تشهد مستحضرات التجميل الطبيعية ازدهاراً كبيراً في الوقت الحالي، حيث إنها تَعد بالعناية بالبشرة بمواد فعالة مستخلصة من نباتات ومواد طبيعية بعيداً عن المستحضرات الكيميائية، ولكن في بعض الأحيان يكون هذا الوعد زائفاً، حيث تحتوي هذه المستحضرات على إضافات اصطناعية ذات آثار جانبية أو تنطوي على مخاطر صحية.
وقال خبير التجميل الألماني، مارتن روبمان، إن شركات مستحضرات التجميل تروج لمنتجاتها الطبيعية بأنها مستخلصة من مواد نباتية، وتخلو من أي مستحضرات كيميائية، مثل المواد العطرية والمواد الحافظة، والتي يمكن أن تترسب في الجسم، وكذلك المواد الخام والمستحلبات المستخلصة من النفط، والتي يُشتبه في أنها تُصيب البشرة بالجفاف والتشقق.
وتؤكد طبيبة الأمراض الجلدية الألمانية «أوتا شلوسبيرجر» أن القوانين المتعلقة بالعقاقير الطبية لا تحدد كمية معينة من هذه المواد النباتية في المستحضرات الطبيعية، لذا توجد بالطبع بعض المنتجات التي يتم الترويج لها على أنها طبيعية، في حين أنها تحتوي على مواد عطرية أو مواد حافظة، إلى جانب القليل من المواد الفعالة النباتية، وبالتالي تنطوي هذه المنتجات هي الأخرى على بعض المخاطر الصحية، حيث إن المواد العطرية والمواد الحافظة يمكن أن تتسبب في ظهور استجابات تحسسية شديدة على البشرة مثل الإكزيما.
ولذلك شددت الطبيبة الألمانية على أهمية عدم الانسياق وراء الدعاية وإلقاء نظرة فاحصة على مكونات المنتج من أجل التفرقة بين مستحضرات التجميل الطبيعية والزائفة، موضحة أن المنتجات الحقيقية هي التي تعتمد على مواد خام مستخلصة من نباتات تمت زراعتها وفقاً لمعايير وضوابط بيولوجية محددة.
وإلى جانب المواد الحافظة الطبيعية يجوز أن تحتوي المستحضرات الطبيعية على مواد فعالة مطابقة للمواد الطبيعية، وهو ما يمكن التحقق منه من خلال الختم الدولي NaTrue، والذي يضمن للمستهلك أن مستحضر التجميل يعتمد بالفعل على مواد طبيعية حقيقية.
وأوضح خبير التجميل الألماني «روبمان» أن مزايا المستحضرات الطبيعية لا تقتصر فقط على استخدام المواد الطبيعية بدلاً من المواد الكيميائية، فبخلاف الفيتامينات المصنعة في المختبرات تحتوي الخلاصات الطبيعية دائماً على توليفة من الفيتامينات، التي تمتصها البشرة بشكل عام على نحو أفضل.
وأشار طبيب الأمراض الجلدية الألماني «هايكو جريمه» إلى أن تأثير المواد الفعالة النباتية يكون عالياً جداً، إذا كانت تعمل على حماية البشرة من المؤثرات البيئية، إذ إن الكثير من النباتات يتمتع بآليات حماية فعالة للغاية ضد البكتيريا وأشعة الشمس وما يعرف باسم الجذور الحرة التي تدمر خلايا البشرة وتُعجّل بتقدم البشرة في العمر وظهور التجاعيد عليها.
ومع ذلك حذر «جريمه» من أن المواد الطبيعية لا تخلو هي الأخرى من العيوب، حيث إنها تشكل خطراً على مرضى الحساسية بصفة خاصة، إذ إن معظم حالات الحساسية ترجع إلى مسببات طبيعية، لذا يتعين على المرأة تجربة كلا النوعين من المستحضرات الطبيعية والكيميائية لاختيار النوعية التي يمكن لبشرتها تحملها على نحو أفضل.