x

تقرير إسرائيلي يرصد 7 تحديات أمام السيسي: عليه مواجهتها إذا أراد إكمال مدة رئاسته

الأحد 10-08-2014 18:15 | كتب: أحمد بلال |
السيسي يدشن مشروع تنمية محور قناة السويس السيسي يدشن مشروع تنمية محور قناة السويس تصوير : other

قال تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إن الهالة التي تحيط بالرئيس عبدالفتاح السيسي لم تعرفها مصر منذ عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وأضاف التقرير أن السيسي عليه أن يواجه 7 تحديات على الأقل إذا قرر إكمال فترة رئاسته على خلاف من سبقه، وأكد التقرير الذي اعتمد على تحليل مناقشات الشباب المصري على شبكات التواصل الاجتماعي أن الغالبية المطلقة تؤيد السيسي وترى أن نجاحه هو نجاح للثورة، رغم أن هناك البعض الذي يرى أن وصوله للسلطة هو «سرقة للثورة».

وقال التقرير إنه «مع انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسًا لمصر، انتهى الجدل الذي استمر وقتًا طويلًا، حول ما إذا كان ما جرى في 30 يونيو وأدى إلى الإطاحة بمحمد مرسي ثورة أم انقلابًا»، مضيفًا أن «مصير رؤساء مصر في الستين عامًا الأخيرة كان قاتمًا: ناصر مات بأزمة قلبية، السادات قُتل، والرئيسين الأخيرين، مبارك ومرسي في السجن».

ورأى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الذي يترأسه رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية السابق، الجنرال عاموس يادلين، أن السيسي واجه 3 تحديات خلال الشهور التسع التي سبقت الانتخابات الرئاسية، هي «استبدال شعار الرئيس المعزول (مرسي) من (الإسلام هو الحل) إلى (الأمن هو الحل)، سن قانون ضد التظاهر وجعل جماعة الإخوان المسلمين خارج القانون، إضافة إلى إجراء استفتاء في يناير 2014 لمنح شرعية لسياساته هذه»، بحسب تقرير المعهد.

وتابع التقرير: «وعلى الرغم من ذلك فإن شعبية الرئيس المنتخب في ذروتها، والحديث على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر يسمح لنا بأن نفهم عن أمور مثل ما هي صورة الرئيس الجديد، ولماذا اختار المصريون بعد نحو أربع سنوات من الثورة رجل من الجيش كرئيس؟، وما هي التحديات التي تواجهه؟، وما هي فرص نجاحه وفرص اندلاع ثورة ثالثة؟».

ورأى التقرير أنه «من خلال المناقشات (على شبكات التواصل الاجتماعي) في مصر يتضح أن هناك استعداد لدعمه من أجل استعادة الاستقرار حتى ولو كان القمع ثمنًا لذلك، 3 سنوات من الثورة والمظاهرات حطمت الطبقة الوسطى والاقتصاد المصري، الجمهور (المصري) يريد العمل وإحضار الطعام لبيته، ويريدون تعليم أبنائهم، يريدون الأمن ووقف الفوضى، لذلك فهناك من يقول: (الدولة تحتاج أن تُحكم بواسطة رجل قوي قادر على استعادة القانون والنظام)».

وأشار التقرير إلى أن «السيسي أعلن أنه لا وجود للإخوان في عصره، ووعد بمحاربة الإرهاب والجريمة وتحقيق الاستقرار، وأعلن أيضًا: (أنا أؤمن بالعمل الجاد). هناك هالة شخصية حوله لم تظهر في مصر منذ عهد ناصر، النساء يقبلن صوره ويبكين، ويوجد الآن في مصر ملابس ونظارات ومجوهرات تحمل صوره، ومن جانب آخر، يتخوف منه ليس فقط الإخوان المسلمين وإنما أيضًا ليبراليون، علمانيون، شباب ثورة، ومهتمون بالديمقراطية وحقوق الإنسان»، إلى جانب ذلك، يقول التقرير إن «البعض (أيضًا) يرى فيه ديكتاتورا وفرعونا وقمعيا، يبدو أن هناك فجوة كبيرة جدًا بين الواقع وبين صورة السيسي وبناء على هذا يطرح السؤال هل عظم التوقعات ستتحول إلى خيبة أمل كبيرة؟».

ويتطرق التقرير إلى الواقع الذي يتوجب على السيسي مواجهته قائلًا: «اعتصامات عمالية، انقطاع كهرباء، أزمة طاقة وغاز، نسبة بطالة مرتفعة، الطبقة الوسطى في انهيار، طلاب يقتلون في الجامعات، ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أسعار المياه المعدنية أصبحت أعلى من الوقود، والسياحة في انهيار، إرهاب من الداخل والخارج، انقسام في البلاد وتحولها إلى ما يشبه برميل من الديناميت، هذا جزء من الواقع الذي يجب على الرئيس الجديد أن يواجهه إذا أراد أن ينهي فترة رئاسته، خلافا لمن سبقه».

ويرى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن السيسي إذا أراد أن ينجح وينفذ وعوده سيكون لزامًا عليه تطبيق إصلاحات حقيقية في 7 مجالات على الأقل: «1- الاقتصاد: سيتوجب عليه اتباع سياسة اقتصادية تؤدي إلى إصلاحات حقيقة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، تنتج ازدهارا اقتصاديا وتخلق فرص عمل.

2- التشريع: سن قوانين لإصلاح في مؤسسات وخدمات الدولة.

3- الفساد: لجم الفساد في أجهزة الدولة».

وأضاف: «4- أجهزة الشرطة والأمن: إصلاح وتطوير أجهزة الشرطة والأمن بهدف تحويلها إلى أجهزة فعالة في حربها ضد الجريمة والإرهاب.

5- المالية: إدارة الدولة من خلال العمل على تقليص العجز قدر الإمكان، تسديد الديّن القومي، وإصلاح الدعم.

6- جهاز القضاء: تطبيق إصلاحات في جهاز القضاء بهدف إعادة الثقة بهذا الجهاز، وكي يعمل بشكل ناجع. فبدون جهاز قضائي صادق لن تكون هناك استثمارات أجنبية.

7- السياحة: إعادة السياحة للبلاد التي تواجه مشكلة صعبة تتمثل في الإرهاب من الداخل والخارج».

وأوضح التقرير أنه: «لتحقيق هذه الإصلاحات سيتوجب على السيسي أن يجعل مصر مستقرة، وكي تكون مستقرة سيكون عليه أن يصل إلى توافق اجتماعي- سياسي، وبدونه لن يحدث استقرار في مصر ولن يكون هناك أمن، ومن دون الأمن لن تكون هناك استثمارات أجنبية، ومن دون الاستثمارات الأجنبية لن يكون هناك غذاء لسكان هذا البلد».

ورأى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن «هناك عاملان أساسيان اليوم مسؤولان عن عدم الاستقرار في مصر: الشباب الثوري والإخوان المسلمين. وعلى الأقل، مع أحدهم سيتوجب على السيسي أن يصل إلى صفقة أو تسوية سياسية، كي يضمن استقرار مصر، وحتى اليوم كلا الخيارين يبدو صعب التحقيق»، وأضاف: «السيسي يؤمن فقط بالحل الأمني لمشكلة الإخوان المسلمين بدلًا من الحل السياسي، وهناك صعوبة للتوصل إلى حل لهذه المشكلة في الإطار الزمني الذي حدده لنفسه (عامين) بينما هناك حرب على الإرهاب».

وقال التقرير إن «أي محاولة للتساهل أو استخدام وسائل قديمة أو الحفاظ على الوضع الراهن ستؤدي إلى الفشل.. أنصاف الحلول أو الحلول المؤقتة لن تكون كافية بسبب الوضع الاجتماعي- الاقتصادي الموجودة فيه مصر منذ 3 سنوات ونصف ما بعد الثورة الأولى».

وأضاف التقرير أن «فشل السيسي سيؤدي إلى إنهاء حياته السياسية القصيرة ونهاية الأسطورة التي تقول إن رجال الجيش فقط هم الذين يستطيعون حكم مصر، هذه الأسطورة سترقد بسلام (تموت) بجانب أسطورة أن الإسلام هو الحل».

وأشار التقرير إلى أنه وبناء على الأفكار التي يتم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعية، فإن فشل «النموذج الديني» و«النموذج العسكري» سيؤدي بالجمهور المصري إلى أن يبحث عن بدائل مدنية من الممكن أن تنجح في تشكيل الديمقراطية وأن تصل بمصر إلى القرن الـ21.

ولفت إلى أن «الغالبية المطلقة على شبكات التواصل الاجتماعي تشير إلى أنها ستفرح بنجاح السيسي وسيرون في ذلك نجاح للثورة، ومع ذلك فإن معظم صناع الرأي على هذه الشبكات يقولون إن نجاح السيسي سيكون بمثابة (معجزة)».

وأكد التقرير أن «هناك من يبارك استعادة الاستقرار والنظام لمصر وهناك من هو حزين ومحبط مما يقولون إنه (سرقة للثورة)، من الأفضل التروي، ففي الربيع كان هناك ثورة، والشتاء جلب مع الإسلام السياسي، والصيف أعاد الجنرالات، المسيرة مازالت في بدايتها وكما تتغير فصول السنة يتغير الواقع في مصر. ومهما يكن الأمر، سواء نجاح أو فشل فإن مصر ستستمر متجهة للمرحلة المقبلة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية