كشفت مصادر فلسطينية لـ«المصرى اليوم» أن المسؤولين المصريين وضعوا الخطوط العريضة لاتفاق الهدنة الدائمة فى غزة، الذى أعلنت القاهرة عنه، مساء أمس الأول، خلال الزيارة التى قام بها الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، للقاهرة، الأسبوع الماضى، والتى التقى خلالها بالرئيس عبدالفتاح السيسى، والوزير محمد التهامى مدير المخابرات العامة، وعدد من المسؤولين المصريين.
وأضافت المصادر أن المسؤولين المصريين اتفقوا مع الوفد الفلسطينى على كل هذه البنود التى أعلنها الجانب المصرى فى مبادرة وقف إطلاق النار، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها ساعتها، لأن الجانب الإسرائيلى لم يكن قد أبلغ رده للجانب المصرى، خاصة أن أعضاء الوفد الفلسطينى اشترطوا تراجع الوفد الإسرائيلى عن شرطه الخاص بنزع سلاح المقاومة كى يعلنوا موافقتهم الرسمية على المبادرة المصرية.
وتابعت المصادر، أن الجانب الإسرائيلى تلكأ طوال الأيام السابقة عن إبلاغ رده للجانب المصرى لوجود نية مبيتة لديه لتنفيذ اغتيالات بحق عدد من قيادات كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، كى يحسن صورة حكومة نتنياهو، التى واجهت ضغوطا داخلية كبيرة، بسبب فشله فى تحقيق أهداف الحرب التى خاضها ضد حركة حماس، وهو ما تم قبل أيام من إعلان اسرائيل موافقتها على المبادرة المصرية، حيث تم اغتيال ثلاثة من قيادات القسام فى استهداف أحد المبانى التى كانوا يجتمعون بها.
وكشفت المصادر أن رئيس الوفد الفلسطينى الموحد، عزام الأحمد سيصل القاهرة، مساء اليوم الخميس، أو صباح غد الجمعة، كى يستكمل إجراءات استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى خلال الأيام المقبلة والخاصة بمناقشة البنود التى تم تأجيل مناقشتها من المطالب الفلسطينية، مثل إنشاء المطار والميناء وإطلاق سراح الأسرى.
وفى سياق متصل، أعربت حركتا حماس والجهاد الإسلامى عن شكرهما لمصر لرعايتها المفاوضات غير المباشرة للوصول لوقف العدوان وفقاً لتفاهمات القاهرة 2012، وإنهاء الحصار وفتح المعابر وإعادة الإعمار.
وقال بيان صدر عن الحركتين، مساء أمس الأول فى القاهرة، إحساساً منا بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية، واعتزازاً بدور مصر التاريخى الداعم لقضية الأمة فلسطين، وتقديراً لما قامت به مصر الشقيقة من دور كبير بذلت بموجبه جهوداً كبيرة لوقف العدوان على أبناء شعبنا فى قطاع غزة، فإننا فى حركتى حماس والجهاد الإسلامى نشكر مصر الشقيقة لرعايتها هذه المفاوضات غير المباشرة.
وأكد الناطق باسم «حماس» سامى أبوزهرى أن دور مصر أساسى وتاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، مثمنا الدور المصرى فى إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وقال أبوزهرى فى تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة، أمس: «نحن حريصون على الحفاظ على الدور المصرى كدور أساسى فى دعم القضية الفلسطينية، وأضاف: نأمل أن تستكمل مصر هذه الخطوة بإدخال التسهيلات التى وعدت بها على معبر رفح البرى».