قال رئيس حزب «الولاء الوطني»، محمد عميرات، أكبر الأحزاب الكردية في لبنان، إن عددا من أكراد بلاده ذهبوا «بمبادرة فردية منهم» للالتحاق بصفوف قوات البيشمركة، جيش إقليم شمال العراق، من أجل مقاتلة تنظيم «داعش».
وتابع عميرات، في مقابلة خاصة، أن «عددا من الأكراد اللبنانيين يذهبون من أجل التطوع مع قوات البيشمركة للدفاع عن الشعب الكردي»، مشيرا إلى أن هؤلاء يذهبون بـ«مبادرة فردية منهم».
وأضاف أن أكراد لبنان «يؤيدون قوات البيشمركة في الدفاع عن أراضيهم وأهلهم وشعبهم، بالرغم من إمكانية حدوث تباين بالآراء السياسية معها».
وأوضح عميرات قائلا إن «الأكراد الذين يذهبون من لبنان إلى شمال العراق بالعشرات، وليسوا بأعداد كبيرة»، مؤكدا أن كل شخص منهم «مسؤول عن تصرفه، ونحن لا نتدخل بقراره الشخصي».
ورأى أن توجه عدد من أكراد لبنان للالتحاق ضمن صفوف قوات البيشمركة لقتال تنظيم «داعش» لا يؤثر على المجتمع الكردي في لبنان.
ولفت عميرات إلى سوابق مشابهة، وهي أن أعدادا كبيرة من اللبنانيين غير الأكراد «حاربوا خارج لبنان إلى جانب أشخاص يرتبطون معهم برابط ديني أو مذهبي أو قومي»، في إشارة إلى قتال «حزب الله» إلى جانب قوات النظام السوري، وتوجه بعض اللبنانيين للقتال في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وأوضح أنه لم يتلق أي انتقادات من أي طرف لبناني حول مشاركة بعض أكراد لبنان بالقتال في إقليم شمال العراق «لأنهم يرون بأم أعينهم حجم الظلم على الأكراد من التنظيمات الإرهابية».
وأضاف عميرات: «نحن كأكراد لبنان نتضامن مع أكراد العراق بعد الاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل جماعات متطرفة، تتستر بالدين الإسلامي، وهو منهم براء»، مشيرا إلى أن أكراد لبنان «يرفضون كل أشكال التطرف من أي جهة أتت لأن أهل السنة والجماعة والأكراد هم أهل اعتدال ووسطية».
واعتبر أن الأكراد في إقليم شمال العراق «ليسوا بحاجة للسلاح أو الرجال، فعندهم ما يكفي من السلاح والرجال والشجاعة ليدافعوا عن وطنهم وأرضهم وشعبهم».
وأشار إلى أن أكراد لبنان «لا يستطيعون أن يقدموا شيئا لأكراد شمال العراق لعدم وجود إمكانيات حقيقية بل على العكس، كنا ننتظر قبل هذه الأزمة أن يقوموا هم بمساعدة أكراد لبنان لأن النفط عندهم والمال عندهم والاقتصاد القوي عندهم».
ولفت إلى أنه في حال تطورت الأحداث أكثر في إقليم شمال العراق «فإنه من المحتمل أن تزيد أعداد الأكراد الذين يذهبون من لبنان إلى العراق من أجل القتال، ويبقى الموضوع قرارات فردية».
وعن المجتمع الكردي في لبنان، قال عميرات إن عدد الأكراد في لبنان يصل إلى 125 ألف نسمة، تواجدهم الأكبر في العاصمة بيروت، منهم ما يقارب 25 ألف شخص بلغوا السن القانوني،21 عاما، ويحق لهم المشاركة بالانتخابات ترشيحا واقتراعا، لافتا إلى توزعهم ما بين أصول تركية وبعضهم من شمال العراق.
وبدعم جوي أمريكي، تحاول قوات من البيشمركة والجيش العراقي التابع لحكومة بغداد التصدي لمحاولات من تنظيم «داعش» السيطرة على أجزاء جديدة من العراق، إضافة إلى طرده من مدن شمالي وغربي البلاد سيطر عليها منذ العاشر من يونيو الماضي.