x

«حجر الشمس».. رابط بين البحيرة والميناء التجاري «قسطل - أشكيت»

الثلاثاء 12-08-2014 19:58 | كتب: خير راغب |
وزير النقل خلال تفقده الميناء وزير النقل خلال تفقده الميناء تصوير : اخبار

ساعتان تقريبا من مدينة أبوسمبل حتى نصل إلى خط عرض 22، الفاصل بين مصر والسودان، وتحديدا داخل قرية قسطل الحدودية مع قرية أشكيت السودانية، قضينا منها ساعة وربعا تقريبا داخل عبارة محافظة أسوان، بداخل بحيرة ناصر، للانتقال من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية من البحيرة، للوصول إلى الطريق البرى «حجر الشمس»، الذى يربط البحيرة بالمنطقة الحدودية «قسطل - أشكيت» حيث المنفذ التجارى الرسمى بين البلدين، ويبلغ طول هذا الطريق الذى أنشأته هيئة الطرق والكبارى، 34 كيلو مترا.

فكرة المنفذ البرى بين البلدين الشقيقين بدأت إرهاصاتها فى 2002 عندما اتفقت الدولتان على إنشاء منافذ حدودية للتبادل التجارى، إلا أن المشروع تعطل بسبب عدم وجود شبكة طرق تصل بين البلدين، حتى تم الاتفاق فى 2010 على تفعيل المشروع والفكرة، وتم البدء فى مد شبكة الطرق بين مصر والسودان لربطها بشبكة البلدين بمسافة 56 كيلو مترا، منها 34 كيلو مترا بداخل الحدود المصرية و22 كيلو فى السودان وكان مقدرا لها أن يتم افتتاح المنفذ فى أواخر 2011، لكنه تأجل بسبب ثورة 25 يناير، التى أدت إلى توقف العمل مؤقتا بسبب الاضطرابات الأمنية فى مصر عقب الثورة، وبعد ذلك استؤنف العمل فى 2012 وتم تحديد موعد للتشغيل التجريبى فى 27 يونيو، ولكن تأجل للمرة الثانية بسبب ثورة 30 يونيو، ولكن هذه المرة لم يتوقف سوى مدى قصيرة واستؤنف العمل مرة أخرى وبعد 24 اجتماعا تنسيقيا بين الجانبين المصرى والسودانى اتفق الطرفان على تحديد موعد 25 أغسطس لافتتاح المعبر بين البلدين فى أول تكامل تجارى واقتصادى حقيقى بين البلدين على المستوى الرسمى.

المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، قال إن افتتاح ميناء «قسطل / أشكيت» يستهدف زيادة حركة التبادل التجارى بين البلدين من ٥ إلى ٧ مليارات جنيه خلال عام التشغيل، للمساهمة فى حركة الصادرات إلى السودان وأفريقيا. وأضاف «ضاحى» أن الميناء أحد مشروعات التعاون مع القارة، وأن مصر تسعى لتعميق التعاون والتنمية مع كل الدول الأفريقية وذلك من خلال ميناء قسطل وأرقين فى المنطقة الغربية. وأشار الوزير إلى أن المنفذ الجديد يختصر الرحلة بين الدولتين من ٤٨ ساعة إلى ٤ ساعات عبر طريق (قسطل البرى- / أشكيت وادى حلفا)، ما يسهم فى سرعة وصول البضائع، لافتا إلى أن هذه الخطوات تأتى فى إطار حرص مصر على إنشاء وتطوير ممرات التجارة والنقل بين مصر والسودان والعمل على زيادة انسياب وتدفق السلع والأفراد عبر الحدود المصرية السودانية بما يسهم فى تحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين الشقيقين، قام اليوم المهندس هانى ضاحى وزير النقل يرافقه اللواء جمال حجازى رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، بجولة تفقدية فى ميناء قسطل البرى لمتابعة الأعمال التى تم إنشاؤها بالمعبر، حيث صرح وزير النقل بأن ميناء قسطل البرى، يعتبر بمثابة أهم بوابة مصرية على إفريقيا، حيث سيسهم فى إحداث نقلة كبيرة فى حركة التجارة والاستثمار بين البلدين والقارة الإفريقية، بإضافة سوق حرة جديدة تعمل على تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع والثروة الحيوانية وتنشيط حركة المسافرين والبضائع بين شطرى وادى النيل.

وأضاف وزير النقل أن الوزارة ممثلة فى الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة لديها خطة شاملة لتطوير وتحديث المنافذ البرية طبقا للمواصفات العالميَّة التى تساعد على انسيابية الحركة، وكفاءة التشغيل، وضمان أمن وراحة العابرين، ووجه وزير النقل باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان راحة العابرين للمنفذ وتسهيل كافة الإجراءات لعبور البضائع، والمركبات من خلال المنفذ فى أزمنة قياسية.

ومن جهته، قال عبد الرحيم سر الختم عمر، القنصل العام السودانى بأسوان، إن افتتاح معبر قسطل / أشكيت البرى بين مصر والسودان خطوة هامة لزيادة حركة التبادل التجارى بين البلدين، مشيرا إلى وجود بضائع يستوردها المصريون وأخرى يطلبها السوادانيون، مشيرا إلى أن حجم التبادل بين البلدين لا يرقى لعلاقات واحتياجات البلدين، موضحا أن حجم التبادل بين السودان والصين 7 مليارات دولار.

وطالب «سر الختم» الحكومة المصرية بالسماح بتصدير المانجو السودانى، مشيرا إلى أن السودان تصدر المانجو لأوروبا، ولا تستطيع تصديره لمصر بسبب إجراءات الحجر الزراعى فى مصر، مشيرا إلى أن سعر كيلو المانجو السودانى الفاخر نحو جنيه ونصف.

وطالب القنصل العام السودانى، بإبعاد الخلافات السياسية عن حركة التجارة، ومصالح الشعبين، موضحا أن مكتبه فى أسوان جاهز لأى لقاءات خاصة برجال الأعمال والمستثمرين المصريين لمعرفة احتياجات الجانب السودانى، والمنتجات التى تستطيع مصر الاستفادة منها.

وقال مدير منفذ أشكيت، اللواء الهادى الجاك محمد، إن الجانبين المصرى والسودانى اتفقا فى اجتماعهما يوم 10 أغسطس الماضى على جميع البنود المتعلقة بتنظيم حركة التجارة ودخول وخروج الشاحنات والجمال والمواشى، وتم الاتفاق على تذليل العقبات حتى يتم التشغيل بشكل رسمى يوم 25 أغسطس، مطالبا وسائل الإعلام بين البلدين بالعمل على مصلحة الشعبين، ودعم أواصر الصداقة وتنمية الحركة التجارية.

ومن جانبه أشار اللواء جمال حجازى رئيس هيئة الموانئ البرية، والجافة إلى أن مساحة المنفذ تبلغ 45 ألف متر2 وتبلغ مساحة منطقة الإعاشة للعاملين بالميناء حوالى 15 ألف متر2 ويقع الميناء شرق بحيرة السد العالى وعلى خط الحدود الدولية لتسهيل حركة البضائع والأفراد بين مصر والسودان، حيث بلغت تكلفة الاستثمارات بالميناء 76 مليون جنيه وهو ما سيكون له تأثير ايجابى على زيادة حركة التجارة بين البلدين الشقيقين. وأضاف أن طاقة حركة الميناء تصل إلى ٨٠ شاحنة يومياً، وتستوعب ساحة الانتظار ٤٠ شاحنة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قامت ببناء مرسى حجر الشمس ووسيلة النقل هى عبارات القوات المسلحة، وتبعد عن الميناء فى الجهة المقابلة حوالى 22 كيلومترا عن طريق الإبحار فى بحيرة ناصر، كما يوجد عدد (4) عبارات تعمل بالتناوب بين ميناءى أبوسمبل وحجر الشمس وتبلغ طاقة العبارات: عدد (80) شاحنة صادر ووارد يوميا، بالإضافة إلى مرسى هيئة تنمية بحيرة ناصر ووسيلة النقل هى عبّارة الهيئة وتبعد عن الميناء فى الجهة المقابلة حوالى 10 كيلومترات عن طريق الإبحار فى بحيرة ناصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية