x

محمد رياض اقتراح لتنشيط مشروع توشكى محمد رياض الجمعة 15-08-2014 20:59


نشرت «المصرى اليوم» (الأحد 20 يوليو) حوارا ممتازا مع وزير الرى، استعرض فيه الصورة العامة حول إمكانات التوسع الزراعى الأفقى، استجابة لطلبات الرئيس السيسى للتنمية الزراعية، كأحد جوانب التنمية الاقتصادية للوطن. ومن المميز فى هذا الحوار أن نحو 75% من المشروعات الزراعية على الأجندة سوف تُروى من المياه الجوفية فى نطاقات الصحارى الغربية وسيناء، بينما لاتزال توشكى تُروى من النيل بواسطة البنية الأساسية فى المنطقة، وكذلك ترعة السلام فى شمال سيناء مخلوطة بمياه الصرف الزراعى المعالج. والمعتقد أن استخدام المياه الجوفية سيكون مع الحذر الشديد حتى لا تُستنزف فى جيل أو اثنين، ومن ثم تعود الأرض إلى طبيعتها الجافة.

وفى اجتماع مجلس الوزراء مع الرئيس (20 يوليو) أوصى الرئيس بتشكيل لجنة من وزارات معنية مع زيارة ميدانية لرئيس الوزراء لمعرفة أسباب ركود مشروع توشكى رغم سبعة مليارات أُنفقت على بنيته الأساسية (محطة ضخ عملاقة وقناة رئيسية وأربعة فروع تمتد نحو 200 كيلومتر أو أكثر). كان المشروع الأصلى يهدف لزراعة 550 ألف فدان. وهناك إمكانية زيادة الأرض ببضع عشرات آلاف الأفدنة على الآبار وربما مساحات أخرى، وخاصة استخدام نشع مياه الرى فى بحيرات ضحلة أحيانا يمكن الاجتهاد بتحويلها لمراع خشنة للجمال وأنواع من الأغنام والأبقار.

فى البداية أُعطيت شركتان استثماريتان مساحة حوالى مائة ألف فدان لكل منهما، لكنهما لم يبدآ جدياً لسنوات طوال، ثم تعدل الامتياز إلى حوالى 25 ألف فدان فقط. فما هى أسباب قصور التنمية؟

قد تكون هناك أسباب عديدة للقصور، ولكن أزعم أن فلسفة توشكى تراوحت بين منح امتياز بعشرات آلاف الأفدنة لمستثمرين كبار ينتهجون الحداثة الزراعية بآليات رى وزراعة وحصاد حديثة.

الفلسفة الأخرى أن يتوجه المشروع لتشغيل أيد عاملة كثيرة من جنوب الوادى لتخفيف الضغط السكانى والفقر المتناهى والهجرة غير المؤهلة لأعمال المدن فى الصناعة والخدمات.

الآن ربما حان وقت استخدام الفلسفتين معا- بمعنى نحو 300 ألف فدان لمستثمرين كبار يستخدمون الحداثة فى العمل الزراعى، ومثلها 300 ألف أخرى توزع على أفراد من فلاحى الصعيد الأعلى والنوبيين الراغبين يزرعون حيازاتهم بواسطة جمعيات تعاونية تساعدهم على استخدام أساليب خليطة من الرى وآليات الحرث والجمع وربما النقل والتسويق أيضا.

هذه صورة إطارية عامة قد يستفيد بها المخططون، مع تعديلها عند التنفيذ على الواقع، وربما تصبح نموذجا لبعض مناطق الاستصلاح الواعدة لتخفيف الضغط على الأرض فى الوادى، والبدء فى تنفيذ التنمية البشرية الواجبة لسكان الجنوب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية