x

سمير فريد عن سعيد صالح والدور الثانى والسجن بين المعارضة والحشيش سمير فريد الإثنين 11-08-2014 22:17


وصلتنى الرسالة التالية من الدكتور يحيى نور الدين طراف، وهو نموذج للطبيب المثقف الذى يهتم بالشأن العام، فضلاً عن دقته فى القراءة، وعذوبة أسلوبه فى الكتابة. وتستكمل الرسالة مقالنا عن سعيد صالح الذى نُشر فى عدد أمس الأول، وتصحيح بعض المعلومات، وفيما يلى النص الكامل:

«ذكرت فى مقالك (سعيد الذى أسعد الملايين)، عن الراحل سعيد صالح، أنه وإن قيل عنه إنه من ممثلى الدور الثانى، فإن فن التمثيل لا علاقة له بحجم الأدوار، وكما أن هناك نجوماً فى الأدوار الأولى، فهناك نجوم فى الأدوار الثانية، بل فى أدوار عابرة، وضربت مثلاً فى هذا الصدد بفوز مونتجمرى كلنت بالأوسكار عن دور لم يستغرق دقائق فى فيلم (محاكمات نورمبرج) عام 1966.

ولكم أراك محقاً فى هذا الشأن، وليت شباب الفنانين يعلمون. فالدور الأول ليس هو التطور الطبيعى للدور الثانى كما يظن معظمهم، ولربما برع ممثل فى الأدوار الثانية، وأخفق بجدارة فى أدوار البطولة. لقد كان العظيم استيفان روستى من ممثلى الدور الثانى الذين ذكرتهم، ولم يُؤْثر عنه تطلعه للدور الأول، ومازالت مشاهده العبقرية على الشاشة الفضية تطاول مشاهد أبطال أفلامه على قصرها، وتثير الإعجاب وتحوز الانتباه وكأن المرء يراها لأول مرة.. كذلك عبدالفتاح القصرى كان له وجود متميز، سهل ممتنع لا غنى عنه، ولم يشعر مرة واحدة أو يشعر المشاهد أنه كان عليه أن يكمل مشوار الصعود لتوسد الأدوار الأولى، فهو كان على القمة فى أدواره الثانية واستيفان روستى، وكوكبة النجوم الآخرين الذين أثروا السينما المصرية وأمتعوا مشاهديها ومازالوا يمتعونهم بأدوارهم الثانية التى التزموها طوال حياتهم الفنية، فخلّدتهم فى تاريخ السينما المصرية.

وأحب أن أضيف هنا أن كثيراً من ممثلى اليوم، ممن وقعوا فريسة للتصور الخاطئ أن البطولة المطلقة هى المنتهى، وأنها الغاية المنشودة، قد ظلموا أنفسهم، فقد كانوا أكثر تألقاً من قبل فى أدوارهم الثانية، وكانت أفلامهم آنذاك أكثر نجاحاً لأنها كانت نتاج عمل فريق قنع كل من فيه بدوره.

وأخيراً ذكرت أن مقولة سعيد صالح التى تسببت فى سجنه، وهى (أمى اتجوزت ثلاث مرات، الأول وكلنا المش، والثانى علمنا الغش، والثالث لا بيهش ولا بينش) فى إشارة لرؤساء مصر عبدالناصر والسادات ومبارك، إنما قالها عام 1994 فى مسرحية (لعبة اسمها الفلوس) ولما كنت أظننى قد سمعت تلك العبارة تتردد قبل عام 1994، فقد بحثت فى الأمر فوجدت أن الفقيد قد ارتجلها فعلاً فى مسرحية (لعبة اسمها الفلوس)، لكن كان ذلك عام 1983، وقد حوله النظام آنذاك للمحاكمة، وحكم عليه المستشار راغب سامى صالح بالسجن ستة أشهر. واعتبر سعيد صالح منذ ذلك الحين معارضاً للنظام، وفى عام 1991 سُجن بتهمة تعاطى الحشيش ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة، ثم سُجن عاماً بنفس التهمة عام 1996، وعزا الفقيد ذلك لاضطهاد الدولة له بسبب (طول لسانه)، وقال إن الدولة لو كانت جادة فى حبس متعاطى الحشيش لدخل نصف الفنانين السجن. رحم الله سعيد صالح وألهم أسرته الصبر».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية