x

مهدي بن عطية.. من حرامي إلى أول عربي يلعب لبايرن ميونخ

الأربعاء 27-08-2014 12:33 | كتب: شادي فوزي |
بن عطية لاعب المغرب
بن عطية لاعب المغرب تصوير : آخرون

خلف نجومية المغربي مهدي بن عطية، المُنضم حديثا إلى بايرن ميونخ الألماني، معاناة كثيرة وفشل، ما يدل على صلب معدن ابن أسود الأطلسي، الذي يعد الآن من أفضل مدافعي العالم إلى جانب البرازيلي تياجو سيلفا، اللذين تتهافت أندية أوروبا الكبرى على شرف الانضمام إليها، وبالنظر لسيرة بن عطية نجدها حافلة بالتحديات والإنجازات الشخصية وقوة الشخصية التي يتمتع بها.

طفولة المهاجم الذي أصبح من أعظم مدافعي العالم

مهدي أمين بن عطية المتقي، الاسم الكامل لنجم الفريق البافاري الذي ولد في 17 أبريل 1987 لأب مغربي وأم جزائرية، ترعرع في منطقة إفري بفرنسا وانضم لناشئي نادي إفري ومن ثم إلى مدرسة كرة القدم ببريطيني.

لكن العيون التي تبحث عن المواهب اجتذبت «بن عطية» إلى مدرسة كلير فونتين، التي تضم بين جنباتها أفضل مواهب كرة القدم الفرنسية والتي خرجت نيكولاس أنيلكا، ولويس ساها، وويليام جالاس، وتيري هنري، أفضل نجوم منتخب الديوك الذين لمعوا في أعظم أندية أوروبا قبل أن ينضم إلى نادي جوينجامب ليزامل الفيل الإيفواري ديدييه دروجبا، أسطورة تشيلسي، بعد أن طُرد من مدرسة كلير فونتين بسبب اتهامه بسرقة هاتف محمول.

الانضمام إلى نادٍ ذي شعبية كبيرة كان في موسم 2005- 2006 بعد الالتحاق بأوليمبيك مارسيليا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث لم يحظ بإعجاب المدرب، لتتم إعارته بعد ذلك إلى نادي تور في الموسم التالي، رغم إمكانيات التي أظهرها اللاعب، الذي بدأ مشوار كرة القدم باللعب في خط الهجوم، وهو ما يفسر النزعة التهديفية للاعب أمام شباك الخصوم.

وحول قدراته التهديفية يقول «بن عطية» في تصريح له: «بدأت التعامل مع كرة القدم في الخامسة من عمري حين كنت ألعب مع والدي في فرنسا، لقد كنت أتمرن كمهاجم في أكاديمية الناشئين، الأمر الذي نمّى قدراتي الهجومية».

مارسيليا .. والذكريات الأسوأ لابن الأطلسي

آمال «بن عطية» تحطمت على أعتاب نادي مارسيليا الفرنسي الذي رجع له من الإعارة خلال موسم 2007 - 2008، ولم يستطع الحصول على مكان أساسي في تشكيلة الفريق العريق، بسبب عدم قناعة المدرب ليخرج إعارة مرة أخرى لنادي لوريان الذي كان فألا سيئا بالانضمام إليه حيث عانى من إصابة أبعدته عن المستطيل الأخضر لفترة طويلة.

وحول إخفاقه مع مارسيليا يقول «بن عطية»: «في مارسيليا إذا كنت تود اللعب، عليك أن تكون صديقا للمدرب، وهو المشكلة التي عانيت منها في النادي الفرنسي معلقا أن هذا المدرب أضاع من عمري 3 سنوات».

بن عطية.. يتنفس الصعداء

بتعاقد «بن عطية» مع كليرمون فوت عام 2008 الذي يلعب في الدرجة الثانية تنفس الصعداء ومسح الماضي بكل مساوئه ليفكر في انطلاقة جديدة تحقق له طموحاته، وسرعان ما بزغ نجم «بن عطية» في الفريق الأول لهذا النادي، ويلفت إليه الأنظار عبر أدائه المميز في مباراة جمعت بين منتخب بلاده المغرب مع الكاميرون.

رادار نادي أودينيزي الإيطالي التقط النجم المغربي في 2010 بعد سنتين قضاهما في صفوف كليرمون فوت لعب خلاها 57 مباراة شهدت ممارسته هوايته في هز شباك الخصوم، ليخوض تجربة جديدة في الكالتشيو الإيطالي الذي قدر موهبة «بن عطية» واكتسب منه مهارات الدفاع الصلب ليصنف ضمن أفضل لاعبي الدوري الإيطالي، إلى جانب البرازيلي، تياجو سيلفا، مدافع إيه سي الميلان آنذاك.

وعن تجربته في الكالتشيو يقول مدرب أودينيزي: «لقد نضج كثيرا في النادي الإيطالي، وأصبح يستحق اللعب في صفوف نادٍ كبير، بعد أن أظهر معدنه الأصيل»، مضيفًا «إنه أضاف إلى الفريق الكثير من الصلابة والواقعية التي كان يحتاجها».

روما تشهد نجومية المصارع «بن عطية»

روما عاصمة مسرح الكولوسيوم، الذي كان يشهد مصارعة الوحوش والعبيد شهدت بزوغ نجم مقاتل جديد على أرض ملعب الأوليمبكو معقل «الجيالو روسي» بانتقاله من أودينيزي مقابل 13.5 مليون يورو، ليبدأ المغربي فصلًا جديدًا من فصول التألق وإثبات الذات.

وبمجرد التعاقد مع المدافع المغربي، طالت انتقادات كثيرة الإدارة لتعاقدها مع «بن عطية»، لكنه استطاع خلال سنة لعبها مع فريق العاصمة أن يُكمم أفواه المنتقدين بعد بروزه في المباريات الأولى من الكالتشيو، إذ ساهم في تحقيق روما أكثر من 11 انتصارا متتاليا في الدوري الإيطالي الموسم الماضي.

وفي خطوة قلما يحصل عليه لاعب عربي نال «بن عطية» شرف حمل قيادة فريق العاصمة بعد «توتي» حجر روما الكريم و«دي روسي»، وشكل مع البرازيلي، لياندرو كاستان أقوى دفاع في دوريات أوروبا في تألق لفت أنظار أندية أوروبا الكبرى لتنهال عليه العروض من مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين، وبرشلونة الإسباني.

أول عربي يقتحم أسوار بايرن ميونخ

موسم 2014 - 2015 يبدو أنه موسم حصد الثمار لابن الأطلسي بعد توقيعه للعملاق البافاري في صفقة قياسية للاعب عربي بلغت 26 مليون يورو، كأغلى مدافع في الدوري الألماني وتاريخ اللاعبين العرب، لتبدأ كرة القدم في الابتسام له بعد اجتهاد دام سنين، وفي انتظار معانقة المجد بالحصول على الكأس ذات الأذنين لبطولة دوري أبطال أوروبا لتكرار ما حققه العربي الوحيد الجزائري رابح ماجر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية