حقق مسلسل «سجن النساء» الذي قام ببطولته الفنانة نيللي كريم، نجاحًا كبيرًا على المستوى الجماهيري والنقدي، وأشاد العديد من صناع الدراما في بالمجهود الذي بذلته المخرجة كاملة أبوذكري ومهندسة ديكور المسلسل شيرين، لنقل صورة مقاربة جدًا لما يحدث في سجن النساء في القناطر الخيرية.
في سجن «هرات» بأفغانستان تجد مشهدًا بعيدًا كل البعد عن مشاهد سجن النساء التي اعتدت رؤيتها في الأفلام والمسلسلات المصرية، وربما يصيبك الحزن والآسى وأنت ترى المفارقة الكبيرة بين سجن دولة أنهكتها الحرب الأهلية والإرهاب وأكمل عليها الاحتلال الأمريكي، وسجون دولة أخرى بحجم مصر يُنظر إليها باعتبارها «واسطة العقد» في الشرق الأوسط، وعليها يعلق الكثيرون آمالهم في أن تصبح في مصاف الديمقراطيات القوية وعلى رأس الدول المتقدمة تعليميًا وصحيًا وديمقراطيًا.
يأوي سجن «هرات» التي نشرت صحيفة «جارديان» صوره، 140 نزيلة من نساء أفغانستان، تتنوع الجرائم المنسوبة إليهن ما بين القتل وتجارة المخدرات والهروب من المنزل (جريمة يعاقب عليها القانون الأفغاني)، ولكن السجن الذي صممه فريق «إعادة إعمار المحافظات» الإيطالي، يوجد به وحدات لتعليم النساء اللغة الإنجليزية، إضافة إلى تعليمهن مهارات عملية عديدة من بينها نسج السجاد، وغيرها من الأنشطة التي يمكنهن مزاولة احدها بعد الخروج من السجن، ما يضمن لهم حياة أكثر أمانًا واستقرارًا، وهو البرنامج الذي قد لا تجده في سجون أخرى.
هذا بالإضافة إلى أبعاد إنسانية أخرى يشتمل عليها البرنامج، حيث يمكن للنساء الجلوس مع أطفالهن داخل زنزانتهن، والمكوث معهم عدة أيام، حيث يوجد بالسجن مركز خاص لرعاية الأطفال، فضلًا عن وجود ساحات للترفيه ولعب الكرة الطائرة، كما يخصص لهن وقت للتزين، وللجلوس معًا وتبادل أطراف الحديث، ما يجعل من السجن مؤسسة متكاملة لإصلاحهن من دون تعنت أو قمع لا داع له.