كشفت أجهزة أمن الجيزة تفاصيل واقعة ذبح طفلتين داخل شقتهما وإصابة الأم بذبح في الحنجرة بالهرم، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدتهما، بعدما تخلصت منهما لمرورها بحالة نفسية سيئة، لسوء معاملة زوجها لها، إلا أنها فشلت في الانتحار عقب ذبح الطفلتين.
وأكدت التحريات أن المتهمة، «عبير. أ»، ربة منزل، «22 عامًا»، اعترفت تفصيليًا بلغة الإشارة عقب إفاقتها من عملية جراحية أمام ضباط المباحث الجنائية والمباحث العامة بالطالبية، بذبحها طفلتيها «شهد» و«شاهيناز» إبراهيم رضوان، داخل شقتهما بشارع مكة المكرمة بمنطقة الهرم، نتيجة مرورها بخلافات مع زوجها «إبراهيم رضوان»، مقاول، وخوفًا عليهما من بطش والدهما، مضيفة أن الأم المتهمة ذبحت نفسها بنفس الطريقة بقصد الانتحار، إلا أن الجيران اكتشفوا الواقعة، وحاولوا إنقاذها، فيما لفظت الطفلتان أنفاسهما الأخيرة.
وأوضحت التحريات التي أشرف عليها اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد جرير مصطفى، مدير المباجث الجنائية، أن خلافات زوجية نشبت بين الزوجين منذ زواجهما منذ 4 أعوام، إلى جانب تعدي زوجها عليها بالضرب، وشكه في سلوكها دائمًا لجمالها، بالإضافة إلى تكرار الاعتداء عليها جنسيًا، وشذوذه الجنسي معها، حسب أقوالها في محضر التحريات.
وأفادت التحريات بأن سلوك الزوجة مستقيم، وقررت الانتحار أكثر من مرة، بسبب سوء حالتها النفسية، واستمرار المشاجرات مع زوجها، إلا أنها فشلت، بينما قررت الانتحار بسكين المطبخ، وأثناء شروعها في الانتحار أصابها هاجس، وتوجست من إساءة زوجها معاملة طفلتيها بعد وفاتها فقررت التخلص منهما.
وأضافت التحريات التي أجراها المقدم أحمد الوليلي، رئيس مباحث الطالبية، والرائد مطصفى الدكر، والرائد أحمد العشري، معاونا مباحث القسم، أن المتهمة ذبحت ابنتيها باستخدام سكين المطبخ داخل إحدى غرف شقتها، وهما مستيقظتان على إحدى المراتب، وفشلت في ذبح نفسها، فحاولت إشعال النيران في أنبوب البوتاجاز، لتفجير الشقة، لكنها لم تستطع وهو ما فسرته المعاينة الأولية لرجال المباحث بوجود آثار حريق محدود بمنظم وخرطوم أنبوبة البوتاجاز.
وقالت التحريات إن الأم ذبحت نفسها بطعنة ضعيفة لم تودي بحياتها، وخرجت من باب شقتها فرأتها نجلة حارس العقار، وتعالى الصراخ، فادعت الأم أن مجهولا اقتحم الشقة وذبحها وطفلتيها وفر هاربا، إلى أنه تعذر استجوابها عن طريق الكلام، لتأثير الجرح القطعي على قصبتها الهوائية وأحبالها الصوتية.
وفرضت أجهزة أمن الجيزة حراسة أمنية مشددة على الأم المتهمة داخل المستشفى، لحين استكمال تحقيقات النيابة العامة معها، ومثولها للشفاء.
كان اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تلقى إخطارا من شرطة النجدة بتلقيها بلاغًا من أهالي أحد العقارات بشارع عزالدين عمر، باكتشافهم أما وطفلتيها مذبوحتين داخل شقتهم، فانتقل العميد طارق عبدالعظيم، مأمور قسم شرطة الطالبية، وتبين من المعاينة الأولية وفاة الطفلتين شهد «3 أعوام»، و«شاهيناز» وتبلغ من العمر عامًا ونصف متأثرتين بجروح قطعية في الرقبة.
فيما تم نقل عبير «22 عامًا»، والدة الطفلتين، بسيارة إسعاف، إلى مستشفى الهرم، لمحاولة إسعافها، جراء إصابتها بجرح قطعي في الرقبة، وصل إلى قصبتها الهوائية، وتسبب في قطع أحبالها الصوتية، وتلقت الضحية جراحة عاجلة داخل غرفة العمليات لمحاولة إنقاذها.
وأفادت التحريات بأن زوج الضحية، الأم، والد الطفلتين، أخطر بالواقعة عن طريق الجيران، وأنه كان متواجدًا خارج المنزل برفقة أصدقائه، في شارع اللبيني، أثناء وقوع الجريمة، وأوضحت التحريات أن الزوج حاصل على شهادة الثانوية الأزهرية، ويعمل مقاولا، وأنه وزوجته ترجع أصولهما إلى قرية برديس بمدينة البلينا بمحافظة سوهاج، وأنهما مقيمان بمحل سكنهما الحالي بمنطقة الطالبية، منذ حوالي عامين، فيما أكد الزوج خلال إجراءات التحريات الأولية عدم معرفته بشيء عن الواقعة، ولم يتهم أحدا بارتكابها.
وأكدت التحريات عدم وجود آثار لاقتحام الشقة، أو وجود آثار بعثرة في محتويات وآثاث الشقة، ما استبعد أن تكون الجريمة بدافع السرقة، فيما نفى حارس العقار وشهود العيان رؤيتهم غرباء يصعدون العقار في توقيت الواقعة، التي نفذتها الأم عصرا.