x

حمدي رزق بيزنس المصالحة مع الإخوان حمدي رزق الأحد 10-08-2014 21:51


هذه الرسالة من الصديق مجدى خليل.

تلقيت بعد أن هدأ الأمريكيون من تأثيرات أحداث 11 سبتمبر، بدأ التفكير فى مسألتين تخص العالم الإسلامى، الأولى إصلاح الخطاب الإسلامى لكى يكون متوافقاً مع القيم العالمية المعاصرة، والأخرى مشاركة ما يسمى الإسلامى المعتدل فى الحكم لكى يستوعب ظاهرة التطرف والإرهاب.

وفى حين أن مسألة الإصلاح الدينى تنافست عليها منظمات المجتمع المدنى التى عقدت المؤتمرات وأصدرت البيانات وناقشت المقررات وطبعت الكتب، بتمويل من الغرب وانتهى إلى لا شىء تقريبا، فإن المسألة الأكثر خطورة، وهى المشاركة فى الحكم، رعتها دول وجماعات تسعى وترتب وتخطط لكى تقفز على الحكم، وبالتحديد دولتى تركيا وقطر وتنظيم الإخوان الدولى.

شاهدت ومنذ عام 2003 بنفسى بيزنس كبيراً نما وترعرع فى واشنطن، بيزنس مشاركة الإسلاميين فى الحكم، كل باحث عربى يسعى للشهرة والمال بأى ثمن من الموجودين فى أمريكا وأوروبا تم استقطابهم للعمل فى هذا المشروع، رأينا عددًا كبيرًا من المؤتمرات فى الجامعات الأمريكية والأوروبية، رأينا مراكز أبحاث أمريكية تم ضخ الملايين بها، ورأينا جماعات ضغط وشركات علاقات عامة فى أمريكا ينفق عليها عشرات الملايين للترويج لهذه المشاركة.

رأينا الأموال تلعب فى أيدى هؤلاء الباحثين والنشطاء الذين قبلوا المشاركة فى ترويج المشاركة، رأينا الرحلات المكوكية لهؤلاء من الدوحة إلى واشنطن ولندن وباريس ومدريد وباريس وبروكسل والعكس، رأينا مئات الأبحاث والمقالات والفعاليات التى تتناول مشاركة الإسلاميين فى الحكم.. رأينا كل هذا وأكثر.

وجاء الربيع العربى، ورأينا صعود الإخوان، وانكسارهم فى مصر، وخروجهم من الصورة، بل ومن التاريخ يوما بعد يوم، عند هذا الحد بدأ التنظيم الدولى ومن وراءه الدول الداعمة يفكر جديا فى إنقاذ إخوانه، فبدأ تمويل ما يسمى مبادرات المصالحة من أجل عودة الإخوان فى مصر، بيزنس كبير، عشرات الملايين من الدولارات تنفق فى هذا الاتجاه فى مصر والمنطقة العربية وفى واشنطن، ولهذا لا تستغربوا أن يخرج علينا كل يوم شخص ما بمبادرة جديدة، ولا تستغربوا مئات المقالات والأحاديث التليفزيونية التى تتحدث عن أهمية المصالحة لمصر لوقف نزيف الدم، أو هؤلاء الذين يتحدثون عن التصالح مع الشخصيات الإخوانية التى لم تتورط فى العنف أو مع شباب الإخوان، وكأن هؤلاء ليسوا إخوانا يؤمنون بالمشروع الإخوانى وأقسموا على السمع والطاعة.

ستتطور المبادرات إلى مؤتمرات للمصالحة وستظهر وساطات من بعض الدول، كل هذا ممول من حلفاء الإخوان ولمصلحة الإخوان وبإيهام كاذب يصور لمن فى الحكم أن الشعب المصرى يرغب فى المصالحة. باختصار هذه المصالحة هى لإنقاذ الإخوان وإغراق مصر، فهل يقبل أى مصرى وطنى بهذا الدور أو الموافقة عليه؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية