x

«أردوغان».. بائع السميط الذي أصبح رئيسًا لتركيا (بروفايل)

الخميس 28-08-2014 19:26 | كتب: إفي |
رجب طيب أردوغان ، رئيس الوزراء التركي يتحدث أثناء مؤتمر صحفي في الرياض ، 20 مارس 2010 . رجب طيب أردوغان ، رئيس الوزراء التركي يتحدث أثناء مؤتمر صحفي في الرياض ، 20 مارس 2010 . تصوير : أ.ف.ب

تولى رجب طيب أردوغان، الذي كان يبيع في طفولته السميط التركي التقليدي في إسطنبول، الخميس، رئاسة بلاده بعد نحو 12 عاما من رئاسته للحكومة، وكان أردوغان يتولى رئاسة الوزراء، في 2003، ووصل إلى الرئاسة بعد فوزه من الجولة الأولى بحصوله على 51.8% من الأصوات.

ويتفق أنصاره الأوفياء ومعارضوه على نعته بلقب «السلطان»، ليس فقط لرغبته الشديدة في إحياء فكر العهد العثماني، ولكن أيضا لأسلوبه الذي يشيع فيه رغبته في السيطرة، وأصبح بإمكان أردوغان، مواليد إسطنبول، 1954، أن يمتلك الآن مزيدا من السلطة لم يستحوذ عليها أي قائد قبله في تركيا، منذ وفاة مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك.

ورغم أن منصب رئاسة جمهورية تركيا كان دائما شرفيا، فقد سبق وأعلن أردوغان أنه سيستخدم «كل صلاحيات» المنصب التي يتيحها الدستور كي يصبح منصبا تنفيذيا، لكن أردوغان لا يقدر حاليا على دفع إصلاح دستوري يحول تركيا إلى دولة بنظام رئاسي، وهو هدفه المعلن، نظرا لأن حزبه «العدالة والتنمية»، لا يستحوذ على ثلثي مقاعد البرلمان، إلا أن هذه الفرضية قد تتحقق أيضا بالنظر لنتائج الانتخابات العامة المنتظرة، في 2015، التي سيتحدد عليها مصير تركيا، التي يرغب أردوغان في الاستمرار في رئاستها، حتى 2023، الذي يتوافق مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية.

وكان أرودغان، الذي نشأ في أسرة متدينة وفقيرة، منحدرة من محافظة ريزة على البحر الأسود، «الشاب الطيب»، كما يعرفه أنصاره ومعارضوه، يكسب بعض المال كبائع متجول للسميط في شوارع إسطنبول، قبل أن يلتحق بمدرسة عليا إسلامية، وأثناء دراسته للإدارة والاقتصاد، كان أردوغان مهووسا بممارسة لعبة كرة القدم، وكان لاعبا شبه محترف في السبعينيات، لكنه بدأ في الانخراط بالسياسة مع مجموعات مناهضة للشيوعية.

وعندما كان عمره 22 عاما، تولى أردوغان مناصب قيادية في حزب «الخلاص الوطني»، التابع للإسلامي التركي صاحب الكاريزما آنذاك، نجم الدين أربكان، الذي يعتبر بمثابة ملهمه السياسي.

وانتخب أردوغان عمدة لإسطنبول وعمره 40 عاما، وعُرف بإدارته الجادة والفعالة، وبدلا من أن يفرض القوانين الإسلامية المتفقة مع أيديولوجية حزبه، كرس نفسه لتحديث قنوات المياه وحل منظومة جمع القمامة والبنى التحتية والنقل العام في المدن الكبيرة، التي يقطنها أكثر من 13 مليون شخص، ويعانون من الازدحام الشديد.

ودخل أردوغان السجن لمدة 4 أشهر في أواخر التسعينيات لإلقائه قصيدة شعر تركي اقتبس بعض أبياتها أثناء خطاب جماهيري، قرن فيها المساجد بالثكنات والقباب بالخوذ، بعد جملته «الديمقراطية هي فقط قطار نصعده ليصل بنا إلى وجهتنا»، ما اعتُبر هجوما ضد الأسس العلمانية لتركيا، وفقا للمحكمة، لكن هذا الحكم الذي تضمن حظر شغله المناصب العامة، لم ينه مسيرة أردوغان، بل عاد لإطلاقها بعدما أجازت له المحكمة الدستورية العودة إلى السياسة، حيث انفصل عن أربكان وانضم للجناح الإسلامي المعتدل وأسس حزب «العدالة والتنمية» في 2001 وفاز بالانتخابات العامة 2002.

وبرز أردوغان خلال السنوات الخمس الأولى له في السلطة، حتى إن العديد من المثقفين العلمانيين أشادوا بانفتاح هذا السياسي، الذي كانوا يعتبرونه «محافظا» قادرا على تقليل سلطة الجيش القوية آنذاك، لكن سياسته خلال السنوات الأخيرة كانت تتدخل بشكل متزايد في دائرة «الأخلاق العامة».

وفي هذا الصدد، سمح للسيدات بارتداء الحجاب في الوظائف العامة، وشن حملات ضد الاستهلاك «القانوني» للمواد الكحولية، وقارن الإجهاض، «القانوني» أيضا، بـ«ارتكاب مذبحة»، وطالب بأن يكون لكل امرأة ثلاثة أطفال على الأقل، كما أعلن حظر إقامة الشباب من الجنسين في منزل واحد، وكان رد الفعل على أسلوبه، «المستبد» والمحافظ على نحو متزايد، هو احتجاجات حديقة جيزي في صيف 2013، بقيادة شباب وصفهم أردوغان بأنهم «يساريون وملحدون وإرهابيون».

واعتاد أردوغان أن يستخدم عبارات استقطابية في أحاديثه، مثل استعماله كلمة «نحن» في إشارة للمنتمي للوطن والإسلام، في مقابل «هم، الخونة».

وأصبح دارجا استخدام كلمه «حزبه»، كما ظهر الخلط في استخدام الأحرف الأولى لحزبه «العدالة والتنمية»، «AKP»، مع الأحرف الأولى لرجب طيب أردوغان، عندما فاز في الانتخابات المحلية، في مارس الماضي، بنسبة 43%.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية