x

المفتي يستشهد بـ«عمر بن الخطاب» للرد على «إعدام الإخوان»

الإثنين 25-08-2014 14:25 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم، مفتي الديار المصرية يتسلم مهام منصبه في دار الإفتاء المصرية، 4 مارس 2013. الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم، مفتي الديار المصرية يتسلم مهام منصبه في دار الإفتاء المصرية، 4 مارس 2013. تصوير : محمد هشام

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن المؤسسة الدينية في مصر لا تسعى للوصاية على السلطة أو الشعب، ولكن تريد الاحتكام إلى الشرع الشريف، بتفعيل منظومة القيم الأخلاقية الإسلامية بغض النظر عمن يطبقها، شريطة أن يكون كفأً في إدارة شؤون الدولة وفق دستور 2014.

وأضاف علام، في حوار أجرته معه وكالة رويترز، الاثنين، أن الأمن الفكري جزء كبير من تحقيق الاستقرار في المجتمع، ولن يأتي إلا بالقضاء على الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يسر وسماحة.

وجدد مفتي الجمهورية تأكيده على ضرورة احترام مبدأ سيادة القانون وأحكام القضاء وعدم التعليق عليها، حتى لا تحدث بلبلة في المجتمع، مشيرًا إلى أن القانون المصري يعطي العديد من الضمانات للمتهم خلال مراحل التقاضي المختلفة، خاصة في قضايا الإعدام، ويقرر في قاعدة كبيرة أن الشك يفسر لصالح المتهم، وهو ما لا يوجد في كثير من قوانين الدول الغربية.

وأوضح أن المحكمة عندما ترى أن الذي أمامها بعد محاكمته والتحقيق معه يستحق الإعدام فإنها تحيل أوراق القضية إلى مفتي الجمهورية لاستبيان رأيه الشرعي، والذي بدوره يرسل إليها مذكرة بالرأي الشرعي بعد دراسة أوراق القضية دراسة متأنية ودقيقة، على الرغم من أن رأي المفتي استشاري وليس ملزمًا، وهو ما يعد ضمانة للمتهم، فإذا حكمت المحكمة على المتهم بالإعدام، فإنه يحق له الطعن على الحكم لتتم إعادة محاكمته أمام دائرة جديدة وقاض آخر، وهذا بمثابة ضمانة أخرى للمتهم، فإذا رأت الدائرة الجديدة الحكم بالإعدام فإنها تعيد أوراق القضية مرة أخرى إلى المفتي، والذي يرد بدوره بمذكرة فيها بيان الحكم الشرعي على ما عرض عليه من أوراق للقضية، ولا يتم تنفيذ حكم الإعدام في النهاية، إلا بعد تصديق رئيس الجمهورية على الحكم.

وحول كثرة أحكام الإعدام التي صدرت في الفترة الأخيرة، ضد أنصار جماعة الإخوان، قال مفتي الجمهورية إنه ينبغي النظر إلى الجرم الذي تم ارتكابه، وهو جريمة القتل قبل النظر إلى العقوبة، لافتًا إلى أنه إذا نظرنا إلى أن هناك نفسًا قد قتلت بغير حق، وثبت ذلك على الجاني، فنجد أن القصاص عقوبة مناسبة، ولو كان القاتل جماعة من الناس وليس فردًا واحدًا، فكثرة قضايا القتل التي يغيب عنها القصاص هي السبب في تكرار هذا الجرم.

واستشهد المفتي بما فعله الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما أقام القصاص على مجموعة من الرجال قتلوا غلامًا من أهل صنعاء، ولما عوتب في ذلك قال: «والله لو تمالأ أهل صنعاء عليه جميعا لقتلتهم به».

وشدد مفتي الجمهورية على أنه لا يجوز أن يطلق على تنظيم «داعش» الإرهابي صفة الدولة الإسلامية، لأن الإسلام بريء من أفعاله، وفي هذا تدليس على الناس وإيهام لهم أن أفعالهم هذه من الإسلام، والمسلمون جميعًا يستنكرون أفعال «داعش»، وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تدمر البلاد والعباد.

ودعا المفتي إلى التعاون الدولي على كل المستويات لمكافحة الإرهاب، والذي يبدأ بالتعاون الفكري والثقافي، لأن هذه الجماعات نشأت في بيئات غير مستقرة فكريًا واجتماعيًا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية