x

ياسر أيوب الكرة وأسوان ومحمد منير ياسر أيوب الإثنين 01-09-2014 21:17


فى المباراة الودية، أمس الأول، فى أسوان، التى انتهت بفوز منتخب مصر على منتخب كينيا بهدف واحد.. كانت هناك ثلاث صور تستحق التوقف والتحية والاحترام أيضا.. الصورة الأولى لاستاد أسوان الذى تم تطويره وتغيير ملامحه وتحويله لساحة كروية لائقة بأسوان وشهرتها ومكانتها محليا وعالميا.. فمنذ وقت طويل وأنا وكثيرون غيرى نطالب باستادات كروية لائقة فى أسوان والأقصر وشرم الشيخ والغردقة حتى نحل هذا التناقض السياحى الرياضى فى بلادنا.. حيث لدينا مدن تملك الفنادق الكثيرة المتنوعة والمطارات ومختلف الخدمات السياحية والترفيهية، ولكنها لا تملك أى ملاعب حقيقية أو حتى لائقة.. ولدينا فى المقابل مدن بنينا فيها ملاعب ضخمة دون أن ننتبه إلى أنه ليس فى تلك المدينة فندق واحد ويصعب الوصول إليها من القاهرة أو أقرب مطار لها.. والصورة الثانية كانت لثلاثة آلاف مشجع سمح الأمن بوجودهم فى المدرجات لتشجيع المنتخب المصرى، الذى كان يلعب آخر مبارياته الودية ويختتم استعداداته لمواجهة السنغال فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية.. فقد كان، ولايزال، خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، يراهن على عشاق الكرة فى مصر، الذين يحبون تلك اللعبة ويعرفون كيف يستمتعون بها دون أن يتاجروا بها أو يستخدمونها وسيلة للعنف وكسر كل قانون أو نظام وأداة لممارسة الكراهية والتخريب.. وأظن أن خالد عبدالعزيز كان يفتش عن هؤلاء الثلاثة آلاف أسوانى ليقدم تلك الصورة لوزارة الداخلية ورجالها، داعيا إياهم للتفكير من جديد فى السماح بحضور ولو عدد محدود من الجماهير مباريات الموسم الكروى الجديد.. أما الصورة الثالثة فكانت للصديق والفنان الرائع محمد منير..

فقد عاد منير إلى أسوان ليكون مع الثلاثة آلاف أسوانى فى الملعب.. وليكون أيضا مع المنتخب المصرى، وهو يقيم ويستعد ويلعب فى مدينته ومسقط رأسه.. وليس منير من هؤلاء الفنانين أو السياسيين الذين فجأة يقتحمون ملاعب كرة القدم وحكاياتها دون مبرر أو مناسبة.. وليس منير أيضا أحد الذين يتحولون فجأة إلى عشاق لكرة القدم حين يلمحون أى كاميرا أو حتى أى قلم.. إنما يعشق منير كرة القدم بمنتهى الصدق.. وهو أيضا أحد الذين يتابعون كل تفاصيل ووقائع تلك اللعبة بمنتهى الشغف والفهم والمعرفة.. وكثيرا ما كان يناقشنى ويراجع معى أحوالا كروية برؤية فنان متمرد حالم بتغيير كل شىء إلى الأفضل.. وإذا كان منير قد قال لكل الناس فى أسوان إنه يتمنى عودة الجماهير للمدرجات وألا يبقى المنتخب المصرى أو أى ناد فى مصر يلعب الكرة كأنه مطرب مطلوب منه الغناء فى مسرح مغلق الأبواب خال من أى أحد.. فهذه هى رؤية منير طول الوقت.. بل إنه لا يرى كرة القدم مجرد عبء علينا جميعا أن نتحمله، إنما هى أحد أسلحتنا الحقيقية القادرة على مواجهة أى كراهية أو عنف أو دم أو فقر أو ألم.. ولهذا كنت سعيدا بوجود منير فى تلك المباراة وفى هذا الملعب بعد تجديده ووسط أبناء أسوان الذين هم من أرقى وأطيب وأصدق أهل مصر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية