x

البهرة.. القاهرة الفاطمية بوابة حلم العودة لحكم مصر (تقرير)

الإثنين 18-08-2014 14:41 | كتب: أحمد حمدي |
السيسي يستقبل مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند السيسي يستقبل مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند تصوير : other

قد لا يعرفهم كثير من المصريين، إلا أن سكان مصر القديمة يعرفونهم جيدًا، فطائفة «البهرة»، والتي التقى سلطانها، مفضل سيف الدين، الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، تنشط بشدة في تلك المنطقة، حيث اعتاد زعيمهم السابق، محمد برهان الدين، الاحتفال بعيد ميلاده كل عام في القاهرة الفاطمية، قبل وفاته مطلع هذا العام.

«البهرة».. طائفة ذات تاريخ على أرض المحروسة، فهي ترتبط بالطائفة الإسماعيلية، التي حكمت مصر بداية من إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، والذي خلفه المنصور، ثم المعز لدين الله الفاطمي، ومن بعده العزيز بالله، والحاكم بأمر الله، ثم الظاهر ثم المستنصر بالله، واستمر حكمهم عن طريق المستعلي، نجل المستنصر والذي استولى على الحكم بالقوة رغمًا عن أخيه نزار، لتنقسم الطائفة إلى فرقتين «المستعلية» و«النزارية». واستمرت سلالة المستعلي في الحكم، حتى انتهت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، عام 1171م.

سقوط الدولة الفاطمية في مصر، كان إذعانًا بتشتت الطائفة الإسماعيلية بأكملها، إلا أن الجزء الذي تجمع في اليمن استطاعوا أن يحافظوا على طائفتهم، فكونوا ما أسموه «الإسماعيلية الطيبية»، وتعرف اليوم باسم «طائفة البهرة».

السياسة كانت دائمًا بعيدة عن اهتمامات البهرة ظاهريًا، فيما كانت التجارة هي نشاطهم الأساسي، والتي اتخذوها طريقًا لنشر الإسلام في بلاد كالهند واليمن، وقد اكتسبوا اسمهم من هذا النشاط، فكلمة بهرة، تأتي من لفظ هندي قديم بمعنى تاجر.

ورغم تهميشهم في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، إلا أن علاقتهم بالرئيس أنور السادات كانت أفضل، حيث اعتمد عليهم في ترميم منطقة مصر القديمة، وأبرزها ترميم مسجد الحاكم بأمر الله أو ما يعرف بمسجد «الأنور»، كما قاموا بتجديد ضريحي السيدة زينب والحسين مستخدمين الذهب والفضة، وضريح «المالك الأشتر» بالمرج، وتوجهوا إلى شراء منازل ومحلات تجارية بشارع المعز لدين الله الفاطمي بمنطقة الأزهر.

مسجد الحاكم بأمر الله أو «الأنور»

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/4f/Cairo_Al_Hakim_1.jpg

ويبدو أن عدم اهتمامهم بالسياسة وخبراتهم التجارية وقوتهم الاقتصادية هي ما شجعت «السادات» للتعامل معهم، حيث خلفه في نفس الفكر الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي استقبل زعيم الطائفة، السلطان محمد برهان الدين، مرتين، أحدهما استقبال رسمي من المطار، فيما ترك لهم مجال الاستثمار مفتوحًا، خاصة في مدينة السادس من أكتوبر حيث عملوا على إقامة مصانع للرخام والبلاط والزجاج والسيراميك‏، كما تشاور «مبارك» مع «برهان الدين» حول التوسع في استثمارات الطائفة في مصر، في لقاءهم عام 2007.

ولم تكتف الطائفة التي تعتقد بوجوب إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، بمشاريعها الاستثمارية في مصر، بل اتجهت لشراء 75%من المحلات والبيوت بمنطقة الجمالية والحسين والدراسة والدرب الأحمر والموسكي، في قلب القاهرة الفاطمية، على مدار قرابة 25 عامًا، كما صرح جلال الدين دراز، أحد كبار طائفة «البهرة» الشيعية في مصر، عام 2009، في جريدة «أخبار البحرين»، فيما بدا محاولة للاستحواذ على المنطقة، والتي يؤمنون بعودة حكمهم لمصر من خلالها.

بينما نفى مصدر من الطائفة هذه الإدعاءات في حديث لـ«المصري اليوم»، عام 2012، قائلًا: «ليس للبهرة أي طموح سياسي لأنها طائفة دينية وليست سياسية وكل ما يشاع عن شراء العقارات في محاولة لاحتلال القاهرة الفاطمية وإقامة الخلافة الفاطمية مرة أخرى (كلام فارغ) يروج له أعداء الحرية الدينية».

تبرع السلطان مفضل سيف الدين بـ10 ملايين جنيهًا للدولة المصرية بعد لقاءه السيسي ليس الأول كذلك، فقد سبق ذلك تبرعًا بـ600 مليون دولار، في عهد حكومة الدكتور عاطف صدقي، في التسعينات، حسب تصريحات صحفية لـمحمد الدريني رئيس المجلس الأعلي لرعاية أل البيت، عام 2011.

ظهور البهرة بشكل واضح في شوارع أرض الكنانة، يرجع لعام 2005، حيث بدا حينها أن الحظر الذي فرض عليهم في الثمانينيات، ومنذ مقتل الرئيس «السادات»، فرغم عدم اتهامهم في مقتله وبعدهم الكامل عن القضية، إلا أن نظرة الدولة لهم كانت كجماعة دينية، مثلها كباقي الجماعات التي تمثل تهديدًا في ذلك الوقت، قد انكسر، حيث شهد رمضان من ذلك العام ظهور أبناء الطائفة بملابسهم التقليدية، كما شهد مسجد «الأنور»، تجمعهم للمرة الأولى في رمضان، وهم الذين لم يكن مسموحًا لهم بذلك.

ومنذ ثورة يناير 2011، عاد البهرة لحساسيات الظهور العلني، كما أصبحوا أقل تواصلًا مع المصريين، حسب شهادات بعض العاملين بمسجد «الأنور»، كما يتظاهر عدد منهم بعدم معرفة اللغة العربية، إلا أن زيارة سلطانهم لرئيس الجمهورية الجديد قد تعني فتح صفحة جديدة في علاقتهم مع الدولة والشعب.

ويعتقد «البهرة» بألوهية أئمتهم، فيصلون كما يصلي المسلمون ولكنهم يقولون إن صلاتهم للإمام الإسماعيلي الطيب بن الآمر، الذي داخل الستر سنة 525 هجريًا، «حسب اعتقادهم»، وأن أئمتهم المستورين من نسله إلى يومنا الحاضر، وفقًا لرواية الموسوعة «الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة».

ونشرت جريدة «من» الباكستانية بتاريخ 6 أكتوبر 1977، تقول: «رجل بوهري يسجد لكبير علماء البهرة».

2- يقدمون صلاتهم وأعيادهم قبل يوم أو يومين عن سائر المسلمين وهكذا الحج إلى بيت الله الحرام.

3- أباحوا الربا علانية عطاء وأخذا.

4- يرون أن الكعبة هي رمز علي الإمام.

5- إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، فهم يدفعون أموالاً طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد.

6- يعتقدون أن الإمام الطيب بن الآمر دخل الستر «الغيبة» في الكهف.

7- يعتقدون أن الأئمة الثلاثة «أبوبكر وعمر وعثمان» مغتصبون الخلافة من علي بن أبي طالب.

8- يعتقدون أن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي بن أبي طالب وهم معصومون من الخطأ.

9- قبلتهم في صلاتهم يتوجهون إلى قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي في الهند، ويطلقون عليه اسم «الروضة الطاهرة».

10- وتجب عليهم الصلاة في العشرة أيام الأولى من شهر محرم، وفي غيرها لا تجب عليهم الصلاة، ولا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى، (الجامع خانة)، وإذا لم يذهب الشخص منهم إلى الجامع خانة في العشرة أيام الأولى من محرم يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان.

مكانة سلطانهم

يعتبر هو المالك لكل المطلق لكل شيء، ويفرض على النساء والرجال تقبيل رجليه ويديه، ويعتبر نفسه المالك المطالق لكل ممتلكات أتباعه المادية والمعنوية.

كتبهم:

1- كتاب «النصيحة»، لمؤلفه الداعي الحادي والخمسين طاهر سيف الدين، وهذا الكتاب يعتبرونه قرآنهم ويخرجون منه أحكامهم وعباداتهم.

4- «ضوء نور الحق المبين»: تأليف داعي البهرة طاهر سيف الدين، وقد كلف أتباعه بقراءته على جموع البهرة، وفي مجالسهم الخاصة والعامة.

مصادر التمويل

وتقول الموسوعة: «داعي البهرة السابق محمد برهان الدين الذي أصبح الداعي رقم 52 في سلسلة الدعاة الإسماعلية الطيبية يبلغ دخله السنوي 120 مليون روبية في السنة، وكل فرد من أفراد عائلته يتقاضى 8000 روبية شهريا، وتتكون عائلته من 188 فردا غير السيارات والمساكن الحديثة المكيفة،

وأضافت: «تسن الحكومة البهرية ضرائب إجبارية على أفراد الطائفة، وعندما ينمو الطفل ويكبر يفرض على أهله أن يذهبوا به إلى أحد أتباعه ممن يحملون لقب شيخ ليعمل له تعويذة (حجاب) ويعلمه كلمة الشهادتين مقابل ضريبة معلومة وغيرها من مصادر التمويل التي تعود على رئيسهم بالأرباح الطائلة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية