يعد فيروس الإيبولا واحداً من مجموعة من الفيروسات تسبب ما يسمى الحمى الفيروسية النازفة Viral Haemorrhagic fevers ومن تلك فيروس الحمى الصفراء، والتى تسبب الفشل الكبدى التام، وفيروس حمى الوادى المتصدع والتى قد تؤدى إلى فقدان البصر، وفيروس حمى اللاسا وحمى الماربورج.. لا تنتمى تلك الفيروسات إلى عائلة فيروسية واحدة، ولكن ما يجمعها هو الصورة الإكلينيكية وطريقة العدوى.. تشترك تلك الفيروسات في أن الإنسان لا يعد هو عائلها إذ أن الحيوانات هي عائل تلك الفيروسات، كالقوارض في بعض الأحيان، والقردة في أحيان أخرى، كما تلعب الحشرات كالبعوض والقراد دور الناقل، ومن ثم يصاب الإنسان إما عن طريق التعرض لإفرازات الحيوانات المصابة أو لدغ البعوض المصاب، وبعدها يتم انتقال الفيروس من إنسان لآخر. والقاعدة هي تفشى المرض في موطن العائل إلا في حالات معينة كما حدث مع حمى الماربورج التي اندلعت في ماربورج وفرانكفورت في ألمانيا ويوغوسلافيا بين أفراد المعامل الذين تعاملوا مع قرود مصابة تم استيرادها من مواطنها الأصلية في أفريقيا.. تكمن خطورة تلك الفيروسات في قدرتها على إحداث فشل في وظيفة أو أكثر من الوظائف الحيوية للجسم فمنها ما يؤدى إلى فشل كلوى، ومنها ما يؤدى إلى فشل كبدى ومنها ما يؤدى إلى تدمير للمخ، وللأسف لا يوجد علاج محدد لتلك الفيروسات وإنما تستند خطة العلاج إلى محاولة تعويض الوظائف الحيوية للجسم.. في أحوال نادرة تم العلاج بمستخلص للأجسام المضادة من بلازما مصاب شفى بالفعل من الفيروس، وإلى الآن لا يوجد تطعيم لتلك النوعية من الفيروسات إلا للحمى الصفراء وحمى الأرجنتين النازفة.. في النهاية لا يوجد ما يدعو للهلع فالاندلاع الحالى للإيبولا موجود في غرب أفريقيا وبالمراقبة الجيدة لمنافذ الدخول إلى مصر يمكن منع وصول أي حالة مصابة.
د. محمد على مخلص- أستاذ باحث الكبد بالمركز القومى للبحوث