شن المئات من الإسرائيليين هجمات شرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ضد النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، لاعب برشلونة الإسباني، لتضامنه مع فلسطين، وطالبوه بالتدخل من جديد في النزاع بغزة وإدانة مقتل طفل إسرائيلي الجمعة الماضي بقذيفة هاون.
كان ميسي، أعرب قبل أسبوعين عبر حسابه الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن أسفه العميق لمقتل أطفال في النزاع الحالي بقطاع غزة، ونشر صورة تضامنية لطفل فلسطيني جريح.
وأكد اللاعب وقتها أنه كأب وسفير للنوايا الحسنة باليونيسيف يشعر بحزن شديد للصور التي يشاهدها للنزاع بين إسرائيل وقطاع غزة الفلسطيني، حيث حصد العنف أرواح العديد من الشباب والأطفال.
وكتب مستخدم على حساب (ميسي) بفيسبوك مرسلا بنسخة أخرى على صفحة (نادي برشلونة)، قائلا: «يا ليو ميسي، ألق نظرة لهذا الطفل الذي يرتدي القميص الوطني لأفضل لاعب في العالم» وإلى جانب رسالته صورة للطفل الضحية دانيال تريجرمان وهو يرتدي قميص التانجو.
ولقي الطفل الذي كان يبلغ من العمر أربعة أعوام مصرعه الجمعة الماضي بقذيفة هاون أطلقت من غزة تجاه مستوطنة جنوبي إسرائيل، ليصبح بهذا أول طفل إسرائيلي يلقى حتفه في النزاع الحالي.
وحسب الأرقام الرسمية الفلسطينية، لقي 567 طفلا وحدثا على الأقل مصرعهم خلال الـ48 يوما من القصف الإسرائيلي المستمر ضد القطاع، كان آخرهما طفل يبلغ من العمر عامين وفتاة تبلغ من العمر 17 عاما، صباح الأحد.
كما طالت الحملة برشلونة أيضا نظرا لتعاقده مع شركة الخطوط الجوية القطرية كراع له، لتضع شعارها في قميص النادي الكتالوني، وهي البلد الخليجي التي يعيش بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل.
وفي رسالة أخرى، نشرت عبر شبكة «تويتر» والتي أضاف فيها مستخدمها حساب البرغوث الأرجنتيني، كتب موجها حديثه لميسي: «دانيال قُتِل على يد منظمة إرهابية يرعاها فريقك».
وطوال القصف الإسرائيلي على غزة لقي 2108 فلسطينيين مصرعهم على الأقل، غالبيتهم من المدنيين.
كما أودى النزاع بحياة 64 جنديا من جيش الاحتلال في معارك مع قوات المقاومة فلسطينية، ومدنيين إسرائيليين اثنين، أحدهما قاصر، وبدوي وعامل آسيوي.
لكن هذه الحملة لاقت انتقاد صحفيين إسرائيليين مثل جدعون ليفي، الذي وصفها بالمنحازة، نظرا لأن المجتمع الإسرائيلي لم يكن له نفس ردة الفعل للتعليق على مقتل مئات الأطفال الفلسطينيين في غزة، وكان العديد منهم أيضا، بحسبه، يرتدون قمصان برشلونة، كما فعل الطفل الإسرائيلي الضحية.
وكتب ليفي في مقاله، الأحد: «دعونا نعترف بالحقيقة، الأطفال الفلسطينيون يُعتبرون في إسرائيل مثل الحشرات، هذا بيان مفزع، لكن ليس هناك طريقة أخرى لوصف ما تقوم به إسرائيل هذا الصيف من قصف متواصل لستة أسابيع أنهى حياة المئات من الأطفال».
وأضاف: «ينبغي أن نرى شخصا يرفع صوته ويصرخ، كفى، لا توجد أي أعذار أو تفسيرات يمكن أن تفيد، لا يمكن تقبل فكرة موت طفل هناك وعدم تقبله هنا، فقط هناك أطفال يموتون لأجل لا شيء، نحن أمام مئات الأطفال الذين لم تتأثر إسرائيل بقتلهم وفي المقابل يلتف الناس ويتألمون على وفاة طفل، فقط طفل واحد».