x

محمد أمين زنزانة مرسى منورة! محمد أمين الأربعاء 20-08-2014 21:32


لا يوجد مكان فى مصر الآن، لا تنقطع عنه الكهرباء، غير الاتحادية وزنزانة مرسى.. زنزانة مرسى منورة ليل نهار والاتحادية أيضاً.. هذان مكانان خارج منظومة عدالة التوزيع.. نتفهم لماذا لا تنقطع الكهرباء عن قصر الرئاسة؟.. يبقى أن نعرف لماذا لا تنقطع الكهرباء عن زنزانة مرسى؟.. لا أستبعد أن يكون هناك مخطط لاقتحام السجون وتهريب المعزول، حال انقطاع الكهرباء عن برج العرب!

حتى ساعات مضت، كان بيت رئيس الوزراء لا تنقطع عنه الكهرباء.. طلب «محلب» أن يخضع بيتُه لقطع الكهرباء أسوة بالناس.. أصدر تعليماته لوزير الكهرباء.. ردّ: يا فندم مش ممكن، بيتك استثناء، لإنهاء مصالح العباد.. قال له: نفذ يا سيادة الوزير!.. أصبح بيت رئيس الوزراء يعيش حالة الظلام اليومى كسائر حى المعادى.. لا استثناء لأحد.. الاستثناء الأهم للسجون.. السجون منورة بأهلها!

إذن زنزانة مرسى لا تنقطع عنها الكهرباء، ولا الحراسات الخاصة، ولا الإجراءات المشددة.. يتوافر فيها كل شىء.. بط وحمام وأخيراً عسل نحل.. فقد سمحت له محكمة الجنايات فى قضية التخابر بعبوتين من العسل الأبيض، بناء على طلبه.. مرسى يعيش آخر دلع.. طبعاً فخامته يتخيل أنه يُعامل كرئيس جمهورية!.. لا يعرف أنه مسجون فوق العادة.. الاستثناء لا يعنى القيمة، ولكن يعنى الخطورة(!)

من يدرى أن عمليات ضرب أبراج الكهرباء هدفها الأدنى إظلام مصر، لكن هدفها الأعلى اقتحام السجون، وتهريب المعزول!.. سذاجة أن نتعامل بشكل سطحى مع أى مشكلة.. خبل أن نعتقد أن الهدف مضايقة الحكومة وعرقلتها فقط.. احتمال كبير أن يكون الهدف تأليب الناس على الرئيس السيسى.. أن يكون الهدف ثورة الكهرباء، وليس الغذاء.. أو أن يكون ما بينهما تهريب مرسى خارج البلاد(!)

لكل ما سبق بقيت زنزانة مرسى منورة.. هناك أسباب أمنية.. أما الاتحادية فخارج المنظومة كلها، لإدارة شؤون البلاد.. هناك أماكن أخرى بحكم طبيعتها لا تنقطع عنها الكهرباء.. من أهمها مثلاً شرم الشيخ.. أضف إليها المقار السيادية، والأجهزة الأمنية، والمستشفيات.. استثناء لطبيعة العمل، لا لطبيعة العاملين فيها.. لطبيعة المهمة، لا لطبيعة الأشخاص.. لا تمييز ولا محسوبية بعد الثورة!

السؤال: إلى أى مدى يصبر المصريون على انقطاع الكهرباء؟.. إلى أى مدى تستطيع الأجهزة الأمنية والسيادية قطع اليد التى تُفجّر أبراج الضغط العالى؟.. ما مدى مسؤولية جميع المؤسسات، من أول مؤسسة الرئاسة حتى المحافظين والأجهزة المحلية، مروراً بوزارات البترول، والكهرباء، والمالية؟.. إلى أى حد يتحمل المواطن فعلاً؟.. كيف يؤثر ذلك على الاستثمار؟.. وهل تتعطل حركة الإنتاج؟!

شىء جميل أن يأمر «محلب» بقطع الكهرباء عن بيته.. الأجمل أن تكون الكهرباء للجميع.. شىء مهم ألا نقطع الكهرباء عن زنزانة مرسى.. الأهم أن نقطع رأس الإرهاب.. المحاكمات العسكرية هى الحل.. التصفية الفورية تُوقف التخريب.. الأمن قبل أى شىء.. قبل رغيف الخبز طبعاً، وقبل «حقوق الإرهابيين» أيضاً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية