ينافس مرشحان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية الجارية، الأحد، لكنهما يواجهان مهمة صعبة جدا في إحداث تأثير على نتيجة التصويت.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن أبرز مرشح للمعارضة أكمل الدين إحسان أوغلي، الرئيس السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، سيحل بفارق كبير جدا خلف أردوغان.
أما مرشح الأقلية الكردية النائب صلاح الدين دمرتاش فسيواجه صعوبة كبرى في تحقيق نتيجة جيدة تتجاوز العشرة بالمئة، لكن إذا حصل ذلك فإنه سيعتبر اختراقا لسياسي كردي على الساحة الوطنية.
في ما يلي نبذة عن منافسي اردوغان:
- تعيين إحسان أوغلي مرشحا من قبل حزبي المعارضة العلمانية أثار جدلا كبيرا لأنه، على غرار أرودغان، مسلم ملتزم. لكنه تعهد باحترام أسس تركيا العلمانية الحديثة.
وإحسان أوغلي نجل رجل دين تركي أقام في المنفى في مصر، ولد في القاهرة وهو ما كان موضع استهزاء من أردوغان خلال الحملة الانتخابية حيث وصفه بالمرشح «المستورد».
وإحسان أوغلي (70 عاما) يجيد عدة لغات لكنه يبدو بعيدا عن واقع السياسة التركية التي أصبح أردوغان خبيرا في خفاياها.
وفيما شارك أردوغان في عشرات التجمعات الانتخابية في أنحاء البلاد، فضل إحسان اوغلي عقد مؤتمرات صحفية ولقاء المواطنين العاديين في الشارع.
وترشيحه لا يقدم رؤية مختلفة كثيرا لمستقبل تركيا لكنها مختلفة عن رؤية أردوغان.
وفيما يريد أردوغان أن يكون الرئيس التركي شخصية سياسية قوية، شدد إحسان أوغلي على أن الرئيس يجب أن يكون فوق اعتبارات السياسة وليس تابعا لأي حزب.
وقال إحسان أوغلي في مقاربة قبل بدء الانتخابات «ما دفعني أن أوافق على الترشح هو أن تركيا اليوم تتجه نحو بيئة فوضوية منقسمة غير موحدة».
وقد انتقد أردوغان عدة مرات إحسان أوغلي خلال التجمعات الانتخابية لكن أوغلي رفض الرد وتحدث في غالب الأحيان بلهجة هادئة جدا.
أما مرشح الأقلية الكردية النائب صلاح الدين دمرتاش، المحامي البالغ من العمر 41 عاما، فيتوقع ألا يسمح له خطابه اليساري المؤيد للحريات، بالتأثير كثيرا خارج إطار هذه الأقلية التي تضم 15 مليون شخص.
ودمرتاش الذي ولد في دياربكر، أبرز مدينة كردية في تركيا، محام وسيحاول جاهدا تحقيق نسبة تفوق 10% من الأصوات لكنه لفت الانتباه إثر حملته النشطة.
ويتمتع بالكاريزما وقد حاول خلال التجمعات الانتخابية توسيع قاعدة الدعم له واستمالة، ليس فقط الأكراد، وإنما كل الأتراك الذين سئموا من هيمنة أردوغان على السلطة.
وبعدما ركز على سياسات اشتراكية الأسس، حاول جاهدا أن يوضح أنه مرشح كل الأتراك وليس فقط الأكراد.
ولا ينفك دمرتاش عن الترديد ان «تركيا تقف على مفترق طرق. فإما نختار تعزيز دولتنا السلطوية أو نفتح الطريق أمام تغيير حقيقي عبر اتخاذ إجراءات ديموقراطية جذرية ترضي تطلعات جميع المضطهدين».
ولا يتقاطع خطابه السياسي الذي يشدد على الاعتراف بالحقوق والاختلافات مع خطاب المرشحين الآخرين.
وبالعزم ذاته بعيدا عن الصوت الكردي فقط، قال دمرتاش في أسطنبول الأسبوع الماضي «إذا اتحد الفقراء والمثليون والنساء والعمال (...) فلن يستطيع أي دكتاتور سد الطريق امامهم».