أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشاري الأطفال، زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن إدمان أجهزة التكييف بات من آفات العصر الحديث، وأن التغيرات الفجائية في درجة حرارة الغرفة تضر بالجهاز التنفسي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الحساسية في مصر والعالم، مشيرا إلى أن الهواء البارد يسبب جفاف الجلد والأغشية المخاطية وبحة الصوت والتهابات الجيوب الأنفية والحلق واللوزتين والشعب الهوائية.
وقال «بدران» إن عدد أجهزة التكييف في مصر بلغ ٨ ملايين جهاز، وفقًا لدراسة للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بزيادة قدرها نحو 55 ألف جهاز سنويًا. ولتلافي الشعور بارتفاع درجة الحرارة، يوصي «بدران» بشرب السوائل بكثرة، خاصة الماء وعصائر الفاكهة الطبيعية والأعشاب، وتناول السلاطة الطازجة يوميا، وتجنب الأغذية الدسمة والملح الزائد، وتوفير التهوية الجيدة، والاستحمام المتكرر باستعمال صابون طبي.
ونصح باستبدال الملابس المبللة بالعرق بأخرى جافة، ولبس الملابس البيضاء أو فاتحة اللون القطنية الخفيفة متسعة المسام التي تساعد على تبخر العرق، والبعد عن التعرض مباشرة لأشعة الشمس، والإقلال من مركبات الكافيين كالشاي والقهوة والكولا، وترشيد استخدام البودرة والكريمات حتى لا تسد مسام البشرة وتغلق فتحات الغدد العرقية.
وحذر «بدران» من ظاهرة زيادة الوزن خلال العطلة الصيفية التي أصبحت مشكلة صحية عامة عالمية، خاصة بين الأطفال والمراهقين الذين يقبعون لساعات طويلة أمام شاشات أجهزة الكمبيوتر واللاب توب والتليفزيون والهواتف المحمولة وغيرها من تقنيات الشاشات الحديثة؛ مما يؤدي إلى الكسل وقلة الحركة وبالتالي زيادة الدهون ويفسد التدخلات والحمية الغذائية التي تهدف للإقلال من السمنة خلال العام الدراسي.
وقال إن السهر وتحويل الليل إلى نهار الذي يعتاد عليه أغلب الأشخاص خاصة خلال العطلة الصيفية أخل بانتظام الساعة الييولوجية للملايين من البشر في العصر الحديث، فأصابهم بالتوتر والشيخوخة المبكرة، وقلة النوم وأمراض القلب والسرطانات والاكتئاب واعتلال المزاج، مطالبا بالتوسع في إقامة المعسكرات الصيفية لدورها المهم في زيادة الحركة والنشاط واستثمار أوقات الفراغ في أنشطة مفيدة مثل القراءة وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى دورها في الحد من زيادة الوزن بتحديد حجم الوجبات.
وأعلن الدكتور مجدي بدران أنه سيشارك في ندوة «روشتات صيفية»، ويستضيفها مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال الروضة، الثلاثاء، تحت رعاية حلمي النمنم، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، وسيدعو المواطنين للاستفادة الصحية من انقطاع التيار الكهربائي بدلا من الضجر منه، مشيرا إلى أن انقطاع التيار رغم أنه يشل جميع أدوات وآليات الحياة العصرية إلا أن جسم الإنسان يستفيد منه صحيا، موضحا أن ارتفاع درجة الحرارة في ظل غياب المراوح وأجهزة التكيف نتيجة انقطاع التيار عنها يجبر الجسم على فتح مليوني فتحة مسام لغدة عرقية، لتعمل كتكييف مركزي يخفض من درجة حرارة الجسم ويخلصه من السموم الدفينة التي تصل إلى 800 مادة ضارة، مما يعني صحة ومناعة أفضل.
وأضاف أن انقطاع الكهرباء، برغم مساوئه، إلا أنه يسهم في عودة الجو الأسري الذي تأثر بالثورة الإلكترونية، فأصبح أفراد الأسرة الواحدة يعيشون في جزر منعزلة داخل المنزل الواحد، كما أنه يرغم الأشخاص على استخدام السلالم بدلا من المصاعد، وبهذا فهم يمارسون الرياضة قسرا، والتي لا يمارسها ٧٠ في المائة من المصريين رغم تعدي فوائدها الأربعين فائدة، كما يجبرهم على فتح النوافذ والبلكونات، مما يجدد الهواء ويساعد في التخلص من الهواء الملوث.