نعى الإعلامي يسري فودة، مقدم برنامج «آخر كلام» على قناة «أون تي في»، الناشط الحقوقي أحمد سيف الإسلام، قائلًا: «وفاة محامي الثورة، الثورة بنته وابنه، أبوالمسجونين بالظلم،وعدو المجنونين بالحكم، حبيب الفلاحين بالفطرة، والفرحانين بالفكرة».
وأضاف «فودة»، مساء الخميس: «صاحب الخلق اللي في سواقي الدنيا متغمية، وأمهات الورود اللي في ظلام الحجز مرمية، والشهدا وذويهم، والهيكل العظمي اللي في ظلام الحجز، قريب جميع اللي واقفين دلوقتي بيعزوا بعضيهم، يقام العزاء في كل الغيطان اللي في البحيرة، وغرب الجيزة، وفي ردهات المحاكم، وأقسام البوليس، والحجز الاحتياطي، وعنابر طرة، يقام العزاء في مساء الليالي المقمرة، من بداية الخريف إلى نهاية الصيف، وفاة المحامي أحمد سيف».
وتابع: «أنا أحمد سيف الإسلام حمد، بتاع اليسار مش الإسلاميين، محامي في مركز هشام مبارك للقانون، عجوز، الناس بتعرفني بجد خالد، أبوسناء ومنى وعلاء، جوز ليلى سويف، أنا اللي ورّثتكو السجن، أعذروني. أنا مُت امبارح الساعة أربعة ونص بعد العصر، بعد القهر».
وواصل في نعيه: «والذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، قطعةٌ أخرى من ضمير مصر تُورى ثَرى مصر في مشهد مهيب، في ذمة الله واحد من أنقى أبناء هذا الوطن ومن أجلّهم ومن أكثرهم إيثاراً ونضالاً وانتصاراً لمن لا حيلة له في وجه مَن بيده ملكوت الحكم، في ذمة الله من رحل عنا جسداً وبقي بيننا روحاً تنطق بالحق وبالعدل وبالخير وبالجمال. في ذمة الله من ترك بين أجيالنا مثالاً يُحتذى بينما ينفطر هو ألماً على بلاده وعلى بنيه. في ذمة الله من ترك بين أيدينا رسالة إلى ولده، وإلى هذا الجيل كله، تقطر حباً وعزة نفسٍ بكل ما فيها من ألم ومن مرارة، إلى كل من في قلبه، لا يزال، مثقال ذرةٍ من ضمير، هذه لحظاتٌ في حب قيم كثيرة فُضلى جسّدها رجلٌ يقف الآن بين يدي الله، بينما نقف نحن، لا نزال، أمام واقع مؤلمٍ مُر لا يخلو أبداً، مثلما كان يطيب له دائماً».