x

عمر حسانين ماذا فعل بنا المشير؟ عمر حسانين الجمعة 22-08-2014 21:12


ماذا فعل بنا المشير؟.. الإجابة عن هذا السؤال تبدو بسيطة، لكنها غاية فى الصعوبة لحاجتها إلى صدق مع النفس، وسلامة فى النية، ويقظة للضمير، وعافية للبصيرة، لأن الرجل المطروح التساؤل حوله ليس شخصا عاديا، إنما هو رئيس مصر.

هل ترى أن الرجل أوفى بوعده وانحاز إلى شعبه، لا يغمض عن مشاكله، هانت عليه روحه، وخاض واحدة من أخطر المغامرات كى ينقذ وطنه من مؤامرة كبرى، وانحاز إلى من تم إخراجهم من حسابات الأهل والعشيرة؟

وهل صار لهذا الرجل عشيرة بعينها بعدما حمل التركة الثقيلة على كتفيه وأسكنها عقله وقلبه، وسعى بكل طاقته إلى تجنيبنا حربا أهلية ومخططا كاد يحولنا إلى سوريا أو عراق جديد، وتمسك بحقوقنا فى قطرة المياه التى أُهدرت، وحبة الرمال التى بُددت، وثأر لكرامة وطنه؟

وكيف ترى جهوده فى نشر الأمن وحماية الأرواح والوقوف دائما فى المقدمة- على خط النار- فى كل الشدائد، ودفعه المنظومة الأمنية شرطيا وعسكريا فى اتجاه صون حقوق المواطن وحماية عرض الوطن؟

وماذا تقول فى الدور الذى بذله- فى هذه الفترة القصيرة- من أجل إعادة مصر إلى موقعها بين الدول على المستويين القومى والدولى، وسعيه لإنقاذ الإصبع المصرية من بين الأنياب الأمريكية، وغيرها من الدول التى لا تريد لنا تحرراً من تبعيتها؟

وأى شىء تقول عن رجل بدأ يحقق وعوده بإيجاد موارد للمحافظات المعدومة، وينفذ مشروعا بحجم قناة السويس الجديدة، ويبدأ فى علاج أزمات الإسكان والنظافة والباعة الجائلين، ويعيد منظومة الدعم إلى مسارها الطبيعى؟

وعن الغلاء والكهرباء، كيف ترى أفعال رئيس لا تنقطع اجتماعاته ولا توجيهاته ولا تدخلاته للتخفيف عن الشعب المطحون، لا يقبل حلول السنوات، يوافق- على مضض- بخطط وحلول، لا تزيد على الشهور، ولو يمتلك القدرة الاقتصادية لطلبها حلولاً خلال ساعات؟

وبم تفسر إيمانه وتوجيهه لإصلاح منظومة التعليم- من جذورها- واعتماده على العلم فى كل القضايا، وتطبيقه الصرامة العسكرية مع الجهاز التنفيذى فى الدولة، واعتناقه روح المدنية والتسامح مع كل أفراد الشعب- إلا من قتلوا وخانوا وباعوا وتاجروا- وسعيه للمسالمة والمصالحة مع من لم تلوث الدماء البريئة أيديهم؟

واسأل قلبك وبصيرتك عن السبب الذى يجعل المصريين على استعداد للصبر مع هذا الرجل إلى آخر الطريق- حتى لو أنهم أكلوها بملح وماء- والذى دفع عجوزا لا تملك إلا قرطها لأن تتبرع به فى حب مصر؟

وابحث عن الأسباب التى دفعت الدنيا لأن تحتفى بهذا الرجل وتعظم خطواته الإصلاحية فى شتى مناحى الحياة، حاول أن تكتشف الفرق بينه وبين الذين كانوا يبيعون لنا كلاما معسولا فى خطب تنحاز إلى الفقراء ومحدودى الدخل، ثم قتلوا الفقراء وأعدموا دخل من تبقى منهم، بينه وبين الذين كانت لهم أهل وعشيرة، وتاجروا بالدين والدماء؟

ما أطلبه منك ألا تضع عصابة سوداء على بصرك وبصيرتك، فكر قليلا- حتى لو كنت على خلاف تام معى- بعدها أجب، ودعنا نختلف- ولو مرة- كما يختلف البشر، أما إن كنت ترى فى هذا الرجل بطلا وقائدا ومواطنا أخلص لبلده كيفما يكون الإخلاص، فأسألك بحق هذا الوطن: «لماذا لم تتبرع حتى الآن لصندوق تحيا مصر؟».. تحيا مصر ونموت جميعا فداء لها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية