أكد محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن هناك تباطؤًا مقصودًا فى إجراء الانتخابات البرلمانية، وتبدو القيادة السياسية كأنها غير مهتمة بإنجاز الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل، طبقاً للدستور الذى خرج بتوافق الشعب والقوى السياسية والوطنية.
وقال «السادات»، فى بيان له، أمس، إن المماطلة فى إجراء الانتخابات أمر مقصود، يدفع للتشكك فى رغبة مؤسسة الرئاسة والحكومة فى مضيهما فى اتخاذ ما يشاءون من قرارات وقوانين دون رقابة أو محاسبة، وهناك أصوات تنادى بتأجيل العملية بحجة الخوف من الإرهاب.
ووجه «السادات» حديثه إلى الرئيس السيسى بقوله: «أراك سيادة الرئيس مهتماً بالإعلام واللقاءات المستمرة بالإعلاميين ورجال الأعمال، دون غيرهم، ولا نؤاخذك على ذلك، بل نشجعك، وندعمك حتى إن كان دافعك هو استمالتهم واتخاذهم ظهيرا لك لإيصال ما تريده من رسائل للناس ودعم مواقفك وقراراتك، لكن هناك أيضا غير الإعلاميين ورجال الأعمال قوى سياسية وشبابية لها تأثير كبير، ولا يجب أن تتجاهلهم».
وأضاف: «إننى أدعوك لئلا تستمع للبعض من حديثى العهد بالسياسة ممن حولك فتتباطأ فى إنجاز الانتخابات البرلمانية، حتى يكون لدينا برلمان محترم يشاركك فى الحكم، وليس أمامك خيار آخر مهما تم التأجيل، لأن انتفاء وجود البرلمان يعنى إعادة النظر فى خارطة المستقبل، وأعتقد أننا فى وقت لن تتحمل فيه مصر مزيدا من الخلافات والانقسامات».
وقال أحمد الفضالى، رئيس تيار الاستقلال، إن إعلان حزب «الوسط» انسحابه مما يسمى بـ«تحالف دعم الشرعية» جاء بعد الخطوة التى اتخذها التيار لحل أحزاب تيار الإسلام السياسى، التى بدأت بحل حزب الحرية والعدالة ومصادرة أملاكه لصالح لدولة.
وحذر الفضالى، فى بيان أمس، مما سماه المؤامرة التى يلعبها الوسط مع التحالف بهدف خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، بهدف إسقاط مصر والسيطرة على البرلمان لتعطيل تحقيق برنامج الرئيس وسحب الثقة منه.
وقال إن «ما يؤكد وجود مؤامرة يرتب لها الحزب مع أحزاب التحالف هو البيان الصادر عن الأخير باحترامهم خيار الوسط».
وتابع أن «الوسط» سيعمل على استقطاب التيارات والأحزاب التابعة لجماعة الإخوان المسليمن لتشكيل جبهة موحدة لخوض الانتخابات لمواجهة أحزاب التيار المدنى والسيطرة على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية.
وطالب «الفضالي» الحكومة بسرعة إلقاء القبض على جميع المشاركين فى التحالف، باعتباره منظمة إرهابية تهدد الأمن القومى المصرى، وطالب القوى المدنية بتوحيد الجهود لمواجه تلك التيارات التى تسعى لهدم الدولة المصرية.
وفى سياق متصل، قال مصدر قيادى بحزب الوسط إن الحزب يسعى لتشكيل تحالف جديد مع قوى ثورية وشخصيات سياسية، وهناك اتصالات مستمرة بحركتى 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وشخصيات سياسية كبيرة شاركت فى ثورة 30 يونيو.
وأضاف المصدر لـ«المصرى اليوم» أن الحزب تخلى عن فكرة عودة شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى للدخول مع تلك الكيانات فى تحالف جديد، من المقرر الإعلان عنه قبل 25 يناير المقبل، وبهدف إقناع النظام الحالى بتقديم تنازلات كبيرة من شأنها إيجاد مكان لجميع الأطراف السياسية فى المشهد مرة أخرى والإفراج عن المحبوسين السياسيين غير المتورطين فى ارتكاب جرائم عنف وقتل على حد وصفه.
من جانبه، قال محمد عبدالوهاب، المتحدث باسم ائتلاف شباب التيار الإسلامى، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن هناك مؤامرة يحاكيها حزب الوسط لتكوين جبهة قوية مع أطراف فاعلة بعيدة عن القوى المؤيدة لمرسى لكسب أطراف جديدة تشاركهم صراعهم مع الدولة وفق قوله.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن الحزب يسعى لتكوين تحالف يسمى «المصالحة الوطنية» للتصالح مع الدولة، ولكن له أهداف أخرى، وهى إسقاط الدولة وإبعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن السلطة.
فى سياق آخر، كشف مصدر قيادى بالتحالف عن ضغوط تمارسها جماعة الإخوان المسلمين على حزبى البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية والدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن السلفى، لإقناعهما بالاستمرار بالتحالف خلال الفترة المقبلة وعدم التعجل بالانسحاب على غرار «الوسط».
وقال المصدر إن لقاءات واتصالات جرت بين محمد على بشر القيادى بالجماعة و«عبدالغفور» فى هذا الشأن اتفق الطرفان على تأجيل خطوة الانسحاب لأيام قليلة لاتخاذ قرار نهائى.
وقال أحمد غنيم، رئيس لجنة الانتخابات الداخلية فى حزب مصر القوية، إن اللجنة انتهت، أمس، من انتخابات المرحلة الثانية للحزب والتى شملت محافظات الإسكندرية ودمياط وبنى سويف وأسيوط وسوهاج والبحيرة ضمن المستوى الأول الذى يشمل التنافس على مناصب أمين الشياخة وأمين ووكيل أول القسم أو المركز وهيئة القسم أو المركز ومندوبى القسم أو المركز للمؤتمر العام للمحافظة.
وأضاف فى بيان للحزب أنه سيتم الإعلان عن بدء إجراءات انتخابات المستوى الثانى، التى تشمل مناصب رئيس وأمين المحافظة وهيئات المحافظات ومندوبى المحافظة للمؤتمر العام للحزب فى محافظات المرحلة الأولى القاهرة والجيزة والقليوبية والغربية والشرقية والدقهلية، وذلك ضمن الإعداد للمؤتمر العام الأول المزمع انعقاده بعد شهر من انتهاء انتخابات المرحلة الثانية من المستوى الثانى بالحزب.