عندما تذهب إلى «باماكو» عاصمة مالى وتسأل عن منتخب البلاد لكرة القدم لن تظهر لك سوى علامات الأسى على وجه من تقابلة فالمنتخب الذى طالما داعب احلام أبناء بلادة إقترن إسمه على الدوام بسوء الحظ والنهايات الحزينة .
وربما كان سوء الحظ الأول الذى واجه الدولة الواقعة «غرب افريقيا» هو انها لم تستطع أن تكون قوة كروية تقف قدماً بقدم مع جيرانها فى الغرب الافريقى «غانا», «الكاميرون» و«نيجيريا» فالكاميرون وغانا حصلا على البطولة أربع مرات لكل منهما فيما توجت نيجيريا باللقب مرتان وتعتبر مشاركة هذا العام المشاركة السادسة لمالى فى البطولة ,ورغم قلة مشاراكتها إلا أنها دائماً ماكان لها رحيقها الخاص فى أروقة البطولة.
فأول مشاركة لها فى البطولة تمكنت من عبور كافة الحواجز إلى المباراة النهائية لكنها ما لبثت أن سقطت فى النهائى أمام «الكونغو الديمقراطية» بفارق هدف واحد (3-2).
بعد هذة البطولة غابت «مالى» عن النهائيات فى عشر دورات حتى أطلت من جديد فى بطولة عام (1994) بتونس وفى حلته الجديدة وصل منتخب «مالى» إلى دور الأربعة وتوقع الجميع أن يصل إلى خط النهاية لكن منتخب «الكاميرون» كان له بالمرصاد وأسقطة فى الدور نصف النهائى بثلاثية نظيفة.
ووغاب المنتخب المالى من جديد لأربع دورات لكنة عاد مع حلول النسخة (24) فى تونس ووصل إلى دور نصف النهائى بالبطولة لكنة لقى هزيمة مخزية على يد «المغرب» بأربعة أهداف نظيفة .
ثم خسر مباراة الثالث والرابع أمام نيجريا بهدفين مقابل هدف واحد و عادت مالى لممارسة عادتها فى الغياب من جديد وغابت عن بطولة (2006) فى مصروشاركت فى بطولة (2008) لكنها خرجت من الدور الأول بعد أ اوقعتها القرعة مع المنتخب الإيفوارى والنيجيرى الذين حجزا مقعدهما للدور التالى .
ويرغب المنتخب المالى والذى يواجه منتخب أنجولا(صاحب الأرض) فى إفتتاح البطولة الأفريقية فى أن يقف الحظ بجانبة ويتمكن من الإتيان بإحدى مفاجأت مباريات الافتتاح والتى تتضمن الفوز على المنتخب الأنجولى أو على أقل تقدير التعادل معه فيما سيمثل أفضل بداية للفريق فى البطولة .
وحملت «كأس الأمم الأفريقية» بعضاً من المفاجأت غير السعيدة لأصحاب الأرض ففى عام (1957) تمكنت مصر من التغلب على الدولة المضيفة السودان فى مباراة الأفتتاح بينما كان التعادل (1-1) هى النتيجة التى الت إليها مباراة غانا وتونس عام (63) لتفقد تونس غانا النقاط من المباراة الأولى .
وعادت غانا لتذيق المضيفة ليبيا من نفس الكأس التى ذاقت منه من قبل بعد ان تعادلت معها بهدفين لكل منهما فى إفتتاح بطولة عام 1982.
فيما تجرعت مصر كأس الهزيمة على أرضها بحضور (80) الف متفرج أمام السنغال عام (1986)و فاجئت «نيجريا» «السنغال» بالفوز عليها فى عقر دارها فى إفتتاح بطولة عام (1992) وفى بطولة عام (1998) والتى فازت «مصر» بكأسها تغلبت الكاميرون على أصحاب الأرض منتخب (بوركينا فاسو)بهدف نظيف.
ولم تحمل مباريات الأفتتاح مع بداية الألفية الجديدة مفاجئات سيئة لأصحاب الأرض سوى تعادل الكاميرون مع غانا عام (2000) بنتيجة (1-1) وهى نفس النتيجة التى إنتهت لها مباراة «مالى» أمام «ليبريا» فى بطولة عام (2002) والتى أقيمت بمالى .
ولم يبلى المنتخب المالى بلاءاً حسناً فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم (2010) تحت قيادة المدير الفنى الفرنسى «جان فرانسوا جودار» حيث إحتل المركز الثالث فى المجموعة الرابعة خلف منتخب «غانا» المتصدر و«بنين» الوصيف وتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية ضمن فئة (أفضل ثالث منتخب) مادفع الإتحاد المالى إلى إقالة المدير الفنى الفرنسى وتعيين النيجيرى «ستيفن كيشى» مدرباً للمنتخب المالى المدير الفنى السابق للمنتخب التوجولى .
وأستعد المنتخب المالى لخوض الغمار الأفريقى ببطولة الصداقة الدولية فى قطر والذى شارك فيها منتخبات (مالى وكوريا الشمالية وأيران وقطر) ولقى منتخب مالى الهزيمة من كوريا الشمالية فيما تفوق على إيران بهدفين وبرر «كيشى» سوء النتائج بسبب غياب لاعبية المحترفين عن خوض البطولة من بدايتها مما دفعة للعب بالشباب .
ويختتم المنتخب المالى أخر مبارياتة فى بطولة الصداقة الدولية بمباراة أمام الدولة المضيفة قطر غداً السبت ويخوض المنتخب المالى آخر مبارياته الودية فى دبى أمام المنتخب المصرى فى 4 يناير المقبل .
وعانى «كيشى» مؤخراً من إصابة نجم المنتخب المالى ونادى «برشلونة» الأسبانى «سيدو كيتا» مما قلل فرصة فى الإنضمام للمنتخب المالى فى أنجولا ويعج منتخب مالى بالأسماء الرنانة فى عالم المستديرة ,ويحمل «فريدريك عمر كانوتية» احلام منتخب بلادة فى بطولة انجولا (2010) .
ويعتبر المهاجم المخضرم صاحب الـ(32 عاماً) والفرنسى المولد من أفضل مهاجمين العالم فى الوقت الحالى ولم يغب اسمه عن قائمة متصدرى الترتيب لهدافى الليجا الأسبانية فى الخمس سنوات الماضية وكان أفضل رقم حققة هو إحتلالة المركز الثالث مكرر فى قائمة هدافى الليجا برصيد (21 هدف) موسم (2006-2007) لكنه عانى من بداية الموسم الحالى فى التسجيل مع فريقة «أشبيلية» حيث لم يسجل سوى أربع مرات فقط .
بالإضافة إلى «كانوتية» هناك «محمد ديارا» نجم ريال مدريد و«محمد سوسوكو» لاعب وسط «يوفنتوس» الإيطالى و«مامادوا بكايوكو» نجم «نيس» الفرنسى.
وتبدو فرص المنتخب المالى فى الصعود إلى الدور التالى صعبة حيث يلعب فى مجموعة صاحب الأرض والجمهور (أنجولا) إلى جانب منتخب «الجزائر» المنتشى بالصعود إلى كأس العالم والذى جاء على حساب بطل أفريقيا منتخب (مصر) إضافة إلى منتخب مالاوى وإذا تجاوز منتخب مالي هذه المجموعة بنجاح سيواجه اختبارا أصعب في دور الثمانية سواء بمواجهة المنتخب الإيفواري أو نظيره الغاني المرشحين لحجز بطاقتي المجموعة الثانية
فهل يقف حسن الطالع مع المنتخب المالى فى (2010) أم يخرج (سوء الحظ) لسانة لجماهير مالى كماهى العادة؟!.