x

محمد أمين دبّرنا يا دكتور عكاشة! محمد أمين الإثنين 01-09-2014 21:19


تسلم الأيادى.. تسلم يا جيش بلادى.. أخيراً سقط الإرهابى فايز أبوشيتة خاطف الجنود.. موتة تشبه موتة الكلب.. لا حوجة لأباتشى، ولا حوجة لأوباما راعى الإرهاب.. كان يخلّيها عند أمه.. يخللها.. جنودنا الأبطال طهّروا سيناء قبل الأباتشى.. ثأروا لأشقائهم، وثأروا لوطنهم.. القضية ليست فى هذا.. القضية عندى كيف تجرأتُ أن أشاهد صور القتيل؟.. كيف أصررتُ على التأكد منه بشماتة؟!

لأول مرة فى حياتى أنظر إلى صورة قتيل.. أتفحصه كما لو كنت أطمئن أنه مات.. كنت أهرب حين أرى حادثة.. لا أتوقف.. لا أتحمل أن أرى ضحايا الحوادث.. فماذا جرى الآن؟.. فجأة وجدتنى أتأمل كل الصور التى قدمتها أجهزة الأمن للإرهابى فايز أبوشيتة.. هل أصبحنا لا نبالى بمشاهد من هذا النوع؟.. هل تحجّرت قلوبنا تجاه الإرهابيين؟.. ما معنى هذا يا دكتور عكاشة؟.. هل أصابنا مكروه؟!

قل لنا بصراحة يا دكتور عكاشة: ما تفسيرك؟.. ألست أحد مشاهير كبار أطباء النفس فى العالم؟.. ماذا جرى للشخصية المصرية؟.. عندى إحساس بالفزع.. عندى شعور بالقلق.. ماذا جرى لنا؟.. كيف انكسر الخوف فى داخلنا؟.. كيف تحولنا فى وقت قصير إلى كائنات متحجرة؟.. كيف أصبحنا لا نتعاطف مع هذه الكائنات الدموية؟.. العيب فيمن؟.. أليس العيب فى الذين أشاعوا مناظر الدماء والخراب؟!

هل نحتاج إلى علاج يا دكتور عكاشة بعد تطهير البلاد؟.. هل تحولنا إلى بشر مختلفين فى زمن داعش وفايز أبوشيتة؟.. اشرح لنا ببساطة.. دبرنا يا دكتور عكاشة.. جرى إيه؟.. لقد بكينا كثيراً مذبحة رفح الأولى والثانية.. هل جاء اليوم لتبرد نارنا؟.. هل رؤية جثة الإرهابى نوع من الاطمئنان أنه مات، أم نوع من الشماتة؟.. ما طبيعة هذا الإحساس؟.. هل غيّرتنا المشاهد التى يبثها داعش؟!

أغرب شىء أن الإرهابى كان بحوزته مخزن ذخيرة.. خُد عندك 2 بندقية آلية و2 طبنجة، و2 قنبلة يدوية وحزام ناسف، وكمية كبيرة من الذخيرة.. أضف إليها ملابس عسكرية و7 لاب توب.. لا تنس أنه كانت لديه كاميرات لتصوير جرائمه، ثم بثها، ليقبض عنها الثمن القذر.. سقط أبوشيتة، وسقط من يموله.. لا نفعه مال قارون، ولا نفعته خيانته.. مات كلباً، ومات خائناً، ومات لا تجوز عليه الرحمة!

عاش الخائن مطارداً فى صحراء سيناء.. لم ينعم بأمن، ولم يسعد بمال.. فلا هو بطل يترحم عليه الناس، ولا هو مجاهد تنتظره الجنة.. سيكون مآله الجحيم وبئس المصير.. هذا هو قاتل الجنود.. هذا هو خاطف الجنود الذى طلب المعزول بالحفاظ على حياته.. قال: حافظوا على سلامة الخاطفين والمخطوفين.. هذا هو من أدى لعبة لصالح الخرفان.. ها هو يعيش مطارداً ويسقط صريعاً يغرق فى دمائه القذرة!

سيطهّر الأبطال سيناء من الدنس.. وسيذهب «أبوشيتة» وأمثاله إلى الجحيم.. بلا أباتشى، وبلا معونة أمريكية.. القضية ليست فى هذا بالمرة.. القضية: كيف نعود مسالمين كما كنا؟.. كيف نعود رومانسيين، نعيش فى هدوء حول النهر الخالد؟.. هل الأمر يحتاج إلى زيارة لعيادة الدكتور أحمد عكاشة؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية