x

6 زعماء عرب غيروا تاريخ بلادهم: «أبو الثوار» و«شيخ الشهداء»

السبت 23-08-2014 23:24 | كتب: بسام رمضان |
عمر مكرم وعزيز المصري ومصطفى كامل وعمر المختار والجزائري والخطابي عمر مكرم وعزيز المصري ومصطفى كامل وعمر المختار والجزائري والخطابي تصوير : other

شهد الوطن العربي العديد من القادة الذين غيروا مجرى تاريخ الأمة العربية، ومنهم من دفع حياته ثمنًا لتحرير وطنه من الاستعمار، الذي ظل ينخر في جسد الأوطان طوال القرن العشرين.

ونستعرض في التقرير التالي أبرز الشخصيات التي دافعت عن قضية وطنها ضد الاحتلال بأشكاله.

عمر مكرم

هو زعيم شعبي مصري، ولد في أسيوط، إحدى محافظات مصر سنة 1750، وتعلم في الأزهر الشريف، تولى نقابة الأشراف في مصر سنة 1793، وقاوم الفرنسيين في ثورة القاهرة الثانية سنة 1800، وكان له دور في تولية محمد علي شؤون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا في مايو سنة 1805، وحينما استقرت الأمور لمحمد علي خاف من نفوذ رجال الدين فنفى عمر مكرم إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا. توفي عام 1822.

عزيز المصري

يعتبر الفريق عزيز المصري، الذي ولد 1880- 1965، عسكريا وسياسيا مصريا، ورائدا من رواد الحركة القومية العربية وحركات التحرر الوطنية المصرية.

لقب بـ«أبوالثوار» لأنه ترك بصماته الواضحة على صفحات الجهاد من أجل العروبة والإسلام، حيث شارك بحماسة في تحرير بقاع غالية من الوطن العربي، ونذر كل ساعة من أيامه من أجل مكافحة الدخلاء المستعمرين.

ولد باسم «عبدالعزيز علي المصري» لعائلة شركسية عريقة ترجع أصولها إلى القفقاس تعرف بعائلة شلبي، سكنت العراق لفترة ثم انتقلت إلى مصر، درس الثانوية في القاهرة، والتحق بالكلية العسكرية في الأستانة، ثم في كلية الأركان حيث تخرج فيها بتفوق عام 1904. انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، وشارك في انقلابها العسكري عام 1908، ترك الاتحاد والترقي بعدما تبدى له معاداتها للعرب، أسس مع الشهيد سليم الجزائري الجمعية القحطانية، التي نادت بمملكة ذات تاجين العرب والترك.

خاض العديد من المعارك ضابطاً ضمن القوات العثمانية في ألبانيا وليبيا واليمن وأبلى فيها بلاءً حسناً، كما شارك في خلع السلطان عبدالحميد الثاني عن العرش، عمل على إيقاف الحرب في اليمن عام 1910.

حارب ببسالة وبطولة في ليبيا ضد الغزو الإيطالي،عاد إلى الأستانة عام 1913، وأسس جمعية العهد وهي جمعية عسكرية سياسية سريّة عربية في 28 أكتوبر 1913، اعتقل في 9 فبراير 1914، وحكم عليه بالإعدام، وأطلق سراحه في 21 إبريل 1914 ونُفي إلى مصر.

ساهم في تأسيس وتنظيم الجيش النظامي للثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن على، إذْ عُيّن رئيسا لأركان جيش الثورة العربية الكبرى ووزيراً للدفاع في حكومة الشريف الحسين بن على قائد الثورة العربية الكبرى، ولكنه أُعفي من منصبه بعد ستة أشهر في المنصب، وغادر الحجاز بعد أن اختلف مع الشريف حسين لعدة أسباب أهمها عدم ثقة عزيز المصري بالإنجليز والفرنسيين حلفاء الشريف حسين، فلكل من البلدين مخططات استعمارية تتصادم مع مبادئ وطموحات وأهداف جمعيته، جمعية العهد، وقد علم كبقية الضباط العرب وسياسيي الأحزاب العربية بالاتفاقات السرية التي عقدت بين الطرفين لاقتسام بلاد الشام والعراق.

مما حدا به أن يتصل بالفريق فخري باشا قائد الجيش العثماني المحاصر في المدينة المنورة مع قواته، ويعرض عليه تحالفاً ضد القوات الأوروبية، مقابل أن يوافق الترك على منح العرب استقلالاً ذاتياً. وحين علم الشريف حسين بهذا الاتصال، أعطى المصري إجازة إجبارية لمصر، وبدون عودة.

عينه الملك فاروق رئيس أركان الجيش المصري للمشاركة في محاولة تحديثه بعد معاهدة 1936 وقد اعتبره عبدالناصر والعديد من الضباط الأحرار أباهم الروحي. وقد ساعده عبدالمنعم عبدالرؤوف وكمال الدين حسين في المحاولة الفاشلة للاتصال بالقوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية بالهروب بطائرة.

اعتُقل وسُجن ونُفي وحُدِّدت إقامته في مصر من قِبل سلطات الاحتلال الإنجليزي لمرات عديدة.

ساهم في إعداد وتنظيم وتوجيه عمليات المجاهدين المصريين في فلسطين عام 1948 م كما اقترح خطة (توحيد الجبهة) لردِّ العدوان الثلاثي الغاشم عن منطقة قناة السويس عام 1956م.

كانت المحطة الأخيرة في حياة «عزيز المصري» العسكرية والسياسية ارتباطه بالضباط الأحرار، وكان أنور السادات أول من التقاه من الضباط الأحرار حيث كان يزوره في بيته ضمن غيره من شباب مصر الذين كانوا يناقشونه في أمور البلاد السياسية وكان أن تنامى إلى علمه وجود تنظيم شاب في الجيش يعمل على تخليص البلاد من الملك والإنجليز، وأن السادات ضمن هذا التنظيم.

وأصبح أنور السادات ضابط الاتصال بين «عزيز المصري» والضباط الأحرار، وقرر أن يكون الأب الروحي لهم، ونصح جمال عبدالناصر بعد نجاح الثورة بعدم محاكمة فاروق والاكتفاء بتنازله عن العرش.

وعرفاناً بجميله وأبوته الروحية لهم اختارت الثورة الفريق ليكون أول سفير لهم في الاتحاد السوفيتي ليعمل على إعادة تسليح الجيش المصري.

وظل رغم تقدم العمر به متابعاً أحوال الوطن حتى وافاه الأجل في15 يونيو 1965م.

مصطفى كامل

مصطفى كامل باشا، ولد 1874، وتوفي 1908، وهو زعيم سياسي وكاتب مصري. أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.

كان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية. كان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، وكان حزبه ينادي برابطة أوثق بالدولة العثمانية، أدت مجهوداته في فضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي إلى سقوط اللورد كرومر، المندوب السامي البريطاني في مصر.

عمر المختار

يُعرف بعُمر بن مختار بن عُمر المنفي الهلالي، ولد 20 أغسطس 1858، وتوفي 16 سبتمبر 1931، الشهير بعمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.

مُقاوم ليبي حارب قوات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1911، حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبيرًا عليلًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى، وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُرد الطليان من البلاد.

عبد الكريم الخطابي

محمد عبدالكريم، مجاهد مغربي، اشتهر بين الريفيين بـ«مولاي موحمد»، ولد في أجدير، المغرب 1882، توفي في القاهرة 6 فبراير 1963.

كان رجلًا سياسيًا وقائدًا عسكريًا مغربيًا من منطقة الريف، وقائدًا للمقاومة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب.

ويعتبر مؤسس ورئيس جمهورية الريف، بين 1921 و1926.

يعتبر من أهم قادة الحركات التحررية في النصف الأول من القرن العشرين، استلهمت سيرته السياسية والعسكرية العديد من الحركات التحررية العالمية من الاستعمار.

يسجل للخطابي أنه كان المفجر الأول لحركات التحرر، وما تعرف بحرب العصابات في العلم العسكري، فقد ابتكر تكتيكات عديدة تسجل له، منها «الخندق الواحد»، أي جندي أو اثنان في كل خندق وأن تكون هناك مسافة فاصلة بين خندق وآخر؛ حتى لا تكون الخسائر البشرية كبيرة في حال سقوط قذائف.

كما طوّر حرب العصابات من حرب كرّ وفر إلى حرب تسعى لتحقيق مكاسب على الأرض، فكان لا يخلي أي أرض استولى عليها، بل يبقي فيها قوة حامية وكان ذلك أساس حصوله على مساحة كافية لإعلان جمهورية الريف.

يذكر أن اليساري الأرجنتيني تشي جيفارا، الذي كان رفيق الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في حملة الزحف على العاصمة الكوبية عام 1958، حرص عند زيارته القاهرة على لقاء عبدالكريم الخطابي وتحيته كأحد أول الملهمين لحركات التحرر في العالم.

عبد القادر الجزائري

يعد الأمير عبدالقادر ابن محيي الدين المعروف بـ«عبدالقادر الجزائري»، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، ورمزا للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي.

اكتسب الأمير عبدالقادر احترام العالم كله وأعطى صورة نموذجية للمسلم الذي يدافع عن وطنه ويعمل من أجل بناء بلاده وتقدمها، ويتسامح مع أصحاب الأديان الأخرى، ويتحلى بالأخلاق العالية ويحترم كلمته وعهوده، وبذلك الاحترام العالمي الذي اكتسبه شارك إلى جانب كبار قادة وملوك العالم في احتفالات افتتاح قناة السويس في مصر عام 1869.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية