انتشرت مقاطع مصورة لمشاهير عالميين، وهم يسكبون دلو به ثلج على رؤوسهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، وفي البداية لم يفهم نشطاء هذه المواقع سبب انتشار هذه المقاطع، إلا أنه مع الوقت عرفوا أنها جزء من «تحدي دلو الثلج» الذي يروّج ويجمع التبرعات لتنمية البحوث والدراسات اللازمة للقضاء على مرض نادر يُعرف بـ«التصلب الجانبي الضموري»، والذي شارك فيه مئات النجوم والسياسيين والناس العاديين، منذ إنطلاقه في أواخر يوليو الماضي.
وشروط التحدي هي أن يقوم الشخص بسكب دلو من الثلج والماء على جسده، وإلا فعليه أن يتبرع بما لا يقل عن 100 دولار إلى أحد الجمعيات الخيرية التي تعمل من أجل علاج المرض النادر، وإذا ربح الشخص التحدي فعليه أن يقترح 3 أشخاص آخرين لخوض التحدي من بعده، وبالنسبة للذين لم يقبلوا التحدي خلال 24 ساعة فإن عليهم أن يتبرعوا بمبلغ 100 دولار أمريكي إلى الجمعية.
ويعد هذا المرض من الأمراض العصبية التي تُصيب النخاع الشوكي وتُؤدي إلى صعوبة في النطق وتشنجات العضلات، وقد يؤدي أيضاً إلى الشلل، وهو سريع الانتشار ويدمر خلايا الجهاز العصبي، وحسب التقديرات فإن عدد المصابين في العالم بهذا المرض يصل إلى حوالي 150 ألف شخص، ولكن الأبحاث فيه لا تزال متواضعة.
وانتشر التحدي بفعل تسويق عدد من مديري الشركات العالمية الكبيرة له، حيث انتقل من المدير التنفيذي لشركة «مايكروسوفت»، ساتيا ناديلا، إلى مؤسس موقع «فيسبوك» مارك زوكربيرج الذي تحدى أثرى أثرياء العالم، بيل جيتس، والذي بدوره قبل التحدي، وسكب دلو من الثلج على رأسه، بطريقة مبتكرة من فكرته وتصميمه الخاص، حيث شيد عمودين ثبت وسطهما الدلو، وقام بشده بحبل، ليُسكب الماء على رأسه.
ووصل التحدي إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث شاركت فيه المطربة اللبنانية، نجوى كرم التي تحدت إليسا وراغب علامة وأحلام، والفنانة ساندي التي تحدت مقدم البرامج الساخر باسم يوسف، والمطرب تامر حسني.
ومن بين المشاركين في التحدي على مستوى العالم من المغنيين ليدي جاجا، وجينيفير لوبيز، وجاستين بيبر، وشاكيرا، وتايلور سويفت، وكريس مارتن، ومن الممثلين توم كروز وجوينث بالترو وكاميرون دياز، فضلاً عن الإعلامية أوبرا وينفري، كما شارك نجوم كرة القدم بهذه التجربة مثل اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، واللاعب كريستيانو رونالدو، والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي تحدى الرئيس الأسبق، بيل كلينتون.
فيما لم يقبل الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، التحدي الذي صدر من إيثيل كييندي، أرملة السيناتور الراحل روبرت كينيدي، ولكنه وعد بالتبرع.
وقررت وزارة الخارجية الأمريكية منع دبلوماسييها من المشاركة في التحدي، وقال محامو الوزارة، في برقية بعثوا بها، الأسبوع الماضي، لسفراء الولايات المتحدة والعاملين في السفارات، إن الأمر بمثابة «قضية أخلاقية».
وبحسب البرقية، التي حصلت عليها وكالة «أسوشيتدبرس»، الأمريكية، أمس الأول، فإن «هناك قواعد راسخة لدى الحكومة الأمريكية لمنع استخدام المناصب العامة لتحقيق مكاسب خاصة مهما كان السبب جدير بذلك، ولذلك فإنه للأسف مسؤولي وزارة الخارجية، رفيعي المستوى، غير قادرين على المشاركة في التحدي دلو الثلج».
يذكر أن قيمة التبرعات وصلت لأكثر من 40 مليون دولار خلال فترة ما بين 29 يوليو إلى 18 أغسطس الحالي، حيث شهد هذا العام زيادة في التبرعات بلغت 767% مقارنة بالعام الماضي.
وقبل حملة «تحدي دلو الثلج» شهدت الأعوام الماضية حملات أخرى لكنها كانت خالية من الجانب الإنساني،، حيث كانت تُطلق في الغالب بدافع الملل، وذلك كحملة شرب صندوق كامل من البيرة أو السقوط من مرتفعات خيرة وتحدي شخص آخر للقيام بذلك.