x

أكرم عبد الرحيم أبقارنا .....وطعامهم أكرم عبد الرحيم الأربعاء 13-08-2014 21:25


الصحفى الأمريكى اليهودى الأصل "مارك بون لوك" ، سخر بوقاحة من المزارعين فى صعيد مصر خلال زيارته إحدى القرى بسبب قيام كلا منهم ببناء حظيرة للأبقار ، والأغنام فى حوش منزله وأخرى للدجاج على سطحه ، ومع هذا فلا ينسى أن يقيم مصطبة يجلس عليها يتسامر مع ضيوفه وأهل بيته.

وبعد أن عصفت الأمراض ، دول الشمال بقرا ، وبشرا شعرت بالشماتة من زميلى الأمريكى ، إذ أنه لو بنى حظيرة فى بيته ، أو زرع شتلة من نبات الطماطم ، والخيار فى قطعة من الأرض بجوار منزله، أو أقام كوخا صغيرا أو خيمة تظلله لشعر بسعادة ، وهو يجمع كل يوم طعامه من البيض ، واللبن ، والخضر، ويشرب من الحليب الطازج .

روعة الريف فى قرانا... لا تنتهى عند الطعام الشهى النابت من خير الأرض لكنها تمتد إلى المناظر الساحرة ، والشمس المشرقة كل صباح على المنازل المتراصة ، والحقول الخضراء ، والهواء النقى ، والطيور الصديقة التى تحط على الأرض تلتقط عوائلها ، بينما تودع الشمس منازلهم حزينة عند الغروب .
وهو يتناسى أن أطباق اللحم عندهم فى الشمال لا تخلو من الأمراض ، ومسبباتها ، خاصة فى أنواع الأطعمة التى يفضلونها من لحم الخنازير، أو شطائر الدجاج ، وبعض الطيور الجارجه ،ووجبات الضفادع الشهية ، والبيض الفاسد ، حتى بعض الديدان المقززة التى يتناولونها بشراهة فى وجباتهم .

إذ إن ديننا الحنيف أمرنا بالسلامة والوقاية مما نأكله فى طعامنا ، وحرم علينا أشياءاً لا نقربها مصداقا لقوله »حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغيرالله به ، والمنخنقة والموقوذة ، والمتردية ، والنطيحة ، وما أكل السبع إلا ما ذكيتم« لما فيها من الضرر.
أما باقى الأطعمة عندهم فحدث ولا حرج عن الأسماك الملوثة بالملوثات الكيماوية ، وغيرها لدرجة أن تقارير ذكرت أن هناك نحو 32 بحيرة فى بريطانيا محظور الصيد منها لتلوثها الشديد بالزئبق.
ورغم غرابة الطعام ، وتقلب الطقس عندهم ، إلا أن حنين المصطافين ، ورحلات القادرين من المصريين ، وغيرهم ، كثيرا ما تشد الرحال الي بلادهم فى رحلتى الشتاء والصيف تاركين شواطئنا الممتدة ، و هوائنا النقي ، ولحومنا الشهية ، وشمسنا الساطعة ، وسمائنا الصافية، وهو
يجعلنا فى حاجة إلى العودة إلى طبيعتنا ، وأطعمتنا ، وأبقارنا ، تاركين لحومهم المجمدة ، وأسماكهم الملوثة ، ولعل الحل الأمثل هو العودة إلى حظائرنا ، وأبقارنا ، وأغنامنا ، فهى أكثر أمانا من لحوم الخنازير حتى لو أصابتنا بعضا من أمراضها .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية