أكد الدكتور محمود عباس، رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث بوزارة الآثار، أهمية تحويل وسط القاهرة القديمة «القاهرة الخديوية» إلى منطقة جذب سياحي وعمراني، دون الإخلال بالبنية التاريخية للمكان، مشيرا إلى أن تلك المنطقة بالإضافة إلى القاهرة التاريخية تحتوي على أكثر من 150 أثرًا، حيث تحتوي العتبة وحدها على حوالى 20 أثرًا مميزًا.
وأشاد «عباس»، فى تصريح له، الجمعة، بطلب الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعداد خطة شاملة للنهوض بمنطقة وسط البلد وتطويرها بصورة كاملة واستعادة وجهها الحضارى، مطالبا بتشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء تضم فى عضويتها عددا من الوزارات فى مقدمتها وزارة الآثار إلى جانب محافظة القاهرة للبدء الفورى فى وضع وتنفيذ تلك الخطة لإعادة تسليط الضوء على منطقة وسط البلد باعتبارها منطقة أثرية وتراثية.
وأوضح أن وزارة الآثار تمتلك نخبة من الكوادر البشرية المميزة التى تستطيع أن تساهم فى هذا المشروع من خلال إعداد المادة التاريخية لكل أثر، وكيفية تطوير المواقع الأثرية وترميمها بما يجعلها تضاهى أجمل مدن العالم، مشيرا إلى أنه كان هناك مشروع مشترك عام 2009 بالتعاون مع إسبانيا لتطوير القاهرة الخديوية والحفاظ على المبانى ذات الطابع المميز بها، ولكن العمل به يسير ببطء ويكاد يكون متوقفا ولم يحقق الهدف المرجو منه.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن التطوير عرف طريقه إلى قلب القاهرة الحديثة في عهد محمد علي إلا أن النهضة العمرانية الحقيقية، بدأت بها بشكل جدي ومدروس ومخطط له في عهد الخديو إسماعيل، الذي أراد أن يجعل من المدينة قطعة من أوروبا، خاصة باريس وأطلق عليها كتاب الغرب حينذاك لقب «باريس الشرق»، موضحا أن مبانى منطقة وسط البلد ومواقعها التي تشكل مثلثا رأسه ميدان التحرير وقاعدته ميدانا الأوبرا ورمسيس وما يتفرع منهما من شوارع تتميز بمزج بين الحضارة الأوروبية والإسلامية والتى يطلق عليها فن العصر الحديث.