x

وادى دجلة: عندما كان «الساحل الشمالى» فى «المعادى» قبل 50 مليون سنة

الثلاثاء 26-08-2014 21:52 | كتب: ريهام العراقي |
محمية وادي دجلة في المعادي محمية وادي دجلة في المعادي تصوير : محمد شكري الجرنوسي

رغم امتداد محمية وادى دجلة على مساحة 60 كيلومترًا ووقوعها جنوب محافظة القاهرة فى حى المعادى وإعلانها محمية طبيعية عام 1999 من قبل وزارة البيئة، إلا أن كثيرا من السكان الذى التقتهم «المصرى اليوم» فى منطقة المعادى يجهلون وجودها رغم معرفتهم بالاسم الشهير الذى تحول إلى اسم أحد الأندية الرياضية والاجتماعية.

المحمية التى تصلح لأن تكون متنفسا لأهل منطقة جنوب القاهرة يسبقها على بعد أمتار من بوابتها عشرات المواسير الضخمة المتراصة بشكل عشوائى، وورش سيارات لا ينقطع ضجيجها طوال ساعات النهار، وللوصول إلى مركز الزوار بالمحمية على الزائر السير على «مدق» غير مرصوف.

فى مدخل محمية وادى دجلة بوابة صممت جدرانها بالأحجار الجيرية لمواءمة طبيعة المكان، زينتها ألواح خشبية فى شكل متناسق، ولوحة استرشادية لوزارة السياحة أعلى حائط البوابة للتعريف بالمحمية وما تضمه من حيوانات برية وأعشاب نادرة دونت كلماتها باللغتين العربية والإنجليزية. على يمين البوابة مكتب تذاكر دخول المحمية، وعلى يساره مكتب الإدارة يجاورها غرفة الحارس.

بابتسامة لا تفارق وجهه يتحدث أحمد راشد الرجل الأربعينى ومدير محمية وادى دجلة عن عُمر المحمية وما تضمه من صخور ونباتات نادرة. «المحمية من بين 30 محمية تم إعلانها فى مصر، تم ضمها لوزارة البيئة عام 1999 وهى عبارة عن منخفض بين مرتفعين. ويرجع زمن الأحجار والصخور التى يضمها الوادى إلى 50 مليون سنة، كان البحر الأبيض المتوسط خلال عصر الأيوسينى يغمر هذه المنطقة ويرسب صخوره لعدم استواء الأرض، وعندما انحسر البحر إلى الشمال انكشفت تلك المنطقة مخلفة وراءها رواسب الحجر الجيرى والطين الغنى بالحفريات البحرية»، يسرد راشد التاريخ.

لوحة فنية ترسمها جبال وصخور وادى دجلة لم يتدخل فى تصميمها بشر وإنما تكونت عبر عصور طويلة، تكسو الوادى أعشاب تستمد مياهها من جوف الأرض ولها استخدامات طبية متعددة، وتضم ثدييات وزواحف، ويهاجر إليها 12 نوعا من طيور الصحراء الشرقية صيفا وشتاء، ورغم وجود محميات طبيعية أخرى إلا أن هذه المحمية لها طابع خاص بسبب الحفريات الغنية ويصل ارتفاع بعض صخورها على جانبى الوادى 50 مترا، وتضم مجموعة من الأودية.

«المحمية تستقبل 45 ألف زائر سنويا يدفعون ثمن التذكرة التى تصب فى خزينة الدولة، إلى جانب أنها مصدر سياحى لأن 35% من زوار المحمية أجانب يحرصون على زيارتها أكثر من مرة فى الأسبوع رغم الانفلات الأمنى التى مرت بها الدولة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو» يكشف راشد. للحفاظ عليها لا يرى راشد إلا حلا وحيدا هو «تربية جيل يهتم من صغره بالمحميات والآثار عموما. هنا نقوم بعمل حملات نظافة للمحمية وتأتى الاستجابة للحملة من طلبة المدارس الأجنبية، بينما لا نجد استجابة من بعض طلبة المدارس المصرية، الأمر الذى يعود للثقافة العامة. هذه ثرواتنا ويجب الحفاظ عليها بكل ما نملك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية