أكد خبراء فى الشأن السودانى أن تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير، التى أكد فيها أن منطقة حلايب المصرية «هى سودانية وستظل سودانية»، جاءت كرد فعل على إعلان مصر أنها ستؤيد أى نتيجة يخرج بها الاستفتاء على انفصال جنوب السودان عن شماله. وأوضحوا أن هناك ألغاما فى العلاقات المصرية السودانية بسبب إحساس السودانيين بأن مصر تعمل على إيجاد علاقات خاصة مع الجنوبيين، ليكون لها نفوذ فى حالة حدوث الانفصال، لذا فإن المتوقع حدوث ارتفاع فى درجة حرارة العلاقات المصرية السودانية خلال الأشهر الخمسة المقبلة، التى تسبق عملية الانفصال.
وقال حلمى شعراوى، الخبير فى الشؤون الأفريقية، إن تصريحات الرئيس السودانى بشأن حلايب، التى أعلنها أمس الأول، فى مؤتمر شعبى فى مدينة بورسودان، القريبة من مثلث حلايب وشلاتين الحدودى، ليس هدفها التراشق الإعلامى فقط، بل إن هناك ألغاما فى العلاقات المصرية ـ السودانية غير معروفة للرأى العام، فى مقدمتها إحساس السودانيين بأن مصر تتقرب بشكل منفرد للجنوب السودانى وتعمل على ترتيب علاقات خاصة مع الجنوبيين، تتيح لها نفوذا فى حالة وقوع الانفصال، وكذلك وجود إحساس لدى غالبية القادة السودانيين، بأن مصر لا تقف بشكل فعال فى القضايا السودانية، خاصة فى دارفور.
وأضاف «شعراوى»: أشعر بأن هناك شيئاً ما يتم فى السودان ويحتاج البحث فيه، فقيامه بإغلاق حدوده الغربية مع ليبيا فى خطوة مفاجئة دون التنسيق مع الجماهيرية، وأيضا التحرك جهة الشرق وفتح ملف آخر مع مصر، وقبلها بأيام تبلغ مصر خلال اجتماعات دول حوض النيل بأديس أبابا الأسبوع الماضى عن نيتها تجميد عضويتها فى مبادرة حوض النيل، كلها أمور تثير القلق، وتؤكد أن هناك قوى دافعة وراء هذه الأفعال،
لافتا إلى أنه رغم ما تقدم فإن العلاقات المصرية ـ السودانية لم تكن على الدوام تسير بمعدل واحد بل تعلو وتنخفض ويحدث ترضيات بين الطرفين تذيب أى توتر، لكن رغم ذلك لابد من الحرص والحيطة لأن الأطراف اللاعبة فى المنطقة أصبحت كثيرة والظروف قد تتغير.
واعتبرت الدكتورة إجلال رأفت، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصريحات البشير بشأن حلايب جاءت كرد فعل على إعلان مصر من أنها ستؤيد أى نتيجة سيسفر عنها استفتاء الجنوب الذى سيتم فى 9 يناير المقبل، سواء كان الانفصال عن الشمال، أو الإبقاء على الوحدة أو الاختيار الثالث وهو الحرب،
مشيرة الى أن غالبية المراقبين للشأن السودانى توقعوا أن يحدث صدام فى العلاقات بين القاهرة والخرطوم عقب تشكيل الحكومة السودانية من قبل ما يسمى «الصقور» وهو ما بدا جليا من تصريحات على كرتى، وزير الخارجية فى الحكومة الجديدة، والذى أخذ على مصر «موقفها الضعيف حيال القضايا السودانية خلال الفترة الماضية».