x

وزير خارجية تونس: لا صحة لرفض السيسي مصافحة «المرزوقي» (حوار)

الأربعاء 13-08-2014 07:34 | كتب: أحمد يوسف, صفاء صالح |
وزير الخارجية التونسي المنجي حامدي اثناء الحديث للمصري اليوم وزير الخارجية التونسي المنجي حامدي اثناء الحديث للمصري اليوم تصوير : اخبار

وجه وزير الخارجية التونسى، الدكتور المنجى حامدى، الدعوة عبر حواره مع «المصرى اليوم» لنظيره المصرى لزيارة تونس لتفعيل الرغبة، والإرادة السياسية لتحسين العلاقات مع القاهرة، مضيفا أن مصر وتونس تمران بنفس التحديات الاقتصادية، والأمنية ويتعرضان للإرهاب الذى وصفه بأنه «آفة إقليمية، ودولية يجب محاربتها».

وأوضح أنه فى أزمة العالقين تم الاتفاق مع الجانب المصرى على تسهيل مرور المصريين بشرط وجود طائرات أو باخرة تنتظرهم.

وشدد على أنه شارك فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، بطلب شخصى من الرئيس التونسى الدكتور المنصف المرزوقى، نافيا أن يكون السيسى والمرزوقى رفضا مصافحة بعضهما فى القمة الأفريقية، مؤكدا أنهما لم يتقابلا، وأن الثانى صافح عدلى منصور، الرئيس السابق، فى قمة الكويت.. وإلى نص الحوار:

■ بداية ماذا عن أزمة المصريين العالقين فى تونس وجهود حكومتكم؟

- تلقيت اتصالا من سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، واتصالا آخر من السفير المصرى بتونس، وطلبا منا إعانة الإخوة المصريين القادمين من ليبيا، وكان الرد بطبيعة الحال التعاون مع الإخوة المصريين، وأبلغتهما بأننا نستطيع تقديم أكثر من ذلك بعدم تطبيق التأشيرة عليهم، والتعامل معهم، وتقديم جميع التسهيلات لهم.

■ هل توقعت هذه الأعداد؟

- لم نتصور قدوم آلاف الأشخاص مثلما حدث، ففى اليوم الأول وصل أكثر من 6 آلاف مصرى، ثم 10 آلاف فى اليوم التالى،.

■ وماذا كان الاتفاق مع مصر؟

- تسهيل مرور المصريين عبر الجانب التونسى بشرط وجود طائرات أو باخرة تنتظرهم، ونحن سنقوم بتأمينهم حتى الطائرة والوصول بسلام، وبالفعل الجانب المصرى وفر وسائل الانتقال لحوالى 47 رحلة جوية وتم تسفير كل المصريين، ومستعدون لاستقبال المصريين فى المستقبل طالما توفر الحكومة المصرية وسيلة انتقال لهم، وهم مرحب بهم بدون تأشيرة.

■ كيف ترى العلاقة بين الحكومتين المصرية والتونسية؟

- البلدان يمران بنفس التحديات الاقتصادية، والأمنية، والظروف الإقليمية والدولية التى تواجهها مصر متسمة بالتوتر والأزمات العميقة، فمصر وتونس عندهما هشاشة أمنية واقتصادية، ويتعرضان للإرهاب فهو آفة إقليمية، ودولية يجب محاربتها، ومصر دولة كبيرة ووزنها كبير جدا إقليميا ودوليا، وعلاقتنا معها يجب أن تكون طيبة، وعلى أعلى مستوى، نحن نحترم القاهرة ونحترم خياراتها السياسية.

■ شاركت فى حفل تنصيب الرئيس السيسى كيف رأيت تمثيل تونس؟

- شاركت فى حفل التنصيب بطلب شخصى من الرئيس التونسى الدكتور المنصف المرزوقى حتى أمثله وأمثل تونس فى الحفل، وهذا يدل على أن تونس ليست لديها مشكلة، حيث قابلت السيسى وصافحته وتحدثت معه، وقال لى: «نسعى إلى أن تكون علاقات مصر وتونس على أعلى مستوى»، وقلت له نفس الشىء. هناك رغبة مشتركة بين البلدين لتحسين العلاقات، والارتقاء بها إلى أعلى المراتب.

■ البعض قال إن السيسى والمرزوقى قابلا بعضهما ولم يتصافحا فى القمة الأفريقية؟

- بكل صدق الصحافة فى مصر وتونس بعضها يريد أن يخلق مشاكل من هذا النوع. وفى الواقع أنا كنت مع الرئيس المرزوقى، ولم يتقابل رأسا مع السيسى، ولم تأت مناسبة ليلتقيا حتى يتصافحا، بعكس ما حدث فى القمة العربية بالكويت عندما تقابل الرئيس السابق عدلى منصور مع المرزوقى بدون ترتيب، وتصافحا، وما أثير غير صحيح، ولا أتصور وجودهما مع بعض ولا يتصافحان.

■ متى نرى المرزوقى فى القاهرة والسيسى فى تونس؟

- نتمنى تبادل الزيارة بين الرؤساء، أنا لا أرى مشكلة فى هذا، ونتمنى أن يأتى اليوم الذى تستقر فيه مصر وتونس ويتم تبادل الزيارات على مستوى رئيسى الدولتين، وليس وزراء الخارجية فقط.

■ كيف ترى خارطة الطريق المصرية خاصة أنها شارفت على الانتهاء؟

- هذه خيارات سياسية مصرية لا أريد الدخول فيها، وكل ما أتمنى بصدق أن نرى مصر مستقرة لا يكون فيها فقر، ونفس الطموحات فى تونس، ولو سألت أى مواطن مصرى أو تونسى ماذا تحب سيقول الحرية، والديمقراطية، والكرامة والاستقرار، وأن يتحسن الاقتصاد. وأتمنى بعد الثورات الأخيرة أن تحقق كل المكاسب، وهذا شىء ليس ببعيد فما صار فى تركيا فى الـ 12 عاما الأخيرة معجزة اقتصادية، ولماذا لا تصنع مصر معجزة اقتصادية لو كان هناك استقرار، وما حدث فى ماليزيا والهند، ونيجيريا، قفزات اقتصادية ونوعية.

■ هل من الممكن نجاح الدول العربية بعد الثورات فى تحقيق الطفرات الاقتصادية؟

- بالتأكيد، نحن فى تونس كحكومة بدأنا فى العمل على استراتيجية وطنية ستنطلق فى سبتمبر المقبل، عبر المؤتمر العالمى «استثمر فى تونس»، حيث دعونا فيها مستثمرين أجانب، وشخصيات دولية ليكون انطلاقة اقتصادية تنموية، واستراتيجية فى الخمس سنوات المقبلة فى تونس، وأعددنا رؤية اقتصادية فى كل الميادين مثل الصحة والبنية التحتية والطاقة، ومشاريع كبرى.

■ هل نجحت الحكومة التونسية التكنوقراط المؤقتة؟

- أعتقد أن الحكومة الجديدة أعطت جرعة أمل كبيرة لكل التونسيين على أساس أنها غير مسيسة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وهدفها الوحيد هو إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والسياسية بدون خلفيات سياسية أو محاباة لأحد، وهذه الحكومة ساهمت بشكل كبير فى استقرار البلاد.

■ ماذا عن الوضع السياسى داخل تونس؟

- نحن شعب بسيط قام بثورة ليحقق أهدافه فى الحرية، والديمقراطية، والمساواة بين المناطق التونسية، فالسنوات الثلاث الماضية استغرقت فى النقاشات السياسية، وكل التونسيين صاروا سياسيين، وتركنا المهمة التى ثار من أجلها الشباب التونسى وهى الحرية، والكرامة، والشغل، والاقتصاد الذى كان فيه مناطق مهمشة. فى الوقت الحاضر نجحنا من الناحية السياسية، إذ اتفقنا على أن يكون المسار ديمقراطيا، بالحوار الوطنى، وليس بالقوة أو بهيمنة مجموعة على مجموعة أخرى حتى لو كانت منتخبة، لأنك لو كنت منتخبا لا يمكن أن تنسى المجموعة الصغيرة لابد من مشاركتها إن كنت تريد النجاح، فحزب النهضة حصل على الأغلبية هو والترويكا وكانا فى الحكم لكن بقية الأحزاب كان تأثيرها كبيرا جدا على تغيير مسار إدارة الترويكا فى المسائل السياسية والاقتصادية، وما أؤكد عليه أن أى مجموعة تحصل على الأغلبية يجب أن تعطى فرصة للمجموعة التى لم ينتخبها الشعب فى مشاركتها فى خدمة البلد، وفى الاستراتيجية الاقتصادية، والأمنية للبلاد.

■ هل استفاد حزب النهضة من الدرس السياسى المصرى؟

- ما شهدته مصر يختلف عما جرى فى تونس، نحن فى تونس حزب النهضة لم يكن متسلطا، كان مرنا، قام بمشاركة القوى السياسية الفاعلة معه، بدليل تخليه عن الحكم، والإتيان بحكومة مستقلة.

■ لكن هل كان ذلك بعد سقوط حكم جماعة الإخوان فى مصر؟

- يمكن كان لهذا تأثير أو لا يكون، والنخبة السياسية فى النهضة كانت واعية بهذا الشىء، وأبدت استعدادها لتسليم الحكم لإنقاذ الوطن بعكس ما صار فى مصر، حيث أرادوا التمسك بشرعيتهم فى الحكم، لكن هنا فى تونس برغم شرعية النهضة فضلوا تجنيب البلد مآسى لا نعلم إلى أين ستصل، وصار اتفاق وطنى لإنقاذ البلد، ونحن الآن فى المرحلة الأخيرة وهى الانتخابات.

■ متى ستجرى الانتخابات فى تونس؟

- فى 26 أكتوبرالمقبل ستتم البرلمانية، وفى 23 نوفمبر المقبل الانتخابات الرئاسية، ونتمنى أن يخرج فيها الشعب التونسى بقوة لانتخاب ممثليه لأنها ستكون مرحلة الاقتصاد المستديم وبناء استراتيجية تنموية فى تونس، وسينافس فى هذه الانتخابات جميع الأحزاب السياسية المتواجدة فى الساحة التونسية مثل النهضة، ونداء تونس، والجبهة الشعبية، والمسار، والمبادرة، والمؤتمر من أجل لجمهورية، وباقى الأحزاب، والشعب التونسى سيختار من يمثلوه فهو لديه الخبرة بما فيه الكفاية، ونتمنى لمن يمثلونه النجاح.

■ وبالنسبة للانتخابات الرئاسية، هل سيترشح المرزوقى؟

- الانتخابات الرئاسية سيتنافس فيها العديد من المرشحين، والشعب سيختار الشخصية الوطنية التى تحقق مصلحة الوطن قبل أى مصلحة حزبية أو خلفية سياسية، ونتمنى أن تكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ويكون رئيسا لكل تونس، وليس منتخبا من حزب، ولا أعلم إن كان المرزوقى سيترشح أم لا.

الحكومات ترحل والدولة تبقى، ولابد أن يكون لديها رؤية استراتيجية، ومن يضمن أن الحكومة المقبلة ستبقى خمس سنوات حتى لو كانت منتخبة، وهذه الاستراتيجية لتحقيق طموحات الشعب.

■ كيف ترى ما يحدث فى غزة؟

- شاركت فى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، ودعمنا وقف إطلاق النار، وما يحدث الآن فى غزة تعتبره تونس عمليات عدوانية، وإجرامية تقوم بها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى، وتونس طالبت كل القوى الفاعلة بإجبار إسرائيل على وقف هذا العدوان، ولا يمكن أن نقف مكتوفى الأيدى تجاه المأساة فى غزة حوالى 2000 قتيل نصفهم أبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، لذلك تونس تندد وبشدة بالعدوان الإسرائيلى ونرجو من المجتمع الدولى الضغط على إسرائيل وأن يجبرها على وقف إطلاق النار.

■ كيف ترى المبادرة المصرية؟

نحن نثمن ونساند المجهودات المصرية لوقف إطلاق النار،لأنه لا يمكن أن تتواصل الإبادة بهذه الطريقة، والبنية التحتية تهدمت فى غزة، وهذا شىء لا يمكن أن نقف أمامه كدول عربية مكتوفى الأيدى، لابد أن نحرك المجتمع الدولى حتى يحدث ضغوطات على إسرائيل لوقف العدوان، ونحن ندعم المبادرة المصرية لأن أى مبادرة من شأنها أن تبعد الدمار عن غزة، وتنقذ المئات من الشهداء الفلسطينيين، وهذه كانت ستصبح أكثر فاعلية لو كان فيها طلبات الأخوة فى فلسطين مثل رفع الحصار، وفتح المبادرة، وهم رفضوا المبادرة بسبب ذلك.

■ وماذا عن المبادرات الأخرى؟

- نحن مع أى مبادرة من شأنها أن توقف العدوان الإسرائيلى وتحقن الدم الفلسطينى، وكنا نتمنى نجاح المبادرة المصرية من البداية، لأنها لو نجحت لتجنبنا سقوط مئات الشهداء كما كنا نتمنى أن تكون المبادرة حاملة آمال الشعب الفلسطينى، خاصة فى غزة.

■ الجامعة العربية أعلنت عن وفد من وزراء الخارجية العرب سيزور غزة، فهل ستشارك؟

- بكل امتنان سنشارك فى الوفد، والجامعة العربية لم تطلب منى حتى الآن، وإذا طلبت فسنكون بجانب الجامعة العربية فى هذه المبادرة.

■ هناك ملف شائك مشترك مع مصر هو ليبيا، فكيف ترى الوضع فيها؟

- الوضع فى ليبيا محل انشغال وقلق كبير، خاصة لدول الجوار وهى: تونس والجزائر ومصر، لأن تداعياته عليها كبيرة، كما أن له تأثيرا على السودان وتشاد والنيجر لوجود حدود معها، لكن بدرجة أقل، ونحن فى تونس لدينا مليون و800 ألف ليبى وقد يصلون إلى مليونين.

■ هل أصبح الوضع فى ليبيا خطرا على المنطقة بأسرها؟

- إنه يمثل خطرا حقيقيا لكل بلدان المنطقة، خاصة فى تونس ومصر، فالاقتصاد والأمن يعانيان الهشاشة، والتداعيات فى ليبيا تؤثر بصورة سلبية كبيرة على تونس.

فى مصر تغلقون الحدود، لكن هنا مفتوحة، نحن نرحب بالإخوة الليبيين فى تونس، لكننا أبلغناهم بأن أى ليبى سيجعل منطلق تحركاته السياسية من تونس أو أى شىء يسىء للعلاقات بين تونس وليبيا أو يدخلنا فى الصراع الليبى فهذا أمر مرفوض، ومن يفعله يتحمل مسؤوليته، فنحن ضبطنا أشخاصا أرادوا تصدير الصراع الليبى لتونس، وقمنا بترحيلهم.

■ هل أثرت الأزمة الليبية على الاقتصاد التونسى؟

- الليبيون فى تونس مرحب بهم، لكن تداعياتهم على الاقتصاد كبيرة جدا، و20% من الشعب الموجود على الأراضى التونسية ليبيون، والاقتصاد التونسى مدعوم بصفة كبيرة، ونحن نعتبرهم أصدقاءنا وإخوتنا، لكن فى نفس الوقت وجودهم يتطلب تعاملا مع الحكومة الليبية حتى تساعدنا.

وستبدأ الدراسة قريبا، وهناك عشرات الآلاف من التلاميذ، وهذا عبء على تونس، ونريد دعما من ليبيا حتى نتمكن من بناء مدارس لهم، وتخصيص مدرسين إلى غير ذلك.

ونرحب بالإخوة الليبيين فى بلدهم الثانى تونس، لكن لا نحب أى ضرر لاقتصادنا بصورة كبيرة بوجود الليبيين، لأن هذا من شأنه أن يزيد من التضخم والعبء على الاقتصاد، وسنجرى اتفاقا أو حوارا مع الإخوة الليبيين حتى يساعدونا.

■ كيف ترى حل الأزمة فى ليبيا؟

- الحل لن يكون إلا سياسيا، ولا نتصور فى تونس أن يكون عسكريا، ومع الأسف اليوم فيه أطراف تريد أن تفرض الأمر الواقع بالقوة، وحسب المعلومات لدىَّ أن هذه المجموعة ليست لديها الأغلبية، ولن نتدخل فى شؤونهم الداخلية، لكن هذا لا يمنع أن نحاول مساعدة كل الأطراف داخل ليبيا للجلوس مع بعضها، وإجراء حوار ليبى- ليبى للوصول إلى حل سلمى، ونأمل أن يكون الحل السلمى هو السبيل الوحيد لاستقرار ليبيا، لأنه سيكون استقرارا لمصر وتونس كذلك.

وفى بداية شهر يوليو الماضىن عقدنا اجتماعا لدول الجوار فى ليبيا فى مدينة الحمامات، وشاركت فيه مصر وتونس والجزائر وتشاد والنيجر وليبيا، واتفقنا على إنشاء لجنتين إحداهما أمنية تنسقها الجزائر، وتكون مهمتها الأمور الأمنية، والتنسيق بين المخابرات والحدود فى دول الجوار، ولجنة سياسية تنسقها مصر، وهدفها حث كل الأطراف الليبية على الوصول إلى حوار وطنى ليبى- ليبى للوصول إلى حل سلمى، واجتمعوا فى القاهرة مؤخرا، وهناك توصيات من شأنها تشجيع الليبيين على الجلوس والوصول إلى حوار وطنى.

ونحن فى تونس ومصر نسعى إلى أن يحافظوا على السلامة الوطنية، ورغم كل الصعوبات، نعتقد أن الليبيين لديهم ما يكفى من الحكماء لإنقاذ بلدهم والوصول إلى حل سلمى للأزمة، فليس لدينا غرض غير الاستقرار والأمن للإخوة الليبيين.

■ وماذا عن الحل العسكرى؟

- هناك مئات من الفصائل العسكرية فى ليبيا، وبالتالى لا يمكن حسم الأمر عسكريا فى ليبيا، فلابد من الجلوس لحماية بلدهم ووجود حل سلمى من شأنه تجنب المآسى وضمان استقرار تونس وليبيا والجزائر.

■ هل أصبحت ليبيا مرتعا للإرهاب؟

- بطبيعة الحال عدم الاستقرار والفوضى والعنف فى ليبيا تولد أرضية خصبة لكل من يريد أن يستعمل العمليات لضرب الأنظمة والمؤسسات فى مصر والجزائر وتونس والدول العربية الأخرى.

■ ما الدور الذى يقوم به الاتحاد المغاربى؟

- له دور فاعل وكبير فى المنطقة، ودول المغرب العربى، وجميعها لديها وزنها، ترغب فى وجود حل سلمى للأزمة الليبية، ونحن اجتمعنا فى طرابلس، وقمنا بحث الليبيين على وجود حل سلمى، وسنواصل هذه المجهودات.

■ هل فشلت الجامعة العربية فى حل الأزمات، وكيف ترى دورها؟

- من قراءتنا الأوضاع، ومن محادثتى مع الليبيين من أصحاب القرار وغيرهم، فهم يحبذون أن تأخذ دول الجوار المسؤولية الكبرى، لأنهم يؤمنون بأنها معنية بما يجرى، وستعمل على استقرار ليبيا، وهذا لا يمنع الجامعة العربية من أن تدعم مسؤوليات دول الجوار التى هى بالطبع عربية.

والجامعة العربية كأداة نجحت كثيرا فى ملفات وفشلت فى أخرى، ونتمنى أن تكون أكثر فعالية، وتكون مثل الاتحاد الأفريقى، وأن تستمر فى التنسيق والتشاور، وعدم اختلاف المبادئ، وتكون أكثر نفوذا فى القرارات، وحل المشاكل العربية.

■ متى نرى جيشا عربيا موحدا تحت مظلة الجامعة العربية؟

- فى الحقيقة جيش عربى موحد حلم بعيد عن الواقع، لكن أملنا أن يأتى يوم نرى فيه توحد الدول العربية، ويتشكل جيش عربى يحمينا من التدخلات الأجنبية فى بلادنا.

■ ما سبل حل الأزمة السورية المشتعلة؟

- الوضع فى سوريا مأساوى إلى أبعد الحدود، نحن مع الشعب فى تطلعاته إلى الديمقراطية والحرية، وفى نفس الوقت ضد التدخل الأجنبى، وكنا من قبل نساند مجهودات الأخضر الإبراهيمى، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، وكنا نتمنى أن تنتج جنيف 2 حلا سياسيا وسلميا وهو التفاوض، ولم نفقد الأمل حتى الآن، لأن الحل السلمى هو الوحيد لحسم المعركة، ولا يمكن الحل العسكرى، فالأمور متشابكة ومعقدة تعقيدا كبيرا.

■ بعد انتخاب الرئيس السورى بشار الأسد من جديد هل تتجه سوريا إلى التقسيم؟

- بعد 3 أو 4 سنوات النظام السورى والمعارضة قائمان، وهناك قتل ودمار إلى متى سيتواصل؟ علينا أن نجد أرضية ليجلسا معا للحوار ولا نفقد الأمل، والانتخابات التى تمت كانت لمجموعة تساند الأسد.

■ هل توافق على التقسيم كحل لإنهاء الأزمة؟

- لسنا مع التقسيم، فالدول العربية مقسمة بطبيعتها، وليس هناك خيار سوى الحل السلمى.

■ هل تحولت ثورات الربيع العربى إلى خريف أم نجح الغرب فى تحويل مسارها واستغلالها؟

- لن أتحدث عن الدول العربية الأخرى، فنحن فى تونس لدينا تجربة خاصة كنا نعتبرها نجحت، لأن الخيار الذى اتخذناه وطنيا وهو الحوار، كانت فيه تجاذبات سياسية عنيفة من كل الأطراف، لكن لم نصل للعنف، فالشعب التونسى له خصوصيته، فهو لا يميل إلى العنف،ولا يحب المشاكل، ولدينا مؤسسات قوية، ومجتمع مدنى قوى ومثقفون،ومتعلمون، وتجربتنا حظيت بتعاطف دولى وإقليمى كبير جدا، وتجربتنا يضرب بها المثل فى كل الأوساط، وعندما قابلت وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الأسبوع الماضى، قال لى: «تونس هى المنارة الوحيدة فى المنطقة التى نجحت تجربتها الديمقراطية فى المسار الانتقالى»، ومصر لديها خصوصيتها، وإن شاء الله تنجح فيها.

■ ما تقييمك لما يحدث فى العراق.. وكيف ترى تنظيم داعش وخطورته على المنطقة؟

- الوضع فى العراق خطير جدا، لأن بغداد منقسمة إلى أطراف شيعية وداعش والأكراد فى منطقة أخرى.

■ هل ترى أن داعش هم السنة فى العراق؟

- بطبيعة الحال على حد علمنا هى تحالفت مع المناطق السنية فى المنطقة ما بين بغداد وكردستان، وأصبحت تحت سيطرتها، لأن النظام فى بغداد الذى سيطر عليه التيار الشيعى لم يراع الجانب السنى على حد قول كلام البقية العراقية.

■ «داعش» هددت بدخول دول عربية مثل السعودية والكويت، فكيف ترى ذلك؟

- أتصور «داعش» كقوة فى العراق، وفى الوقت الحاضر غير وارد، ولا يمكن دخولها أى دولة عربية، لأنه ليس لديها القوة الكافية، فهى تحتاج إلى مئات الآلاف من الجنود لدخول أى دولة.

■ الولايات المتحدة وجهت ضربات بالطيران لداعش.. فما تقييمك للتدخل الأمريكى فى العراق مجددا؟

- أمريكا ضربت «داعش» بالطائرات للحد من توجه التنظيم إلى أربيل وشمال العراق لخوفها من السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالموارد البترولية والأموال.

■ يعنى ذلك أن أمريكا تتدخل من أجل مصالحها الخاصة؟

- أمريكا بطبيعة الحال لا تتدخل إلا من أجل مصالحها ومصالح أصدقائها.

■ كيف تقرأ الدور الإيرانى فى المنطقة؟

- اختلافا عن بعض الدول الأخرى نعتبر أن طهران ليس لدينا مشكلة معها وعلاقتنا بها متواضعة فى إطار الاحترام، وحتى العلاقات التجارية متواضعة، وليس لدينا مشاكل إقليمية، إيران لها وزنها الإقليمى فى المنطقة، والمفروض أن تكون علاقتنا طيبة مع كل الدول التى لها تأثير على الوضع الإقليمى لبلداننا.

■ ما الرسالة التى توجهها إلى المواطن العربى؟

- نرجو ونتمنى أن تنتهى المآسى التى تمر بها الدول العربية فى أقرب وقت، لأننا مللنا منها وتعبتنا سياسيا واقتصاديا وأمنيا، ونتمنى أن ننسى هذه الخلافات، ونشق طريق النمو الاقتصادى، حتى نلتحق بالبلدان التى عملت نقلة اقتصادية، كفانا صراعات دموية رجعتنا للوراء، وحان وقت العمل، والاستقرار، حتى يحقق شعبنا العربى طموحاته، وحقه فى الديمقراطية، والرفاهية، والازدهار.

■ فى نهاية الحديث هل تريد توجيه رسالة لأحد؟

- نعم أن تكون العلاقات المصرية التونسية على أعلى مستوى، فهناك رغبة حقيقية، وقوية لبناء وتعزيز العلاقات مع مصر على أعلى مستوى من علاقة عادية إلى استراتيجية، وحميمية، فمصر وتونس تواجهان نفس التحديات، ويجب أن تكون علاقتنا طيبة حتى نواجه التحديات الأمنية والاقتصادية معا. كما أن الدبلوماسية التونسية على علاقة جيدة مع كل الدول الشقيقة، خاصة السعودية والإمارات والكويت وكل دول الخليج فى إطار الاحترام المتبادل، والمصلحة المشتركة، وفى إطار عدم التدخل فى الشؤون الداخلية، وأستغل هذه الفرصة وأوجه الدعوة عبر «المصرى اليوم»، لوزير الخارجية المصرى لزيارة تونس لتفعيل هذه الرغبة والإرادة السياسية لتحسين العلاقات مع مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية