هل انطلق سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 مبكرا هذه المرة؟
ربما يكون ذلك كذلك بالفعل،، فعلى الرغم من أن الأمريكيين لن ينتخبوا خلفا لباراك أوباما قبل عامين وشهرين تقريبا من الآن، فإن الأوساط السياسية التى تحيط بهيلارى كلينتون أطلقت منذ الآن ماكينتها الانتخابية.
ولعل العلامة الأولى التى تشير إلى أن هيلارى ماضية قدما فى طريق الترشح للرئاسة القادمة، هى الاهتمام الإعلامى والسياسى ببلورتها كمرشح يستبق العديد من المرشحين الذين يمكن لهم خوض السباق مثل «كريس كريستى» حاكم ولاية نيوجيرسى.
يرى البعض فى الداخل الأمريكى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة محسومة فى 2016 لصالح هيلارى.. لماذا هذه الثقة الزائدة؟
فى واقع الأمر هناك أسباب عديدة، فكما اختارت أمريكا رئيسا من أصول أفريقية للمرة الأولى فربما تختار سيدة هذه المرة، الأمر الذى سيمثل حركة اجتماعية كبرى سوف تكتسب زخما فى الوقت الراهن، وستزداد قوة بحلول الخامس من نوفمبر 2014 بعد مرور نصف الفترة الرئاسية الثانية وبدء حملة انتخابات 2016 الرئاسية.
من يدعم هيلارى وما مقابل هذا الدعم إذا تربعت على عرش البيت الأبيض؟
شخصان بعينهما يقفان بقوة وراء ترشحها ويسعيان إلى حملها إلى المكتب البيضاوى:
الأول «حاييم سابان» قطب الإعلام الأمريكى اليهودى الأصل الذى صرح مؤخرا بأنه سيدعم هيلارى بكل قوة إذا ترشحت للرئاسة، وقد أبلغ سابان، وهو متبرع للحزب الديمقراطى، صحيفة «يديعوت أحرونوت » بأنه: يأمل أن تترشح هيلارى وأنها ستكون رئيسة رائعة.. وإذا حدث ذلك فإننا سنساعدها بكل قوة.. حلم كبير بالنسبة لى أن أراها فى البيت الأبيض.
يعرف سابان بأنه ملياردير يهودى صهيونى متعصب ينضح بالتطرف، وفى العام 2002 تبرع لإنشاء مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط الذى يعد أهم مراكز الأبحاث بمعهد بروكنجز، ويسوق لكل ما هو فى صالح إسرائيل.
وعلاقة آل كلينتون بـ«سابان» ليست وليدة اليوم، فقد وصفه بيل كلينتون بأنه «كان خير صديق وداعم لى»، وقد عينه من قبل مستشارا تجاريا للبيت الأبيض، وكثيرا ما قضى الليل هو وزوجته «شيريل» فى البيت الأبيض.
هذه هى الشخصية الأولى ذات النفوذ المالى والإعلامى الداعمة لهيلارى كلينتون فماذا عن الشخصية الثانية وهل تفترق كثيرا عن الأولى؟
الثانى هو الملياردير اليهودى الأمريكى «جورج سورس» الذى قدم الأيام الماضية تبرعا أوليا للجنة السياسية التى أطلقت على نفسها اسم «مستعدون لهيلارى» وقيمته 25 ألف دولار، ويعنى دعم سورس الكثير للجنة السياسية التى تسعى إلى صد منافسين محتملين لكلينتون فى انتخابات الحزب الديمقراطى لاختيار مرشحه للرئاسة.
هل وجود سورس فى دائرة داعمى هيلارى أمر يبشر بالخير؟
تاريخ الرجل ظلامى؛ فهو المضارب فى البورصات العالمية والذى تسبب فى انهيار أسواق آسيا المالية وإصابة النمور الأسيوية فى مقتل، وقد تسبب فى تحطيم بنك إنجلترا نهار الأربعاء الأسود عام 1992.
ما الذى يهمنا كعرب فى سياق ترشح هيلارى كلينتون للرئاسة؟
أمران:
الأول يتعلق بالخطوط السياسية لهيلارى صديقة إسرائيل والواقعة تحت ضغوطات تبرعات ستشكل لاحقا أدوات ضغط لجهة رسم سياسات ممالئة بالأكثر لإسرائيل، ما سوف يقلص مستقبلا الكثير من أى احتمالات إيجابية للعب أمريكا دورا عادلا فى تسوية النزاع الفلسطينى الإسرائيلى.
والأمر الآخر يتصل بعلاقات هيلارى بنوع خاص بجماعات الإسلام السياسى عامة، وفى القلب منها الإخوان المسلمون فى مصر، وهناك روايات عدة عن وصول هؤلاء حتى مخدعها والتلاعب بمقدراتها العقلية والسياسية لصالح مشروعاتهم الظلامية.
هل على العرب أن يقلقوا من فكرة هيلارى رئيسا لأمريكا؟
لم يبارح القلق العرب مع كل رئيس أمريكى، ولن يغادرهم مرة وإلى الأبد إلا عندما يطرحون قضاياهم وحلولها من ذواتهم دون الركون إلى عدالة رئيس أمريكى قائم أو قادم، فطرح القضايا وحل المشكلات يبدأ من عند الذات العربية لا من عند هيلارى كلينتون.