بعد 41 سنة من اختفائه في حرب 1973، عثر عمال الحفر في قناة السويس الجديدة على رفات محمد حسن عطوة عبد الغنى، من قرية طوخ الأقلام مركز السنبلاوين بالدقهلية، بعد أن فقدت أسرته الأمل في عودته.
تجددت أحزان الأسرة بعد سنوات طويلة من الانتظار، وأكد أشقاؤه أن والديهم ماتا وهم يدعون الله، ويتوسلون أن يعثروا على جثمان ابنهم، ويدفنوه بأيديهم ليعرفوا له قبرا يزورونه.
تجمعت الأسرة كلها في بيت العائلة بقرية طوخ الأقلام، وقد تجددت أحزانهم بالعثور علي رفات الشهيد، وأسرع شقيقه السيد إلى مبني محافظة الدقهلية لمقابلة المستشار العسكري واسترجاع رفات أخيه بعد 41 عاما من وفاته، إلا أن المستشار العسكرى طلب منه الانتقال إلي قيادة الجيش بالاسماعيلية لاستكمال إجراءات إعادة الرفات.
وقالت إيمان، ابنه الشهيد: كنت أجلس أمام التليفزيون، وفوجئت بذكر اسم والدي، بعدما تعرفوا عليه من النحاسة المكتوب عليها اسمه، وبجواره ملابسه وعظامه، فشعرت بمزيج من السعادة والبكاء، لأنى لم أر والدى في حياتى، فقد استشهد في حرب 1973 وكان عمري عام واحد، واعتبروه مفقودا وقتها وبعدها بـ5 سنوات اعتبروه من الشهداء.
وطالبت إيمان بإعادة رفات والدها ودفنه وتكريمه، حيث لم يتم تكريمه ولا تكريم أسرته، كما تم مع جميع الشهداء، فلم يخرج جدي ولا جدتى للحج ولم يحصلوا علي شيء وقتها سوى المعاش الذي كان مبلغا زهيدا.
وقال السيد حسن عطوة، شقيق الشهيد، 58 سنة: «أخي تم تجنيده بالقوات المسلحة عام 1972 وتم تدريبه وترحيله إلي الهايكستب وكان يعمل سائقا في سلاح المركبات وظل في القوات المسلحة ولم ينزل للقرية لمدة 4 شهور إلي أن وصلتنا رساله منه في أول يوم رمضان سنة 1973 بأنه سينزل أجارة قريبا بعد أن ينتهى من مأمورية ولكنه بعدها اختفي ولم نعرف عنه شيئا».
وأضاف: «مات من القرية 8 شهداء، كلهم عادت جثثهم، وتم دفتهم ما عدا أخي، وهو ما زاد من حزن أمي وأبي، وظللنا سنوات نحاول أن نحصل علي معاش الشهيد حتى حصلنا عليه سنة 1976 وكان المعاش وقتها 170 قرشا، وطالبتنا القوات المسلحة بمبلغ 27 جنيها كانت عجزا في مهمات الشهيد، وبالفعل ظل أبي يسدد فيها لسنوات حتى أتم سدادها».