x

محمد سلماوي أين القطة؟ محمد سلماوي الجمعة 24-12-2010 08:00


رن جرس التليفون وقال محدثى: أنا النائب فلان الفلانى.. قلت: نائب؟ نائب من؟ قال: نائب الشعب، أنا نائب فى البرلمان. قلت: لقد اطلعت على كل أسماء النواب الفائزين، وكذا على قوائم كل من صدرت ضدهم أحكام فى قضايا جنائية لأحصر أعضاء المجلس فلم أجد اسمك، قال: هذا لأنى نائب فى البرلمان الموازى، قلت: إذن لا تقل إنك نائب، وإنما إنك نائب مواز، قال: إذن أنا فلان الفلانى النائب الموازى، قلت: ولم كل هذا الفخر؟ قال: لأنى نائب مواز ولست نائباً مزوراً، فلا شك أنك تعلم أن النواب غير الموازين هم نواب مزورون تم اختيارهم حتى لا تكون فى البرلمان أى معارضة، فهم جميعاً أعضاء فى الحزب الوطنى الذى يحكمنا منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهذا هو ما دفع نواب المعارضة الذين مُنعوا بالتزوير من دخول البرلمان إلى تشكيل برلمان آخر مواز، ثم قال: إنك تعلم، بلا شك، أن ذلك البرلمان المزور لا يعكس إرادة الشعب، وأن الذين دخلوه لا يختلفون كثيراً عن الذين تم تعيينهم، وكأنهم جميعاً نواب معينون، قلت: إن برلمانكم هو الآخر معين، قال: لكن الفرق هو أن أعضاء البرلمان المزور كلهم تقريباً من نفس الحزب، أما برلماننا الموازى فأعضاؤه يمثلون مختلف القوى الأخرى، إن البرلمان المزور ليس برلماناً وإنما هو فى أفضل الأحوال هيئة برلمانية للحزب الحاكم.

ثم روى لى النائب الموازى نكتة معروفة عن الزوج الذى أرسل لبيته 2 كيلو كباب ثم تأخر عن موعد الغداء فبدأت زوجته تأكل قطعة لحم وراء أخرى حتى أجهزت على الكباب كله، فلما وصل زوجها قالت له إن القطة أكلت الكباب، فقال: هل معقول أن تأكل القطة 2 كيلو كباب؟ ثم أخذ القطة ووضعها على الميزان فجاء وزنها 2 كيلو بالضبط، فقال لزوجته: هذا هو الكباب أين إذن القطة؟

وقال لى النائب الموازى: هذا هو بالضبط ما حدث، لقد تسلت الحكومة على المعارضة حتى أجهزت عليها، فكانت النتيجة هى أن ما نراه الآن فى مجلس الشعب هو الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى.. فأين البرلمان؟!

قلت: هل كل أعضاء البرلمان الموازى من المعارضة؟ قال: نعم لأن البرلمان المزور ليست به معارضة، قلت: هذا يعنى أن برلمانكم هو الآخر ليست به معارضة، فمن الذى سيعارضكم وأنتم جميعاً معارضون؟

سكت النائب الموازى ولم يرد، ثم قال: أنا لا أفهمك، إنك تتحدث تماماً مثل مقالاتك، تقول الشىء وأنت تقصد عكسه، وبعض الناس تفهم الشىء وبعضهم يفهم عكسه، قلت: وماذا فهمت أنت؟ قال: فهمت عكسه، قلت: إذن أنت لم تفهم يا سيادة النائب الموازى فقد كنت أقصد الشىء الذى قلته، وهو أنه مثلما أتى البرلمان الرسمى.. قاطعنى قائلاً: البرلمان المزور من فضلك، قلت: لنسمه البرلمان الآخر.. أقول إنه مثلما جاء البرلمان الآخر كله من أعضاء الحزب الحاكم وبلا معارضة تذكر، فإن برلمانكم الموازى جاء كله من المعارضة وبلا تمثيل للحزب الحاكم.

سكت قليلاً ثم قال: وماذا تنصحنا أن نفعل؟ قلت: لا أدرى.. هل يمكن أن تدعو بعض أعضاء الحزب الوطنى، الذين لم يحالفهم الحظ، لأن ينضموا لكم فيمثلوا صوت الحكومة فى برلمانكم المعارض؟ قال: طبعاً يمكن أن ندعوهم، لكنهم لن يمثلوا الحكومة، فهم الآن أشد معارضة للحزب الوطنى منا، ليس فقط لأن الحزب رشح آخرين أمامهم، فى الدائرة نفسها، ولكن لأنه زور النتيجة لصالح من نجحوا وأسقط هؤلاء، قلت: إنه شىء محير بالفعل، إذ يجب فى أى برلمان أن يكون هناك صوت للمعارضة وما لم تضموا لبرلمانكم الموازى من يعارضونكم فيه فلن يختلف برلمانكم عن البرلمان الرسمى، قال: البرلمان المزور من فضلك، قلت: لنقل البرلمان الآخر، قال: لنقل الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى، أما البرلمان فقد اختفى مثل القطة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية