x

باحث إسرائيلي: أغاني عدوية و«شعبولا» صرخة البسطاء ضد النخبة الثقافية

الإثنين 11-08-2014 18:32 | كتب: محمد البحيري |
شعبان شعبان تصوير : other

قال باحث إسرائيلي إن الأغنية الشعبية وعبارات الكراهية التي يرددها الكثيرون في كل من مصر وإسرائيل، تعبر عن احتجاج اجتماعي وسياسي من طبقة البسطاء ضد الحكومة والنخبة الثقافية.

وأوضح الباحث الإسرائيلي المتخصص في الثقافة والسينما المصرية ايل ساجي بيزاوي، في تقرير مطول بصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن عبارة «أنا باكره إسرائيل» التي يرددها المصريون منذ أن قالها المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، وعبارة «الموت للعرب» التي يرددها الكثير من الإسرائيليين بعد أن أطلقها مشجعو نادي بيتار القدس لكرة القدم، تعبر في الحقيقة عن صرخة احتجاج ضد حكومتي الدولتين والنخبة التي لا تنظر غالبا إلى مثل هؤلاء البسطاء.

وأضاف الباحث الإسرائيلي أن أغنية المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم «أنا باكره إسرائيل»، التي أطلقها عام 2000 عقب أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية، لم تعد تعبيرا عن موقف المواطنين المصريين البسطاء فقط من إسرائيل، وإنما باتت تعبر عن صرخة تحدي واحتجاج ضد النخبة الحاكمة والنخبة الثقافية المنعزلة عن بقية الشعب أيضا.

وقال إن وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1970 كانت بمثابة وفاة العصر الذهبي للثقافة في مصر، مشيرا إلى أن في عهد عبدالناصر كانت هناك أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، وغيرهم من عظماء الموسيقى المصرية الذين ماتوا خلال سبعينيات القرن العشرين.

وبحسب بيزاوي، نشأ فراغ ثقافي كبير، بعد وفاة عبدالناصر، تزامن مع تغيرات اجتماعية وسياسية، ومع دخول الكاسيت إلى سوق الموسيقى، وإمكانية الانتاج المستقل، مما أدى إل نشأة ظواهر مختلفة تماما، كان أبرزها ما عرف بعد ذلك باسم «ثقافة الكاسيت» التي اجتاحت المناطق الشعبية. ولفت إلى أن ذلك تكرر في بريطانيا وجامايكا والجزائر وإسرائيل ايضا.

وقال إن هذا النوع من الموسيقى الشعبية بات يعبر عن طبقة العمال، ويستقى مصادره من التراث الموسيقي المحلي المعتاد في القرى والأحياء الشعبية بمصر. ولكنه أيضا استقى من حالة الدمج التي وقعت بين الموسيقى الكلاسيكية العربية التي تطورت في المدن الكبرى وموسيقى البوب الغربي.

وأضاف أنه حتى على مستوى الآلات الموسيقية، تضم فرق الموسيقى الشعبية آلات تقليدية مثل الناي والطبلة والعود والمزمار، وتضم كذلك آلات موسيقية إليكترونية حديثة. ويتميز هذا النوع من الغناء الشعبي بميزتين بارزتين، أولاهما هو الغناء باللهجة العامية، وثانيهما سيطرة النبرة الاحتجاجية والانتقادية على محتوى الأغاني.

ووصف الباحث الإسرائيلي الفنان أحمد عدوية بأنه المطرب الشعبي الأول الذي اصبح قدوة ومثالا يحتذى لكل من أتى بعده في عالم الغناء الشعبي، مشيرا إلى أنه كان يعمل «قهوجيا» وكان يغني في الأفراح والمناسبات الاحتفالية الشعبية في شوارع القاهرة.

وفي أواخر ستينات القرن العشرين بدأ عدوية في الظهور بحفلات الزفاف الخاصة بالأثرياء، حتى بلغ شهرته في كل ربوع مصر بأغنيته «زحمة يا دنيا زحمة» عام 1972.

ولفت إلى أن عدوية باع في العام الأول مليون نسخة من شريطه الجديد، وفي الخمس سنوات التالية باع 5 ملايين نسخة من شريطه في أنحاء العالم العربي.

وأكد الباحث الإسرائيلي أن الأغاني الشعبية المصرية تناولت هموم المواطن المصري البسيط ومشاكله اليومية، بما يتضمن ذلك من احتجاجات اجتماعية وسياسية.

وقال إنه في الوقت الذي شهدت فيه مصر جدلا بين النخبة حول جواز الكتابة بلغة عامية، أم ضرورة الاقتصار على اللغة الفصحى، جاء عدوية لينسف ذلك كله، ليس عبر الغناء بلغة عامية فقط، وإنما بلهجة شعبية متدنية، وهو الأمر الذي لم يكن يخطر أبدا على بال أم كلثوم.

وأشار إلى أن ظهور عدوية اثار سخط النخبة في مصر، والذين اتهموه بافساد الثقافة والنزول بالذوق الشعبي إلى الحضيض، وقال إن ذلك تكرر مع شعبان عبدالرحيم أيضا.

ويرى بيزاوي أن مثل هذه الأغاني الشعبية، حتى بما فيها من عبارات مثل «أنا باكره إسرائيل»، والأغاني الشعبية في إسرائيل، والتي باتت تعرف بعد ذلك باسم «الموسيقى الشرقية» أو «موسيقى البحر المتوسط»، وكذلك العبارات العنصرية التي يرددها الإسرائيليون مثل «الموت للعرب»، كلها تصب – برأيه – في خانة الاحتجاج الشعبي الذي يلجأ إليه البسطاء والمهمشين كي تصل أصواتهم إلى النخبتين الحاكمة والثقافية، في مصر وإسرائيل، كي ينتبهوا إليهم وإلى مشاكلهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية