ليس هناك أكثر من قناة السويس أهمية فى حياتنا.. إنها قلب مصر ونبضها، تجرى فى شريانها ويختلط فى مياهها ومع ترابها وعلى ضفتيها دماء مصرية عزيزة وغالية.. إنها موجودة دائماً فى كل مراحل التاريخ بدءاً من وادى النيل القديم منذ أن أنشأ الفراعنة قناتهم الأولى «سنوسيرت»، ولم تفقد القناة هذه الأهمية إطلاقاً، إنها الشريان الملاحى الأول فى العالم ويشهد التاريخ قبل نحو 5200 عام بأن قدمت مصر أقدم التشريعات فى تاريخ الإنسانية فى إشارة واضحة.. على ضفاف نيلها نشأت أول حكومة منظمة بتشييد أولى الحضارات الإنسانية العظمى، وعلى مدى العصور تعاقبت الحضارات المصرية الشامخة وازدهرت استناداً إلى أسس قوية وراسخة فى نظم وشؤون إدارة قناة السويس بوضع أعظم النظم التقنية بازدواج قناة السويس مراعاة لخدمة الإنسانية لشعوب العالم، فمصر هى التى تصدت فى تنفيذ أكبر مشروع بحرى لتطوير وتوسيع القناة عام 1975 حتى عام 1980 رغم أنها تعيش اقتصاد ما بعد الحروب الثلاث الأخيرة مع إسرائيل حرب يونيو 1967، حرب الاستنزاف الشهيرة، حرب انتصار أكتوبر 1973، وفى يوم الثلاثاء الخامس من أغسطس سجل التاريخ بحروف من نور وأحبار من ذهب وقت إطلاق نوبة بدء العمل فى أكبر مشروع ازدواج قناة السويس لكى تواجه متطلبات عصر سفن شحن البضائع الجبارة، وناقلات البترول العملاقة لتؤدى دورها الحضارى، وتساهم فى السلام والرخاء للعالم بطريق بحرى متميز من حيث الأهمية الاستراتيجية والموقع الذى يعتبره العلماء عنق الزجاجة فى خريطة المواصلات البحرية فضلاً عن الميزات الأخرى بأنها أسهل وأكثر وأرخص طريق ملاحى شديد الأمان.
الرفاعى حمادة ــ بورسعيد
