اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ظهر السبت، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بالدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، في لقاء مطول استمر قرابة الخمس ساعات تم خلاله استعراض اِستراتيجية تطوير التعليم في مصر للفترة «2014 – 2030» ومرحلتها التأسيسية «2014- 2017»، تم الوقوف على مدى التقدم الذي تم إحرازه فيما يتعلق بتطبيق البرامج التنفيذية للنهوض بكافة عناصر العملية التعليمية، والتي تشمل الطالب والمعلم والمناهج الدراسية والأبنية التعليمية.
وعقب إتمام لقائه بالرئيس، أدلى الدكتور وزير التربية والتعليم بتصريحات صحفية تضمنت استعراض الجهود المبذولة في هذا الصدد؛ للنهوض بكافة عناصر العملية التعليمية.
وقال إن هناك «تعميم برنامج التغذية المدرسية في مختلف مدارس الجمهورية، أخذا في الاعتبار الارتباط المباشر بين تحسين مستوى التغذية وبين تنمية القدرة الاستيعابية للطالب، حيث أكد الرئيس على ضرورة المشاركة المجتمعية لضمان تنفيذ تعميم خطة التغذية المدرسية، ولاسيما من قبل المعنيين بالصناعات الغذائية في مصر».
وأشار إلى «إعداد قادة المستقبل، محو الأمية وخفض نسبة المتسربين من التعليم، إطلاق قناة تعليمية تليفزيونية، دروس تقوية مجانية بالمدارس وقوافل تعليمية،إعداد من 50 – 60 ألف خريج من التعليم الفني على مدى عامين لسد احتياجات السوق الخليجية من العمال الفنية الماهرة ذات الخلق،إجراء اختبارات للخريجين من التعليم قبل الجامعي لتأهيلهم لسد احتياجات سوق العمل الداخلية، الاهتمام بالأنشطة المختلفة ثقافية / رياضية/ فنية / ابتكارية».
بالنسبة للمناهج التعليمية، قال: «استعرض الاجتماع ما تم تطويره حتى الآن في المناهج التعليمية، حيث تم تغيير 30% من المناهج التعليمية كمرحلة أولى مع تطوير الـ 70% المتبقية، ويتم استكمال التغيير للمناهج على مدار ثلاث سنوات، ومراعاة تحديثها دوريا بطريقة مستمرة ومرنة بما يواكب متغيرات العصر، تأليف مناهج متطورة في العلوم والرياضيات بمرجعية عالمية،التطوير التكنولوجي للمناهج لكي نصل إلى التعليم التفاعلي في جميع مدارس مصر، حيث أعرب الرئيس في هذا الصدد عن دعم سيادته الكامل لمشروع التطوير التكنولوجي الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية بدولة الامارات العربية الشقيقة والمعروف باسم (مشروع المليون طالب)، والذي يحظى برعاية ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي».
كما ناقش الاجتماع، بحسب «أبوالنصر»، تطوير الأبنية والمنشآت التعليمية لزيادة كفاءة العملية التعليمية وتخفيض كثافة الفصول المدرسية،استكمال منظومة إنشاء مدارس تستوعب جميع الطلاب في مرحلة التعليم بحيث نصل إلى كثافة 40 طالباً للفصل الواحد فأقل، وذلك كمرحلة أولى، مع الأخذ في الاعتبار أنه تم إنشاء 1150 مدرسة في العام السابق، تبدأ الدراسة بها في سبتمبر 2014،تجهيز المدارس بالمعامل والمعدات والمعلمين والإداريين.
كما ناقش حث المجتمع المدني على تنمية موارد الوزارة لتوفير التمويل اللازم لبناء مدارس جديدة وتوفير أراضٍ في بعض المناطق التي تحتاج إلى مدارس، وكذلك تنمية موارد الوزارة لتعيين المعلمين اللازمين لإدارة العملية التعليمية، حيث أن هذا يعد من التحديات التي نواجهها لتحقيق هذا الجهد التعليمي الطموحـ، وعلى المساهمة في تجديد المدارس وصيانتها تحت مسمى «جدد فصلك.. واِكتب اسمك».
وقرر الرئيس تشكيل لجنة من السادة وزراء: التربية والتعليم – التنمية المحلية – الإسكان ــ الشباب والرياضة – الأوقاف، والمحافظين؛ لتوفير الاراضي اللازمة لاستكمال خطة المنشآت التعليمية على مدار ثلاث سنوات، من كلٍ من الموازنة العامة والتبرعات والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقال بيان رئاسة الجمهورية، إنالرئيس شدد على أهمية النهوض بأوضاع المعلم المصري، بما يتناسب مع قيامه بمهمة من أقدس المهام ووظيفة من أسمى الوظائف، ومن ثم فقد وجه سيادته بضرورة حصوله وفقا لخطة تدريجية على الراتب اللائق وكذا التقدير المناسب، فضلا عن العمل على إعادة الهيبة التقليدية للمعلم المصري، بما يمكنه من أداء وظيفته على الوجه الأكمل.
و رحب السيسي بمقترح الاحتفال بـ«عيد المعلم» بشكل سنوي، حيث سيلتقي في هذا اليوم من كل عام بالمعلمين المثاليين والموهوبين والحاصلين على جوائــــــز عالمية، وكذا الطلاب المتميزين والحاصلين على جوائز عالمية، بالإضافة إلى أوائل الثانوية العامة والدبلومات الفنية في احتفالية كبيرة قبل بداية العام الدراسي.
وأعرب الرئيس عن دعمه لمشروع «المدرسة الداعمة»، وتكثيف كافة الجهود الممكنة لتكون مراكز إشعاع للمدارس المحيطة، لكي نرتقي بالتعليم وصولاً إلى المعايير العالمية، وذلك بالتعاون مع هيئة الجودة والتأهيل للاعتماد التابعة للسيد رئيس مجلس الوزراء.
وعلى صعيد التعاون في مجال التعليم على المستوى الدولي، أبدىاهتماما خاصا بضرورة تدعيم التعاون مع الدول الإفريقية والاستجابة لمطالب الأشقاء الأفارقة التعليمية، وإمدادهم بالخبرات المصرية في مجال إعداد المعلم والمناهج الدراسية وبناء المدارس وتدريب الكوادر وتدريس المناهج المصرية باللغة العربية، وإجراء مسابقات تعليمية عالمية، تشارك