x

صبري غنيم وزير الإسكان «يكشّر» عن أنيابه صبري غنيم الأربعاء 27-08-2014 21:58


أنْ يفاجئنا وزير الإسكان بقرار شجاع «يكشّر» فيه عن أنيابه ويبدأ فى سحب أراضى المدن الجديدة التى يجرى تسقيعها بغرض التربح، هذه خطوة لا يقدم عليها إلا وزير شجاع، مع أن شخصيته فى البداية تعطيك انطباعاً بأنه من عينة الوزراء المسالمين الذين لا يحبون وجع الدماغ، أنا شخصياً ظلمت هذا الرجل بسبب تصريحاته التى كان يمطرنا بها، لأنها لا تحمل أى ملامح للعدالة الاجتماعية، ولم يعلن عن نيته فى تحقيق أحلام الغلابة.. فقد كانت تصريحاته دائماً عن المستقبل البعيد وليست عن حاضرنا، لذلك كانت صدمتنا فيه.. لم نصدق أن يأتينا وزير المفروض أنه امتداد لوزير نجح فى أن يصبح رئيساً للحكومة وكان مطلوباً من الوزير الذى يخلفه أن يكون فى مستواه أو أشطر منه.. يعنى وزير «فرفور» ومشاغب يعرف كيف يجذب الشارع المصرى إليه لأنه يحمل حقيبة ليست مثل كل الحقائب.

- كلمة حق.. أنا شخصياً لم أتوقع الانتفاضة التى فاجأنا بها الوزير الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان.. لم يعد الرجل بالوزير الطيب.. الوزير الذى يبحث عن راحته، لقد خرج من جلباب العزلة ودخل عش الدبابير بقدميه، فكونه يفتح النار على مافيا الأراضى ويعلن عدم السماح بتسقيع الأراضى فى المدن الجديدة فهذا دلالة على أنه فعلاً وزير شجاع، وقد انطبق عليه المثل العامى الذى يقول «تحت السواهى......»، لقد ظلمناه يوم اتهمناه بأنه من المحبين للفرقعة السياسية، فالرجل أثبت أن السياسة لا تهمه والرجل لا يبحث عن شو إعلامى بقدر ما يهمه أن يضيف عملاً طيباً فى ميزان حسناته بتسجيل موقف شجاع يحقق فيه أحلام الغلابة.. لكى يعلن عن انحيازه لقضيتهم فى توفير مسكن لكل من يسكن العشش أو المقابر. لكن المفاجأة أن «يكشّر» الوزير عن أنيابه ويطلب من شرطة التعمير تنفيذ قرار جهاز المدينة فى العاشر من رمضان بسحب عشرة أفدنة خالف أصحابها بنود العقد، وطبقاً للقانون سيتم طرحها على مستثمرين جدد بأسعار اليوم والفروق تدخل فى تمويل صندوق إسكان الغلابة.. آه لو سمعوا كلامى وأعادوا لأصحاب هذه الأرض فلوسهم وقام رئيس جهاز العاشر من رمضان ببناء مائة عمارة على هذه الأرض، وخصص هذه العمارات لإسكان العاملين فى المدينة لقضينا على مشكلة ألف أسرة، ووفرنا عليهم مشقة السفر يومياً من القاهرة إلى المدينة وبالتالى ساهمنا فى حل مشكلة المواصلات.

- قرار وزير الإسكان يعيد للدولة هيبتها ويعطينا الأمل فى استثمار فكر الشاب الدكتور مصطفى مدبولى الذى يحمل أفكاراً لها قيمتها بدليل أنه كان مسؤولاً عن التخطيط العمرانى، وهذا الموقع لا يمكن أن يديره أو يشغله إلا عبقرى مثله سابق سنه، وكون موقعه الآن كوزير يدخله فى مخاوف كثيرة بعد الذى تعرض له سلفه الدكتور المهندس محمد إبراهيم سليمان، والذى كان حتى يومنا هذا أشجع رجل حمل حقيبة الإسكان.. صحيح أن قراراته الجريئة كانت سبباً فى دخوله السجن، مؤكد أن أى وزير يخلفه لابد أن يراجع حساباته أكثر من مرة، وكون الدكتور مدبولى لم يفصح عن رؤيته فهو يطالبنا بأن نعطيه الفرصة ولا نتهمه بالضعف وهذا حقه.

- كلمة أخيرة أقولها من قلبى: مصر فعلاً فى حاجة إلى عباقرة يحققون أحلام الغلابة فى المسكن وفى العلاج وفى التعليم وفى الأسعار.. والأمل الآن فى الكفاءات، وأكيد أن الدكتور مصطفى مدبولى هو أحدهم، لذلك علينا ألا نتعجل وننتظر منه الكثير لخير مصر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية