x

«محمد حبيب» بعد الاستقالة: أتوقع أن يحكم الإخوان مصر ... وإجراءات تسمية «المرشد» باطلة

الثلاثاء 05-01-2010 14:59 | كتب: طارق صلاح |
تصوير : طارق صلاح

يقول عن نفسه: «أنا إخوانى حتى النخاع».. ويقول عنه زملاؤه من قيادات الجماعة: «إنه راقى الفكر والأداء»، إنه الدكتور محمد حبيب، النائب الأول المستقيل للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والذى استقال من جميع مناصبه فى الجماعة مؤخراً، وهو النائب الأول للمرشد وعضو مجلس الشورى العالمى ومكتب الإرشاد العالمى، فيما احتفظ بعضوية مجلس شورى الجماعة محلياً.

«المصرى اليوم» التقت حبيب فى منزله بمساكن الأساتذة داخل جامعة أسيوط على مدى ٣ ساعات كاملة، وجدنا على وجهه حزنا، وفى كلماته شعوراً بالألم.. فسألناه: هل أنت حزين فقال دون تردد: «لا لا لا».

خلال الحوار تلقى حبيب مكالمة هاتفية، بدت ساخنة، وظهر خلالها التوتر والانفعال على الرجل، وقال فيها كلاماً يقلب موازين الجماعة، إلا أنه طلب عدم نشره وهو ما نحترمه.

حبيب تحدث عن أسباب استقالته وعن محمد مهدى عاكف، مرشد الجماعة، ومحمود عزت، الأمين العام، لكنه فى مجمل حواره يرى فى استقالته انتصاراً للقيم والمبادئ الإخوانية، ويؤكد أن الإخوان سيحكمون مصر يوماً ما.. وجمال مبارك لن يكون رئيساً بالتوريث.. وإلى تفاصيل الحوار:

■ فى البداية هل شعر الدكتور حبيب بالندم بعد تقديمه استقالته كنائب أول للمرشد وعضو مكتب الإرشاد العالمى وعضو مجلس الشورى العالمى؟

- أنا لست نادماً أبداً.. بالعكس.

■ معنى ذلك أنك سعيد بالاستقالة؟

- ليست سعادة بالطبع، لكن يمكن أن أقول لك أنا مستقر نفسياً وراضٍ عما فعلت لأننى فكرت جيداً واتخذت قرارى هذا بعد أن علمت أنه لا جدوى من محاولاتى للتصحيح.

■ ماذا تقصد بالتصحيح؟

- أقصد أننى اعترضت على الإجراءات والطريقة التى تقوم بها الجماعة من تسمية مرشدها الثامن، وتحدثت كثيراً فى هذا الشأن وقلت لـ«الإخوة إن هذه الإجراءات غير صحيحة، وأوضحت لهم أن اللائحة عكس ما يفعلون تماماً.

■ لمن وجهت هذا النقد بالتحديد؟

- أولاً لم أوجه ذلك لشخص أو أشخاص بعينهم، لكننى كنت أتحدث مع أعضاء مكتب الإرشاد والمرشد باعتبارهم معنيين بالأمر ويقومون بالإجراءات المخالفة للائحة.

■ ماذا كان رد المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد؟

- لم تكن تصلنى منهم إجابات واضحة، بالعكس كنت أقول، وهم يسيرون فى طريقة تسمية المرشد بالشكل الخاطئ.

■ نريد أن نعرف ما هو الخطأ والصواب فى إجراءات تسمية المرشد بصورة أدت إلى الاستقالة؟

- على سبيل المثال لا الحصر، يجب أن توجه الدعوة إلى مجلس شورى الجماعة لتسمية المرشد بمدة كافية وتكون قبلها بشهر على الأقل، وتتاح فرصة لإخوان القطاعات فى المحافظات للاجتماع والتشاور لأن الأمر «جد خطير»، لذلك فالوقت مطلوب أن يكون متسعاً بقدر الإمكان حتى يتمكن كل إخوانى من تكوين رأيه، لكن ما وجدناه فجأة هو أن المطلوب من مجلس شورى الجماعة يوم ١٧/١٢ أن يختار كل واحد ٥ أسماء كمرشحين لموقع المرشد، وكان الأمر يسير بعجلة لا مبرر لها فى ذلك الوقت، إضافة إلى أن الإجراءات نفسها التى بدأ العمل بها أرى أنها باطلة، مما يؤدى فى النهاية إلى عدم إيجاد جو يؤدى إلى إنجاز وإتقان ليكون المرشد الثامن منصباً بشكل لائحى.

■ هل لهذا السبب هددت بالاستقالة فى البيان الذى انفردت بنشره «المصرى اليوم»؟

- لم يكن تهديداً، لكنه كان إعلاناً عن موقفى وقلت فيه ببساطة إننى معترض على الإجراءات والطريقة التى تتم بها تسمية المرشد، وللعلم أنا كنت اقترحت على مكتب الإرشاد تشكيل لجنة من كبار الإخوان فى مصر بحيث يقومون باستطلاع رأى مجلس الشورى بعد أن نترك له وقتاً كافياً للتداول، بحيث يكون الأعضاء الممثلون للجنة من خارج مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام المصرى، بحيث تتحقق فيها الحيادية، وتحدثت عن تفاصيل يمكننا من خلالها إيجاد آلية صحيحة لاختيار وتسمية المرشد الثامن.

■ وماذا حدث؟

- لم يعرنى أحد أى اهتمام، وفوجئت يوم ٣١/١٢ باستبعادى من الورقة الخاصة بانتخاب المرشد، عندما وجدت أن الورقة بها ٣ أسماء فقط هم الدكتور محمد بديع والدكتور رشاد بيومى والأستاذ جمعة أمين، وبالطبع لم أجد اسم الدكتور محمود عزت لأنه قدم اعتذاراً رسمياً عن رغبته فى عدم الترشح للمنصب.

■ لماذا تم استبعاد اسمك، هل اعتذرت أم بسبب البيان؟

- أولاً قلت إننى لم أعتذر، ثانياً البيان كان اعتراضاً على الإجراءات ولم أقل إننى مستقيل أو معتذر، لكنه كان معناه إذا مرت إجراءات تسمية المرشد الحالية سأستقيل والكلام واضح.

■ هل يعنى ذلك أنك لم تعلم باستبعاد اسمك سوى يوم ٣١/١٢؟

- نعم، من هذه الورقة، حيث جاءنى أحد الإخوة بها داخل «مظروف»، لكى يختار الأعضاء واحداً من المرشحين الثلاثة، وعندما نظرت إليها لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى ذلك، وأن يحذفوا اسمى، لذلك أعلنت استقالتى فوراً من المواقع الثلاثة مع احتفاظى بعضوية مجلس الشورى العام المصرى.

■ ومن تعتقد أنه وراء استبعاد اسمك من ورقة التصويت؟

- لا أذكر شخصاً بعينه لكن القائمين على العملية الانتخابية.

■ وماذا كان موقف مرشد الجماعة من هذه الأمور؟

- كان موقفه واضحاً تماماً، وهو أنه يرغب فى إنهاء إجراءات تسمية المرشد الثامن فى أقرب وقت.

■ لماذا؟

- اسأله.

■ البعض يقول إنك استقلت لاستبعادك من منصب المرشد فما رأيك؟

- يجب أن يعرف الجميع أننى قدمت استقالتى فى نهاية شهر أكتوبر ولن تقبل، ثانياً إننى أجاهد من أجل المبادئ الأصيلة التى تربينا عليها وعشنا فيها أحلى سنوات العمر بعيداً عن النظر لمناصب الإخوان التى هى فى الحقيقة أعباء ومغارم وليست مغانم. والأكثر من ذلك أنا كان ترتيبى الثانى فى استطلاع الرأى، حيث سبقنى الدكتور محمد بديع وجاء من بعدى الدكتور محمود عزت ثم الأستاذ جمعة أمين والمركز الخامس كان من نصيب الدكتور رشاد البيومى.

■ هل تحاول إخفاء أمور بعينها عن الخلافات الحقيقية للأزمة؟

- نعم بكل صراحة سأكشف عن أمور كثيرة وتفاصيل سيكون لها أثرها على مسيرة الجماعة، لكن ذلك سيكون فى حينه وممكن ألا يحدث، وتموت الأسرار مع الإنسان.

■ أفهم من ذلك أن الخلافات ليست وليدة اللحظة داخل مكتب ومجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر؟

- نعم توجد خلافات منذ أمد بعيد، لكننا كنا نتفاداها من خلال آلية معينة، لكن يبدو أن الآلية فقدت، وعموماً عندما تصل الخلافات إلى إجراءات واختيار مرشد بشكل مخالف للوائح والنظم يجب أن يكون هناك موقف، لأنه موقع له تداعياته الخطيرة التى يجب أن تراعى، لما فيه من أهمية على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى.

■ مع من كانت هذه الخلافات بالتحديد؟

- هذا شأن داخلى لا أرغب أن أخوض فى تفاصيله.

■ فيما يخص الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ما الأسباب التى أدت إلى عدم اختياره فى مكتب الإرشاد الجديد؟

- كل ما يمكن قوله إن الدكتور عبدالمنعم كان يعرف مسبقاً بأنه لن يكون فى تشكيلة المكتب الجديدة.

■ لماذا زارك كل من الدكتور سعد الكتاتنى والدكتور محمود حسين والمهندس سعد الحسينى مرة فى منزل هنا بأسيوط؟

- نعم، بالفعل تشرفت بالإخوة الثلاثة وتناقشنا فى موضوع طريقة تسمية المرشد وأبلغتهم أننى معارض تماماً للإجراءات وشرحت لهم اجتهادى فى تفسير اللوائح المنظمة لذلك، وقالوا لى إن مكتب الإرشاد سوف يكون فى دور انعقاده الأسبوعى الأربعاء، أى بعد ثلاثة أيام، فإذا رأى المكتب رأياً مخالفاً لك ماذا ترى، فقلت لهم الطبيعى طالما وجد اجتهادان فمن الواجب تشكيل لجنة من عدد من المستشارين القانونيين ممن لهم خبرة ودراية فى هذا الأمر واقترحت عليهم ٣ أسماء وهم وثيقو الصلة بمكتب الإرشاد، وأوضحت لهم أننى سأقبل رأى اللجنة مهما جاء حتى لو خالف رأيى وسألتزم وأحترم هذه الرؤية، لكن كما قلت لك فى البداية سارت الأمور فى اتجاه الإجراءات الخاطئة ولم تشكل لجنة وحدث ما توقعته.

■ لكن المستشار القانونى للإخوان الدكتور فتحى لاشين أوضح فى رده على بيانك أن الإجراءات سليمة وأن رأيك غير صائب؟

- أنا أحترم الدكتور فتحى لاشين وأقدره، لكن من غير المعقول أن يكون حسم الاختلاف على اللائحة من قبل شخص واحد، هذا لا يوجد فى أى مكان، وأتساءل: ما المشكلة فى تكوين لجنة قانونية لبحث وتفسير اللائحة بشكل جيد ومقنع حتى يعرف المخطئ أخطاءه ويصوبها.

■ بماذا تفسر عدم قبول اقتراحاتك واستبعاد اسمك من قائمة المرشحين؟

- أعرف شيئاً واحداً، هو أن أحداً لن يستطيع أن يسلبنى حقى المتمثل فى إبداء رأيى وإعلان موقفى، خاصة أن ذلك ينبع من حرصى وخوفى وحبى للاخوان.

■ ماذا كان رد فعلك عندما تم استبعاد اسمك من القائمة؟

- شطبت على الورقة فوراً وسجلت فيها ما يفيد اعتراضى على ذلك، لأنه مخالف للنظم واللوائح، وذكرت فيها أن ذلك اعتداء على المؤسسية والشورى والأعراف والتقاليد الخاصة بالإخوان.

■ بعد الاستقالة هل حاول أحد إثناءك عنها وهل توجد مدة قانونية يمكن خلالها أن تعدل عن قرارك هذا؟

- المدة القانونية التى تسمح بالعدول عن الاستقالة هى ٦٠ يوماً، وقد حدثنى الكثيرون وأشكرهم فى هذا الشأن من داخل ومن خارج مصر.

■ هل تحدث إليك مهدى عاكف مرشد الجماعة بعد استقالتك؟

- لم يحدث.

■ ترددت أقاويل أن عاكف وعزت رغبا فى إيجاد مكتب بتشكيلة خاصة ويرأسه مرشد متوافق مع ذلك؟

- لا تعليق.

■ أيضا ردد البعض أن الدكتور محمود عزت لا يرغب فى أن يكون مرشداً لأنه، بحكم موقعه كأمين عام الجماعة، يملك زمام الأمور وخيوط حركة الإخوان بيده بحيث يكون قادراً عن طريق موقعه على تحريك دفة الجماعة كيفما شاء؟

- ليس صحيحاً بالمرة وأقول «كل ميسر لما خلق له»، وبالتالى فإن موقع المرشد العام يحتاج إلى إمكانيات وطاقات، وأيضا ملكات خاصة أرى أنها ليست متوفرة فى الدكتور محمود عزت والإخوان يعلمون ذلك.

■ معنى ذلك أن الدكتور عزت أعلن عدم رغبته فى الترشح على موقع المرشد لمعرفته بكل ما ذكرته؟

- نعم الدكتور عزت يعرف جيداً أنه فى حالة ترشحه لموقع المرشد لن ينجح، والدليل أن ترتيبه فى استطلاع الرأى جاء رقم ٣.

■ المحافظون لا يرغبون فى أن يكون المرشد إصلاحياً.. ما رأيك؟

- من وجهة نظرى أن الإخوان ليسوا مقسمين بين محافظين وإصلاحيين، لكن أنا لى رؤية وهى وجود ما يمكن أن نطلق عليه منكفئاً على التنظيم ومنفتحاً بالتنظيم على المجتمع بدرجات.

■ نريد توضيحا؟

- أحدثك عن نفسى فأنا منفتح بالتنظيم على المجتمع وأرى أن الجماعة لها ٣ وظائف يجب أن تجرى فى توازن وتوافق وتكامل وهى الوظيفة التربوية، والدعوية، والسياسية، بحيث ألا تتغلب وظيفة على أخرى، ويتم العمل بشكل يحدث اندماجاً مع القوى السياسية الأخرى حتى يمكن نشر الوظائف الثلاث، وهذا بحكم الواقع والتقدم، وأنا أسمى ذلك انفتاحاً بالتنظيم على المجتمع أما المنغلق فهو من يحاول البعد بالجماعة عن الاندماج مع القوى السياسية، وهذا يمكن أن يؤثر بإثارة السلبية على الإخوان، وأنا أعتقد أن النظام الحاكم يرغب فى أن تتواجد الجماعة بشكل منغلق بحيث لا تتواصل مع المجتمع ولا يريدها أن تمارس النشاط السياسى ويظهر هذا جيدا فى الملاحقات الأمنية.

■ نعود مرة أخرى لـ«مكتب الإرشاد» ما الحقيقة بشأن بداية الأزمة فى تصعيد الدكتور عصام العريان للمكتب؟

- كل ما يمكن قوله الآن إن المرشد محمد مهدى عاكف كان باستطاعته تصعيد الدكتور عصام، خاصة أن اللائحة معه وكان من الممكن أن يلجأ للجنة قانونية، لكنه لم يفعل.

■ لماذا كانوا يعارضون تصعيده لـ«عضوية مكتب الإرشاد»؟

- الأسباب لا يمكن أن نتحدث عنها الآن، لكن لك أن تعرف أن اللائحة كانت مع تصعيد الدكتور عصام، حيث إنه حائز على ٤٠٪، وبكل أمانة العريان إنسان رائع لديه المقومات التى جعلت منه شخصاً محبوبا لدى جميع الأطياف بمن فيهم معارضو الإخوان.

■ مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة تداخلت اختصاصاتهما مع نشوب الأزمة الأخيرة.. نريد تفسيراً لذلك؟

- عندما لا يتم الاحتكام بشكل جيد لأى لائحة تتداخل الاختصاصات لكن الحقيقة أن مكتب الإرشاد جهة تنفيذية، بينما دور مجلس شورى الجماعة الرقابة والتشريع، وهو المجلس الذى يجب أن يكون صاحب القرار فى كل الأمور المختلف فيها، لكن الأمور سارت عكس ذلك تماماً وأصبح كل من مجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد لا يؤديان وظائفهما بشكل صحيح.

■ ما سبب ذلك؟

- يجب أن يوجد فى مكتب الإرشاد، وكذا فى مجلس شورى الجماعة، ما يسمى الإيقاع والتجانس حتى يصل التفاهم إلى أقصى درجة، ولم يكن ذلك على المستوى المطلوب فى الفترات السابقة، وأصبحت قرارات كثيرة تؤخذ بشكل فردى، فمثلاً أعلن الدكتور محمود عزت عن ضرورة إجراء اختيار المرشد قبل ١٣/١، فى حين أننى كنائب أول للمرشد لم أكن أعرف ذلك ولم يشاورنى فيه أحد.

■ هل اللائحة تنص على ذلك؟

- اللائحة لا تعطى الأمين العام هذا الحق فى الحديث عن انتخابات المرشد بهذا الشكل.

■ ما تقييمك لانتخابات مكتب إرشاد الإخوان الأخيرة؟

- إذا تحدثنا عن عملية التصويت فهى نزيهة، لكن أنا أعرف أن التقييم يكون على العملية الانتخابية برمتها وتلك جاءت فى أجزاء منها مخالفة للوائح والنظم التى تسيّر أمور الجماعة.

■ يقول قيادات الإخوان إن الظروف التى تحيط بالجماعة وراء عدم قدرة مجلس الشورى على إتمام عمله بشكل كاف وهذا يناقض تصريحاتكم؟

- كل شىء الآن يتم عمله والقرارات التى تتخذ تأتى تحت مبرر الهواجس الأمنية، نعم الجو الذى تعيشه الجماعة غير طبيعى، لكن ذلك ليس مبرراً لأن يتم تهميش مجلس شورى الجماعة تماماً وتسحب منه اختصاصاته ويقوم بها مكتب الإرشاد الذى أصبح كل شىء فى الجماعة، هذا لا يجوز لائحياً.

■ هل تتوقع انشقاقات للإخوان فى المستقبل؟

- أبداً لن يحدث ذلك، لأسباب كثيرة أولها العقيدة الراسخة داخل كل فرد فى الجماعة بأننا نعمل لصالح الوطن وبنية خالصة للخالق، وكثير من الأزمات نعتبرها كأن لم تكن، وإحساس الإخوان ببعضهم وشعورهم بالظلم من جانب النظام كلها أشياء تؤدى إلى الترابط بين أعضاء الجماعة.

■ عمل الإخوان فى الأيام المقبلة، هل يمكن أن يتراجع أداؤهم فيها عما كان عليه قبل ذلك؟

- يمكن أن تشهد الجماعة تراجعاً ملحوظاً نظراً للظروف التى يمكن أن يفرضها النظام عليها فى المستقبل، مثل زيادة تحجيم الإخوان، و من المحتمل أن يزداد الإخوان تراجعاً مما يسهل عمل النظام ويؤدى فى النهاية إلى تراجع ولو بشكل بسيط فى عمل الإخوان عن الماضى.

■ كيف ترى آثار الأزمة ؟

- للأزمة آثار سلبية وأخرى إيجابية، فالسلبية هى حدوث بلبلة وحيرة وقليل من القلق، أما الآثار الإيجابية فهى الحيوية التى تمثلت فى تغيير بعض أعضاء مجلس الشورى العام فى مصر، وكذلك مكتب الإرشاد وهذا مطلوب بالفعل، ولا أخفى سراً أننى أتمنى أن يتغير مكتب الإرشاد كاملاً لأن ذلك يؤدى إلى أفكار ورؤى جديدة يمكن أن تؤدى إلى زيادة نهضة الجماعة.

■ هل يمكن أن نرى الدكتور محمد حبيب داخل مكتب الإرشاد مرة أخرى؟

- أمضيت ٢٤ عاماً داخل مكتب الإرشاد وهذا كاف جداً ولا أسعى مطلقاً لأى مواقع قيادية.

■ هل تتوقع أن يحكم الإخوان مصر؟

- بكل تأكيد سيحدث ذلك.

■ متى؟

- فى علم الغيب.. لكن لن ينافس الإخوان فى السلطة إلا بواسطة الشعب.

■ بالنسبة لـ«عملية التوريث» ماذا تتوقع لها؟

- أعتقد أنه من الصعوبة أن يحدث ذلك ولن يحكم جمال مبارك مصر، نظراً للرفض الشعبى الذى تقابل به عملية التوريث ومحاولة نقل السلطة إليه.

■ نعود مرة أخرى إلى منصب المرشد العام لـ«الإخوان».. كيف ترى عاكف فى هذا الموقع؟

- عاكف ببساطة شخص منفتح جداً.

■ لو قدر لك تولى منصب المرشد.. هل كنت ستحقق هذه التوازنات؟

- بمناسبة هذا السؤال هناك سياسى كبير قال لى: «النظام الحاكم مش عايزك تبقى مرشد»، وعندما سألته ما السبب أجابنى قائلاً: أنت تسير بأفكار ضد الاستراتيجية التى يرغب أن يضع النظام دائماً الإخوان فيها، من حيث الانكفاء وعدم الانفتاح مع القوى الأخرى والمجتمع.

وفى تقديرى أننا كإخوان بالنسبة للأمن كتاب مفتوح وبالتالى كل ما من شأنه تعزيز استراتيجيته تجاه الإخوان.

■ لكن الأمن أفرج عن قيادات الإخوان المسجونين قبل انتخابات مكتب الارشاد؟

- الأمن يستخدم كل وسائله فى إدارة المسائل واللعب على كل الأصعدة والمجالات لتحقيق ما يريد وبالتالى أرجو مزيداً من الانتباه والحيطة والحذر فى التعامل مع أى فخ ينصب.

■ ما دورك الحالى فى الجماعة؟

- أنا لا أزال عضواً بمجلس الشورى العام المصرى، ولن أتأخر فى تقديم النصح وما أراه مفيداً ونافعاً للحركة وسيكون لى دور بإرادة الخالق على المستوى الفكرى والتربوى والاستراتيجى والسياسى العام، وبالتأكيد تفرغ الإنسان وابتعاده عن الأحمال والأعباء الإدارية سيعطيه قدراً كبيراً من التفكير فى القراءة والكتابة والتواصل مع شرائح كثيرة من المجتمع وحضور كثير من الندوات. وأتصور أن يكون هناك مركز دراسات وبحوث استراتيجية يعين الجماعة على مستوى جميع المجالات سواء فى الدعوة أو التربية والتخطيط والتنمية والنهضة بشكل عام.

■ هل ستبدأ فى إقامة هذا المركز بالفعل.. وهل ستنشئه من مالك الخاص؟

- نعم ومن أموالى الخاصة.

■ بالنسبة لبرنامج الحزب الإخوانى.. لماذا لم ير النور حتى الآن؟

- اسأل الأستاذ مهدى عاكف فهو وضعه داخل السرداب ورغب فى عدم ظهوره فى الأيام المقبلة.

■ أخيراً هل تشعر بالظلم؟

- الحمد لله على كل شىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية