أعاد رجل هولندي يبلغ من العمر 91 عاما وساما حصل عليه من إسرائيل، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد أن لقى 6 من أقاربه مصرعهم خلال العدوان.
وكان الهولندي هينك زانولي حاز على وسام «الصالحين من بين الأمم» الذي تمنحه إسرائيل لغير اليهود الذين ساعدوا يهودا في محنتهم، لقيامه بانقاذ صبي يهودي خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعث زانولي، الذي يعمل محاميا، رسالة إلى السفير الإسرائيلي في هولندا، نشرتها صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، الجمعة، قال فيها إن زوج أمه قتل في معسكر اعتقال ماوتهاوزن، بينما هلك أقارب آخرون خلال الاحتلال الألماني للبلاد.
وكانت والدته قد أخفت صبيا يهوديا في منزلها، مخاطرة بذلك بحياتها الشخصية وبحياة أولادها، حتى حرر الحلفاء هولندا من الاحتلال النازي عام 1945. وهاجر الصبي، الذي توفي والداه في معسكرات الاعتقال في نهاية المطاف إلى إسرائيل.
وأضاف في الرسالة: «بالنسبة لي سيكون احتفاظي في هذه الظروف بهذا الوسام الذي منحته لي دولة إسرائيل، إهانة لذكرى والدتي الشجاعة التي خاطرت بحياتها وحياة أطفالها في مواجهة القمع ومن أجل إنقاذ حياة إنسان.. وفي نفس الوقت سيكون احتفاظي بالوسام أيضا إهانة لأفراد عائلتي، التي جاءت دولة إسرائيل، بعد 4 أجيال من ذلك، وقتلت ما لا يقل عن 6 من أقاربي في غزة».
وأشار زانولي بذلك إلى مقتل 6 من أقاربه، هم أبناء عائلة «زيادة» التي كانت تعيش في مخيم البريج للاجئين.
وكانت ابنة حفيدة والدة زانولي، أنجليك آيفي، البالغة من العمر 41 عاما، التي تعمل دبلوماسية بوزارة الخارجية الهولندية، قد درست في جامعة بير زيت بأواخر تسعينات القرن العشرين، حيث تعرفت على اسماعيل زيادة الذي كان يدرس الاقتصاد بالجامعة، وهو من مواليد مخيم «البريج» للاجئين في قطاع غزة. وتزوج الاثنان بعد ذلك بسنوات.
ومنذ عام 2012 تعيش أنجليك مع زوجها وأطفالهما الثلاثة في سلطنة عمان، حيث تعمل هي نائبة لرئيس البعثة الدبلوماسية الهولندية.