قال المهندس أحمد الحنفي، رئيس شركة نقل الكهرباء، إن التفجيرات التي تطال عددا من أبراج الكهرباء تستهدف انهيار الشبكة الكهربائية.
واوضح «الحنفي» في حواره لـ«المصرى اليوم»، إلى أنه رغم كثرتها في الآونة الأخيرة إلا أنها في الوضع الآمن، لكن يمكن أن تتحول لكارثة حال توسعها.. وإلى نص الحوار:
■ في البداية، ما هو دور شركة نقل الكهرباء في الشبكة الكهربائية في مصر؟
- في مصر هناك ثلاث جهات يمر بها التيار الكهربائى لحين توصيله للمستهلك الأخير، أولى تلك الجهات هي شركات الإنتاج، التي تقوم بتوليد الكهرباء عن طريق محطات كبرى، ثم تقوم بتحويلها لشركة نقل الكهرباء، التي تقوم بتحويلها لجهود ضغط عالى عبر محولات ضخمة لطول المسافة بين تلك المحطات والمستهلكين، ثم نقوم بنقلها إلى المحولات التابعة لشركات التوزيع المنتشرة في جميع ربوع مصر.
■ كيف تقيم الحوادث التي تعرضت لها أبراج الكهرباء مؤخرا؟
- نحن حاليا نتعرض لإرهاب منظم، يستهدف ضرب منظومة استقرار الشبكة القومية للكهرباء من خلال ضرب أبراج مؤثرة ومدروسة بعناية من جانب الإرهابيين، فعند خروج برج ضغط عالى يتم تحميل الأحمال الكهربائية التي كان ينقلها عبر أبراج أخرى، إلا أن ضرب عدد من الأبراج في وقت واحد يؤدى إلى عدم وجود طرق أخرى لنقل تلك الكهرباء، وبالتالى حدوث الأزمة.
■ ما أثر سقوط برج للكهرباء على الشبكة؟
- عدم كفاية الطاقة التي يتم نقلها، وبذلك حدوث أزمة للمنطقة التي يذهب إليها البرج، فالقاهرة مثلا تتم تغذيتها عبر محطات كثيرة من خارج القاهرة، عند تعطل أحد الخطوط نتيجة لتفجير برج يتم تحميلها على الأبراج الأخرى، مثل الطريق السريع الذي يوجد به 4 حارات، فعند إغلاق إحدى الحارات يتسبب في بطء الطريق، لكن عند غلق حارتين يتسبب في أزمة أكبر.
■ هل تسببت تلك التفجيرات في حدوث تلك الأزمة فعلا؟
- حتى الآن لا، هناك خسائر بالطبع، لكن معدلاتها تبقى محدودة، وإن زادت معدلاتها ولم تحل تلك المشكلة أمنيا سيحدث انهيار للشبكة.
■ ما هي أبرز الخطوط التي تم استهدافها حتى الآن؟
- حتى الآن تم استهداف نحو 30 برجا، من بينها 8 أبراج كبرى، أهمها أبرج «كفرالزيات- بسوس»، «الكريمات- البساتين»، والنوبارية، وغيرها.
■ ما الإجراءات التي اتخذتموها لحماية تلك الأبراج؟
- أولا، يجب أن يعلم الجميع أن مصر تمتلك شبكة قومية ضخمة لنقل الكهرباء، حيث تمتد لنحو 40 ألف كيلو متر، ويوجد أكثر من 140 ألف برج جهد فائق، سواء جهد 500 أو 220 أو 66 فولتا، منتشرة في كل ربوع مصر، من سيناء لما قبل حدود السودان، والشبكة مرتبطة بليبيا والأردن، وقريبا سنربطها بالسعودية، لذلك على جميع المصريين الافتخار بها والحفاظ عليها.
ومن جانبنا، عقدنا عددا من الاجتماعات مع الأجهزة الأمنية والأمن العام، لكن المشكلة في طول تلك الأبراج، فخط مثل خط الكريمات، يمتد طوله لـ375 كيلومترا، كل كيلو به من 3 إلى 4 أبراج تقريبا، وحاليا نبحث كيفية توزيع الحراسة على البدو الموجودين في تلك المناطق، بالتنسيق مع الأمن العام، حيث تقوم الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع الشركات الأمنية المتعاقدة مع وزارة الكهرباء، لحماية تلك الأبراج بإعادة النظر في توزيع تلك المناطق على القبائل العربية ومعرفة حدود كل قبيلة في تلك المناطق.
■ ما الدور المفروض على المواطن لحماية تلك الأبراج بافتراض أنها أمن قومى لمصر؟
- لابد أن يشعر بأهمية تلك الأبراج لحياته اليومية، فلو وجد أحد يعمل في أحد الأبراج، عليه أن يسأله عن ماهيته ويطلب منه إثبات شخصيته، فلك أن تتخيل أن أهم برج تم تفجيره حتى الآن هو برج في محافظة الغربية، ويقع وسط زراعات كبيرة، وأسفل البرج كان يتم استخدامه كممشى للفلاحين وتم قطعه عبر استخدام لحام نارى، أي أن المخربين ظلوا يقطعون في البرج دون أن يسألهم أحد ماذا تفعلون!!
■ ما قيمة التلفيات في الأبراج حتى الآن؟
- عند حساب الخسائر في قيمة الأبراج يتم تقسيمها لقسمين: خسائر مباشرة، وهى قيمة الأبراج التي سيتم إصلاحها، وهى تقارب الـ30 مليون جنيه، ويتم حساب قيمة أخرى للخسارة، وهى الأموال التي كنت سأقوم بتحصيلها في حالة عدم سقوط البرج، وهى تقارب الـ230 مليون جنيه تقريبا.
■ لماذا تنتشر تلك الأبراج في الكثير من المناطق السكنية؟
- هذه مشكلة كبيرة تواجه شركة نقل الكهرباء، فعند إقامة تلك الأبراج تكون خارج الكتل السكنية، لكن نتيجة للزحف العمرانى العشوائى يقوم العديد من المواطنين بالبناء بالقرب منها، بل إن هناك من يقوم بالبناء أسفلها مباشرة، مع العلم أن القانون يحتم بعد أي بناء عن تلك الأبراج بـ25 مترا على الأقل.