x

ميادين وسط القاهرة تسترد الحياة وانسياب مرورى ملحوظ بعد نقل «البائعة الجائلين»

الأحد 24-08-2014 23:23 | كتب: محمد طارق |
عمال المحافظة أثناء إزالة إشغالات الباعة الجائلين من وسط القاهرة عمال المحافظة أثناء إزالة إشغالات الباعة الجائلين من وسط القاهرة تصوير : تحسين بكر

على ناصية شارع الإسعاف وقف محمود على، وأحمد تمام، بائعان جائلان بمنطقة الإسعاف، يتابعا تفاوض زملائهما من البائعة الجائلين بالمنطقة مع قوات الأمن، التى قادت حملة مكثفة، منذ صباح الأحد، لنقل الباعة الجائلين من منطقة وسط المدينة إلى جراج الترجمان.

استيقظ كلا البائعين منذ الصباح على مكالمات هاتفية من زملائهما يخبروهما خلالها ببداية «الحملة المتوقعة منذ أيام»-حسب قولهما. انتفضوا من بيوتهم وجاءوا للملمة البضائع التى كانوا يتركونها على الرصيف المقابل لصيدلية الإسعاف بشكل يومى، بشارع رمسيس، ونقلوها إلى أحد المخازن المخصصة لتخزين بضائع الباعة.

تمكنت قوات الأمن المركزى والشرطة من إخلاء شوارع وسط المدينة منذ الصباح، وانتشرت فى شوارع طلعت حرب وقصر النيل وتقاطع الإسعاف مع شارع رمسيس، واصطف المئات من عساكر الأمن المركزى بطول أرصفة وسط المدينة، وسط انتشار مدرعات ودبابات تابعة للقوات المسلحة والشرطة العسكرية، وهو ما تسبب فى انسياب الحركة المرورية بشكل ملحوظ، على عكس عادة شوارع وسط المدينة وقت الذروة.

وانتشرت سيارات الأمن المركزى بطول شارع طلعت حرب، كذلك تمركزت مدرعات الجيش وسيارات الشرطة العسكرية بميدان طلعت حرب، ومنطقة الإسعاف بجوار دار القضاء العالى، الذى كان خاليا تماماً من البائعة الجائلين، ما جعل المواطنين يترجلون على الرصيف بشكل حر، وجعل السيارات تتحرك بشكل انسيابى فى الشارع دون ازدحام.

لم تكن عملة إخلاء الأمن لشوارع وسط المدينة من الباعة الجائلين هى الأولى منذ تولى رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، رئاسة الحكومة، فقد سبقتها عملية إخلاء أولى فى منتصف يونيو الماضى، طالب الأمن خلالها بالتزام الباعة الجائلين بالأرصفة لحين توفير أماكن جديدة لهم، والتزم الباعة وقتها بالوقوف على الأرصفة، خاصة بائعى منطقة الإسعاف والوكالة، بعد أن وعدتهم الحكومة، متمثلة فى رئيس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ومحافظ القاهرة، بتخصيص أرض «وابور الثلج»، القريبة من منطقة الإسعاف، والتى تعود ملكيتها إلى الشركة القومية للتشييد والتعمير، شركة قطاع عام تابعة لوزارة الاستثمار، وهى تعد من أصول الشركة- حسب فؤاد عمرو، مدير إدارة مكتب الجلاء بالشركة نفسها.

لكن قوات الأمن فاجأت الباعة بعملية الإخلاء ومطالبتهم بالانتقال إلى جراج الترجمان، منذ صبح اليوم، وسط رفض من الباعة، يقول أحمد تمام، أحد الباعة: «عندما اقترح رئيس الوزراء تخصيص أرض وابو الثلج وافقنا وعرضنا المساعدة عن طريق إسهامنا بمبالغ أولية لجدية تطوير الأرض، لكننا فوجئنا بمطالبتهم لنا اليوم بالانتقال إلى جراج الترجمان!». يضيف تمام: «جراج الترجمان مكان سيئ لنا، يبعد عن منطقة وسط البلد بمحطتين، بالإضافة لوجوده وسط منطقة بيع قطع غيار السيارات، مافيش زبون هيدخلها عشان يشترى مننا».

لكن اعتراض الباعة على الذهاب إلى الجراج لم يمنع بعض الباعة من الذهاب له ورؤيته، بعد أن أنشأت الحكومة أربع مظلات داخل الجراج، تستقر تحتها الأرض المخصصة للباعة بعد أن تم تقسيمها إلى مربعات صغيرة مكونة من متر ونصف مساحة مخصصة لكل بائع.

بوجه مقتضب سمع مصطفى محمد، أحد الباعة، اسمه من أحد الموظف الذى يمسك بكشوف الأسماء، دل مصطفى على رقم المربع المخصص له، ليذهب إلى تسلمه، بعد بحث لم يستغرق دقائق تمكن مصطفى من معرفة مكانه، يقول: «المكان غير مناسب لوقوف بائعة مثلنا يعتمدون على الشوارع التى يمر بها المواطنون بشكل دورى، أنا كنت واقف فى وسط البلد. هجرب هنا يومين لو معجبنيش الحال هرجع أنا وكل الناس».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية