قام الشاعر أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، المشرف على تنمية المناطق الثقافية النائية بجولة رافقه فيها سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى لزيارة «شلاتين وحلايب» والقرى التابعة لهما «مرسى حميرة – بئر الجاهلية – أبرق – أبورماد – رأس حدربة» وذلك لمعاينتها على أرض الواقع واستطلاع رأى أبنائها عبر استمارات قياس الرأى العام الثقافى، وإجراء دراسة للعادات والتقاليد بها عبر أطلس المأثورات الشعبية، لتحديد احتياجاتها الثقافية بشكل دقيق، ورسم الخطط اللازمة لتنميتها ثقافيا، بناء على توجيهات د. جابر عصفور وزير الثقافة في هذا الشأن.
وعقد «عامر» فور وصوله اجتماعا موسعا مع رئيس إقليم جنوب الصعيد، وحمادة فؤاد مدير عام ثقافة البحر الأحمر والعاملين بقصر ثقافة شلاتين، حدد خلاله استراتيجية العمل، مطالبا بتطوير خطة الأنشطة خلال العام الحالى، وإعادة النظر في تأهيل العاملين بما يتناسب وطبيعة مهامهم الوظيفية، وإعداد مادة كاملة لعمل كتيب عن كل منطقة نائية بالإقليم، وتحديد الأنشطة الثقافية والفنية المقرر تنفيذها خلال المرحلة القادمة.
تضمنت الجولة زيارة لرئيس مجلس مدينة الشلاتين اللواءوجيه محمد المأمون، الذي أفاد أن محافظة البحر الأحمر خصصت خمسة قطع من الأراضى لبناء قصور وبيوت للثقافة في القرى السابقة ذكرها التابعة لشلاتين، وطلب منه عامر تزويده ببيانات كاملة عن المنطقة تساعد في عمل الكتيب المشار إليه.
قام بعدها أشرف عامر وسعد فاروق وفريق العمل بزيارة لقصر ثقافة شلاتين للاطلاع على حالته، وطالب عامر بعمل حصر للعمالة الموجودة بالقصر وتخصصاتهم، وتحديد احتياجات القصر اللوجيستية، واحتياجات العاملين به والعمل على حلها بشكل عاجل، وفى زيارتهما لاستراحة العاملين المغتربين بقصر ثقافة شلاتين، أعطى سعد فاروق توجيهاته بعمل المقايسات المطلوبة لاحتياجات القصر والاستراحة تمهيدا لتلبيتها من أجل راحة العاملين، وعلى هامش الزيارة أقام القصر أمسية شعرية شارك فيها عدد من أبناء شلاتين، بالإضافة إلى عرض فنى لفرقة قصر ثقافة شلاتين للفنون التلقائية.
أعقبها التوجه إلى قصر ثقافة شلاتين الجديد لمعاينة أعمال الإنشاء به، والذى سيكون صرحا ثقافيا كبيرا لخدمة أبناء المنطقة عند الانتهاء منه.
شملت الجولة زيارة لمتحف أبوالحسن الدكرونى، أحد الفنانين المنفذين لمتحف التراث بالشلاتين والذى قام برصد وتسجيل تراث قبائل العبابدة والبشارية وتسجيل الفولكلور وعادات الأفراح والرقصات والآلات الموسيقية، إضافة إلى التوجه لقري مرسى حميرة وعرب بئر الجاهلية وأبرق للقاء أهلها وتحديد احتياجاتهم والاطلاع على الأراضى المخصصة لإنشاء بيوت الثقافة بها وقد لوحظ مدى الفقر ونقص الخدمات في هذه القرى.
كما قام الوفد بزيارة قرى أبورماد، وحلايب، ورأس حدربة التي تقع على الحدود المصرية السوادنية وسط ترحيب أهلها بهذه الزيارة الذين أعربوا عن أملهم في إحداث تنمية شاملة لقراهم في المجالات كافة، مرحبين بإنشاء بيوت للثقافة تعمل على نشر الوعى حيث لوحظ أن نسبة التعليم بهذه القرى جيدة نسبيا.
أعرب عامر عن تفهمه للظروف الصعبة التي يعيش فيها أبناء شلاتين وحلايب والقرى التابعة حيث نقص الخدمات والحاجة لتنمية شاملة في المجالات كافة، وأنه سيسعى والعاملين معه بكل جدية لتحقيق التنمية الثقافية المطلوبة في هذه المنطقة المهمة لمصر، مؤكدا أن رؤية هذه الأماكن على أرض الواقع يختلف كثيرا عن الحديث عنها داخل المكاتب المغلقة، فالواقع مغايرا لتصورات الجميع ويجب أن تدرس هذه المنطقة شبرا شبرا وأن تعالج كل منطقة وققاُ لخصوصيتها وعاداتها وتقاليدها.
أبدى سعد فاروق رئيس الإقليم استعداده التام للتعاون والتنسيق مع أشرف عامر من أجل تحقيق التنمية الثقافية في المناطق الثقافية النائية التابعة لإقليم جنوب الصعيد والعمل على تذليل العقبات كافة التي تواجه التنمية الثقافية المأمولة في هذا الإقليم.
والجدير بالذكر أنه قد شارك الشاعر أشرف عامر في الجولة فريق عمل بحثى مكون من الباحثة هالة محمد منير مدير عام قياس الرأى العام الثقافى، محمود أنور وإسلام عونى من الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ياسر عبدالجليل ونجلاء حنفى من الإدارة العامة لقياس الرأى العام الثقافى، طه إسماعيل من الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية، إضافة إلى العاملين بقصر ثقافة شلاتين.