x

طارق الخولي 25 يناير.. المؤامرة الكبرى (1) طارق الخولي السبت 23-08-2014 21:49


قبل هوجة 25 يناير بسنين.. ولد جيل لم يعرف إلا حسنى مبارك.. أباً.. وقائداً.. وزعيماً مفدى.. رجلاً وطنياً.. رفض على مدار سنوات.. أن يساعد فى تنفيذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية فى مصر.. والشرق الأوسط.. إلا أنه قد قال فى خطابه مؤخراً.. أثناء محاكمته.. إنه بشر يخطئ ويصيب.. وليس ملاكاً معصوماً من الخطأ.. فقد شارك سهواً.. فى تعاظم التواجد الأمريكى.. فى المنطقة العربية.. عسكرياً وسياسياً.

كما فتح الطريق لهيمنة أمريكية.. شبه كاملة.. على الوطن العزيز، مصر، ليقف عاجزاً عن رفض طلب الخارجية الأمريكية.. بتمويل عدد من المنظمات السياسية والحقوقية.. داخل مصر.. ليفتح الطريق.. ويمهده لأجهزة المخابرات المعادية.. للعبث داخل الدولة.. كما أنه أيضاً على سبيل السهو.. ترك ولديه.. يعيثان فى الوطن فساداً.. فيتحكم أحدهما.. فى رجال الأعمال ورؤوس الأموال.. أما الآخر ففى رسم سياسات الدولة.. ليتزاوج فى النهاية المال بالسياسة.. لينجبا سفاحاً.. فساداً استشرى فى كل جنبات الدولة.. ليباع القطاع العام.. بأبخس الأثمان.. وتنهب أراضى الدولة ومقدراتها.. ليترك الوطن جائعا.. ويهان أبناؤه.. تحت أقدام استبداد نظامه.

وكل ذلك يحدث- سهواً- لتتحول مصر.. إلى دولة عجوز.. من عمر حاكمها.. وتدار سياسة الدولة.. بالبقاء فى الحكم.. لدهور طويلة.. والتجهيز لتوريثه.. برضاء أمريكانى.. وترويض إخوانى.. بعقد الصفقات السياسية.. وتظهر الحركات الاحتجاجية.. التى تهدف لإسقاط نظام مبارك.. لتلعب المخابرات الأمريكية.. دور العميل المزدوج.. فى السياسة المصرية.. فلا تتوقف عن محاولات فتح جسور التواصل.. مع كل الأطراف السياسية فى مصر من نظام وإخوان وقوى احتجاجية.. لتجد عند البعض السبيل لاختراق الوطن.

لتمارس ابتزازا سياسيا.. تجاه نظام مبارك.. فى توسيع الهيمنة الأمريكية.. فى مقابل غض الطرف.. عن بقاء مبارك فى الحكم.. لسنوات طويلة.. والتجهيز لتوريث الحكم لابنه.. وقيام النظام بانتهاكات سياسية وحقوقية كبيرة.. فى ممارسة الحكم.

وتمارس تطميعا سياسيا.. لجماعة الإخوان.. المتطلعة لكرسى الحكم.. فتبعث برسائل مضمونها.. عدم الممانعة أو القلق.. من وصول الإخوان للحكم.. فى مقابل الحصول على وعود.. بالحفاظ على مصالح أمريكا.. وأمن إسرائيل.

وتمارس شراء ماليا تجاه.. بعض المنظمات الحقوقية.. التى تمول من الخارجية الأمريكية.. والاتحاد الأوروبى.. وقلة من الأشخاص.. الذين تمت استمالتهم بالمال.. كممثلين لبعض القوى الاحتجاجية.. ليكون هؤلاء العصا.. التى تشير بها.. الإدارة الأمريكية.. وقتما شاءت.. لإزاحة مبارك.. وتولى الإخوان الحكم.

هذه كانت إرادة الأمريكان.. من وراء تمويل.. بعض الأشخاص والمنظمات.. ولكن الذى لا يعرفه الكثيرون.. وكنت شاهداً عليه.. أن هؤلاء الأشخاص وتلك المنظمات.. لم يكن لهم أى تأثير حقيقى.. فى تحريك الجماهير الغاضبة فى الـ25 من يناير.. أو التحكم فيها فيما بعد.. فقد خرج المصريون.. لأنهم سئموا الفساد والاستبداد.. وتطلعوا إلى وطن ديمقراطى.. وليس عزبة تورث لجمال مبارك.. أو تكية يتحكم فيها أحمد عز.. أو سلخانة يديرها حبيب العادلى.

فمبارك لم يكن أباً.. أو قائداً.. أو زعيماً مفدى.. بل حاكماً عجوزاً.. استشرى الفساد والاستبداد فى عهده.. فقد كانت المطالب الشعبية للخامس والعشرين من يناير واضحة.. العيش.. والحرية.. والعدالة الاجتماعية.. والكرامة الإنسانية.. فدفع ثمن رفع لوائها.. مناضلون فقراء.. من أبناء جيل السبعينيات.. وشباب خرجوا كالسيل.. فى ظهيرة الخامس والعشرين من يناير.. ليموتوا فداء لحرية الوطن.. فلم يكونوا إخواناً.. ولا ممولين.. ولا متآمرين.. وإنما شباب متعلمون.. أبناء الأحياء الشعبية.. والطبقات المتوسطة.. التى كانت فى طريقها للتهميش.. والانزلاق للفقر المدقع.. لم يدفع لهم أحد.. حفنة من الدولارات.. ليموتوا أو يصابوا.. ولم يكن لهم ذنب.. أن ما قاموا به.. من ثورة عظيمة.. قد التف حولها اللمم.. من الإخوان والممولين.. ليحاولوا سرقة الثورة.. والقفز عليها.. ليأخذوها فى طريق.. يحقق مصالحهم البغيضة.. سياسية كانت أو مالية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية