قال الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء السابق، إنه كان ميالا إلى الرئيس محمد نجيب أكثر من خلفه جمال عبدالناصر، خشية أن يحول الأخير مصر إلى الحكم العسكري.
وأضاف «الببلاوي»، في حواره مع صحيفة «الشرق الأوسط»، الأحد، أنه في فترة ما قبل ثورة 1952 «كانت مصر تموج بالأحداث وبالتيارات السياسية، سواء من حزب الوفد أو من جماعة الإخوان أو حزب مصر الفتاة، ثم جاءت الثورة التي قامت وأنا في السنة النهائية من المرحلة الثانوية.. وفي تلك الفترة كنت مهتمًا، حيث أن الفكرة كانت أن النظام خرج على حدوده، وأنه لا بد أن يحدث تغيير، ولذلك كان الكل يرحب بالثورة وسعيدًا جدًا بها، لكن في المرحلة التي تليها، حيث بدأ الصراع بين الرئيس محمد نجيب وجمال عبدالناصر، كنت ميالا إلى نجيب على أساس أنه هو الذي يمثل الثورة وأن اتجاهه أكثر مدنية، ثم تغيرت الأوضاع وانقلبت بعد العدوان الثلاثي عام 1956، بالتأييد الكامل لعبدالناصر».
وأشار إلى أن سمع عن جماعة الإخوان للمرة الأولى خلال دراسته في المرحلة الثانوية، لافتا إلى أنه لم يتعامل معهم حينها، «لم أكن في أي وقت من الأوقات قريبا منهم ولا متعاطفا معهم».
ووصف الببلاوي نكسة 1967، بـ«الخديعة الكاملة»، قائلا «كنت أستاذا في جامعة الإسكندرية، ومنتدبا أيضًا في مكتب أحد وزراء الحكومة، وذلك بعد أن عدت من بعثة دراسية في الخارج.. وأنا ما زلت أعتقد أن يونيو كانت أكبر صدمة واجهت جيلي.. أعتقد أن ما حدث يشبه الخديعة الكاملة».
وأضاف: «كنا نرى أن مصر أقوى عسكريا بكثير، فوجئنا بأنه لا يوجد إعداد ولا استعداد، وأنه جرت المبالغة في أول الأيام عن قيام مصر بإسقاط 30 طائرة أو 40 طائرة (إسرائيلية).. بعد أن كنا نشعر بعد 1956 بأننا نناطح العالم وقادرون على فرض إرادتنا، تبين أننا حنجرة أكثر من أي شيء آخر.. في الحقيقة هذه لحظة فارقة في حياتي الخاصة وفي رؤيتي، وارتبطت عندي بأنه مهما كان الحاكم مخلصا وجادا إلا أن انعدام الديمقراطية وانعدام الرأي الآخر كفيل بأن يتسبب في مصائب كبيرة.. شعرت بأن هذه الهزيمة كانت نتيجة للحكم المطلق، ونقص المعلومات والكذب».