحكم القومى التابع لوزارة الكهرباء بدون الحصول على الراحة المطلوبة بسبب الأزمة.
وفى أقل من ساعة بعد انقطاع التيار تم استدعاء غالبية المهندسين والفنيين الذين صادفت إجازاتهم يوم الخميس للعمل على الإسراع في إنهاء المشكلة وحلها، وسط مشادات واحتكاكات بينهم وبين وسائل الإعلام والجهات الأمنية التي تحاول الضغط عليهم للعمل على سرعة إدخال المحطات وعودة التيار الكهربائى.
وقالت مصادر إن ضغط وسائل الإعلام على العاملين والوزارة تسبب في حالة من التوتر الشديد أثناء العمل على حل الأزمة، ما نتج عنه حصول عدد من الأخطاء، من بينها عدم التنسيق المفترض بين المركز والمحطات التي بدأت في الدخول في الخدمة.
وأشارت المصادر إلى أن هناك الكثير من المشاكل الفنية التي واجهت المهندسين أثناء قيامهم بإعادة عمل المحطات ما تسبب في تأخر حل الأزمة.
من جانبه قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، إنه ظل متواجداً في المركز طوال يوم الخميس، وحتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، مشيراً إلى أنه لن يجري أي مقابلات صحفية في الفترة الصباحية لتجنب أي تأثير سلبي على سير العمل بعد الزحام والارتباك الشديد الذي نشأ عن تواجد أعداد كبيرة من الصحفيين والإعلاميين والقنوات الفضائية بمقر المركز، مشيراً إلى أن الوزارة ستصدر لاحقاً بياناً تشرح فيه تفاصيل ما تم من أعمال متابعة، الجمعة.
من ناحية أخرى، أوضحت المهندسة صباح مشالي، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن بعض سكان منطقة سمالوط ومغاغة وبنى سويف تأثروا من انقطاع التيار صباح الجمعة، وأوضحت أن ذلك نتج عن خروج محولين من الشبكة، مشيرة إلى أنه تم القيام بأعمال الإصلاح وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.
وقالت إن هذا أمر عادي ولا علاقة له مطلقاً بما شهدته مصر، الجمعة، معتبرة أنه من الأحداث اليومية التي يواجهها قطاع الكهرباء ويتعامل معها بشكل روتينى. وأضافت: «لم يرتبط ذلك مطلقاً بتخفيف أي أحمال على الشبكة».