أرسل لى الأستاذ أيمن توفيق، أستاذ الجراحة بطب الأزهر، رسالة يدق فيها جرس إنذار، ويطرح سؤالاً حول تحور فيروس أنفلونزا الخنازير، أرجو أن ينتبه إليه وزير الصحة، وأن يضعه فى الاعتبار ويناقشه باهتمام، تقول الرسالة: «أود أن أعرض على مسامعكم أمراً محيراً ولا أجد له تفسيرًا... لقد عادت أنفلونزا الخنازير إلى الانتشار مع موجة البرد الحالية، ويبدو أن الفيروس هذا العام قد تحور وصار أشد ضراوة، فهو يتسم هذا العام بارتفاع نسبة حدوث مضاعفات وبالذات حدوث (متلازمة جيان-باريه) (Guillain–Barré syndrome) وهو ضعف مفاجئ فى عضلات الساقين يجعل الطفل عاجزاً عن الحركة، ثم ينتشر المرض صاعداً فى الجسم حتى يصل إلى عضلات التنفس فيختنق الطفل ويموت إلا لو عجلنا بالعلاج وهو حقن «إميونوجلوبيولين»،
وفى هذه الحالة يتوقف سريان المرض، وقد أصيب حفيدى (6 سنوات) بالمرض وهو الآن يتماثل للشفاء بحمد الله بفضل هذه الحقن وبفضل التشخيص المبكر للأستاذة الدكتورة أمنية الرشيدى، أستاذة الأمراض العصبية عند الأطفال، ويبدو أن حفيدى ليس هو الحالة الوحيدة التى أصابها المرض ومضاعفاته، فقد أخبرتنا أستاذة الأطفال المعالجة بأن حفيدى هو رابع حالة تشاهدها فى أسبوع واحد، كما أخبرنا أستاذ أشعة الرنين المغناطيسى الذى أجراه لحفيدى أنه شاهد ثلاث حالات،
كما أخبرتنا أستاذة الطب الطبيعى التى أجرت لحفيدى اختبار قياس وظائف الأعصاب أنها شاهدت مؤخراً عدداً من الحالات، كما ذكرت الصحف أن هناك خمسين حالة أصابت أطفال الفيوم وأن المتسبب «فيروس غريب»، (وانبرى وكيل وزارة الصحة فى الفيوم إلى نفى ذلك بعصبية شديدة فى أحد البرامج الحوارية فى التليفزيون!!)، كما أن أحفادى الآخرين يقولون إن نصف تلاميذ فصولهم متغيبون بسبب الأنفلونزا، والأمر نفسه يتحدث به أحفاد أصدقاء لى فى مدارس أخرى.
إذن نحن أمام عودة للوباء ولكن بصورة أكثر شراسة وضراوة، والأمر المحير الذى لا أجد له إجابة شافية هو: لماذا الإصرار من قبل مسؤولى وزارة الصحة، وعلى رأسهم وزير الصحة، على إنكار عودة الوباء وأطلقوا عليه اسماً حركياً هو (الأنفلونزا الموسمية)، رغم أن وكيل وزارة الصحة أكد توفر عقار (التاميفلو)؟!.. أليس التاميفلو هو العلاج الوحيد لأنفلونزا الخنازير، ولا يعالج أى نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا؟
وأمر آخر: ذكر وزير الصحة أن عدد الحالات 348 إصابة وأن عدد الوفيات 16 حالة وفاة، أى أن نسبة الوفيات بلغت 4.6 بالمائة. أليس ذلك معدلاً مرتفعاً بالنسبة للأنفلونزا الموسمية خاصة وهو لم يذكر أعمار المتوفين؟، ولماذا لم يذكر أحد احتمالات (متلازمة جيان-باريه)وينبه إلى خطورتها وإلى أعراضها المبكرة حتى يمكن علاجها؟ هل لأن العلاج غير متوفر بكميات كبيرة وثمنه مرتفع (الكورس يتكلف 12 ألف جنيه) وسوف تضطر الدولة إلى توفيره للفقراء وإلا ثار الناس؟
قد أكون مبالغًا فيما أقول، ولكنى أدعوك إلى استقصاء الأوضاع عند أطباء الأطفال، وبالذات عند المتخصصين منهم فى الأمراض العصبية للأطفال، وكذلك عند مراكز الرنين المغناطيسى ومراكز قياس وظائف الأعصاب، ألا يحتاج الأمر للتفكير فى إغلاق المدارس لفترة حتى ينحصر الوباء؟».