x

«هدنة غزة» تنتظر «ساعات الحسم» فى مفاوضات «الفرصة الأخيرة»

الأربعاء 13-08-2014 21:02 | كتب: خليفة جاب الله ‏, سوزان عاطف, وكالات |
طفل فلسطينى يحمل أخاه بجوار أنقاض منزلهما الذى دمرته إسرائيل فى خان يونس طفل فلسطينى يحمل أخاه بجوار أنقاض منزلهما الذى دمرته إسرائيل فى خان يونس تصوير : رويترز

عقد الوفدان الفلسطينى والإسرائيلى اجتماعات اللحظات الأخيرة، الأربعاء، في المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بوساطة مصرية، قبيل انتهاء الهدنة الثانية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار نهائى في قطاع غزة، أو التوصل إلى هدنة جديدة تتيح للوسيط المصرى إعادة مناقشة البنود الخلافية، فيما تواصلت الجهود الدبلوماسية العربية والدولية لإعادة إعمار غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وعقد الجانبان اجتماعات منفردة مع مسؤولى المخابرات العامة وسط حالة من التكتم الشديد في انتظار التوصل إلى اتفاق نهائى بين الوفدين يقضى بوقف إطلاق النار أو الإعلان عن هدنة جديدة لمدة 72 ساعة أخرى لإتاحة الفرصة لبحث البنود الخلافية.

وقال قيس عبدالكريم، عضو الوفد الفلسطينى المفاوض في القاهرة، إن يوم الأربعاء هو «يوم الحسم في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، فإما اتفاق أو لا اتفاق». وأضاف: «إما اتفاق أو لا اتفاق، فنحن أخبرنا الجانب المصرى أننا نريد حسم كل القضايا قبل انتهاء مهلة هدنة الـ 72 ساعة» وقال: «كل الملفات لا تزال مفتوحة، ولم يحسم أي ملف منذ بدء المفاوضات حتى الآن».

وقال القيادى بحركة فتح أيمن الرقب إن المفاوضات ليست سهلة، وإن الجانب المصرى تقدم بمقترح يرضى جميع الأطراف، ويتضمن هدنة طويلة الأمد.

وأضاف «الرقب» في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «من خلال سير الأحداث تبين أن الطرفين يريدان استكمال المفاوضات، ولكن من الصعب حسم جميع المطالب، وأتوقع أن يتم الإعلان عن هدنة جديدة لمدة 72 ساعة لأن المفاوضات ليست سهلة».

واستطرد: «من الموضوعات التي لا تزال عالقة موضوع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وكذلك ما تطالب به إسرائيل من نزع سلاح المقاومة، ونحن موافقون على نزع السلاح، لكن بعد إعلان الدولة واستكمال بنيتها الأساسية».

وواصل «الرقب»: «أما النقاط الرئيسية التي تم حسمها بالفعل حتى الآن فهى موافقة إسرائيل على إعادة إدخال الأموال ورواتب موظفى حماس بوسيط ثالث ليس حماس أو السلطة، وإدخال 600 شاحنة من مواد غذائية ودوائية إلى القطا وسماح إسرائيل بتنقل 500 فرد شهرياً من غزة عبر معبر إيريز، وكذلك وافقت على زيادة مساحة الصيد إلى 3 أميال على أن تزيد إلى 6 أميال تدريجياً، كما وافق الوفد الفلسطينى على تسليم إدارة معبر رفح للسلطة الفلسطينية بدلاً من حماس، وتسليم أسرى صفقة شاليط مقابل جثتى الجنديين الإسرائيليين اللذين قتلا في غزة، كما وافقت إسرائيل على رفع الحظر تدريجياً على إعادة إعمار غزة وإدخال مواد البناء حسب الحالة الأمنية».

وبشأن البنود الخلافية قال «الرقب»: «أما النقاط التي لايزال عليها خلاف فهى الطلب الإسرائيلى ببقاء المنطقة العازلة لـ 300 متر فقط ونحن رفضنا وطالبنا بمنعها تماماً، أما عن المطالبات الفلسطينية بإنشاء ميناء ومطار فقد تم تأجيل مناقشتهم لوقت، لكن الجانب المصرى شدد على ذكرها في الورقة على أن تناقش لاحقاً».

وأكد مسؤول بالوفد الفلسطينى المفاوض أن «الدور المصرى كان إيجابياً جداً وحريصاً على عدم تضييع الوقت والفرص، وحث الجانبين على ضرورة التوصل خلال فترة التهدئة لاتفاق لوقف إطلاق النار». وأضاف أن الوفد الفلسطينى اتفق بعد إتمام إنجاز الهدنة على أن ترعى مصر مفاوضات أخرى حول تبادل الأسرى، فنحن لن نقبل بأى وساطة غير مصر في موضوع الهدنة والأسرى.

وقالت مصادر إن الساعات الأخيرة ستكون حاسمة جداً فيما يتعلق ببعض النقاط المتعلقة بالمعابر والأسرى وحركة التنقل في قطاع غزة. وأشارت المصادر إلى أن حالة من الترقب الحذر ما زالت تسود اللقاءات خشية فشلها، قائلة إن موضوعى الميناء والمطار سيتم تأجيلهما إلى مفاوضات لاحقة.

وقالت مصادر فلسطينية إن جلسة مفاوضات الثلاثاء استمرت لمدة 10 ساعات، ناقشوا خلالها وقف العدوان، وإعادة إعمار غزة، ورفع الحصار، ورواتب 40 ألف موظف، وأسرى صفقة شاليط الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.

ونقل موقع «والا» الإسرائيلى، الأربعاء، عن رئيس الوفد الفلسطينى في القاهرة عزام الأحمد قوله: «نلمس تقدماً طفيفاً في المفاوضات، لكن ما زالت الفجوات كبيرة بين الطرفين»، مؤكداً أن طلب الوفد الفلسطينى المتعلق بإنشاء ميناء بحرى وتأهيل المطار الفلسطينى ما زالت قائمة. ولفت الأحمد إلى أن هذه الطلبات ليست جديدة وإنما قائمة منذ قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994، ودعا الأحمد الجانب الإسرائيلى لعدم التعامل مع قطاع غزة على أن حركة حماس هي المسيطرة عليه، قائلاً: «يجب على الإسرائيليين أن يفهموا أن فترة حكم حماس في غزة قد انتهت». وأضاف: «هناك احتمال أن تنجح الأطراف في التوصل إلى اتفاق شامل حتى مساء الأربعاء، لكن ما زالت الطريق طويلة».

بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، مساءالثلاثاء، إنه مع قرب انتهاء سريان وقف إطلاق النار، مساء الأربعاء، فإنه ليس من الواضح إذا ما كان سيُمدَّد هذا الوقف أم لا. وعلى الصعيد الدبلوماسى بحث الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، مع السفير النرويجى بالقاهرة، الأربعاء، إجراءات التحضير للمؤتمر الدولى لإعادة إعمار غزة، الذي يتم بالتنسيق بين النرويج ومصر. وأكد العربى ضرورة الإسراع في الاستفادة من الهدنة الحالية من أجل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والتعاون من أجل تقديم الاحتياجات الإنسانية في ظل الأوضاع الكارثية في غزة. وأعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية أنها أرسلت الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطينى في قطاع غزة عبر الهلال الأحمر المصرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية