x

أهالى الشهداء حول محاكمة القرن: «كلام كذب».. و«الأرض عمرها ما هتشرب دم»

السبت 09-08-2014 22:38 | كتب: عمرو التهامي |
اشتباكات بالقرب من قصر الاتحادية اشتباكات بالقرب من قصر الاتحادية تصوير : أحمد طرانة

«حبيب العادلى، وزير داخلية مبارك، كاذب، وهو الذى أصدر قرارات استهداف المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، ومارس ضباطه وجنوده أقصى درجات العنف بتصويب الأسلحة تجاه الضحايا».. بصوت مفعم بالحزن، تحدث أحمد حامد، أحد مصابى ثورة يناير من محافظة السويس، ردا على التهم التى نسبها «العادلي»، فى مرافعته، أمس، فى قضية قتل المتظاهرين.

لا تغيب عن ذاكرة «أحمد» وقائع إصابته خلال وجوده أمام قسم شرطة السويس، يوم 28 يناير: «كنا موجودين بأعداد كبيرة أمام القسم، بشكل سلمى، وكنا نردد هتافات منددة بتعامل الأمن مع المواطنين، وإسقاط الحكومة، وحال هتافنا صعد إلى الطابق العلوى من القسم ضباط أطلقوا علينا وابلا من الرصاص، ما أدى إلى إصابتى فى ساقى اليمنى».

ترفض راندا سامى، 42 سنة، المصابة مرتين، خلال ثورة 25 يناير، متابعة المحاكمات، وتصفها بـ«الهزلية»، وفق تعبيرها، مبررة موقفها بأن مرافعات فريد الديب وحبيب العادلى تسبب لها أزمات نفسية، و«بترجعنى لذكريات أليمة».

رفض راندا المصابة بشلل رباعى، إثر إصابتها يوم 28 يناير، متابعة المحاكمات لم يمنعها من تشكيل جبهة قانونية مع عدد من المصابين لمواجهة فريد الديب، دفاع مبارك، ورفع عدد من القضايا تتهمه بالخيانة والعمالة وتوجيه تهم دون أدلة. تقول راندا: «قررنا بعد تجاوز (الديب) كل الحدود رفع قضايا ضده، ومحامى «العادلي»، ولدينا يقين بأن الأرض عمرها ماهتشرب الدم».

وتقول كوثر زكى، 52 سنة، والدة أول شهيد لثورة 25 يناير، (مصطفى رجب) بمحافظة السويس: «الديب والعادلى من عملاء مبارك، ومينفعش نقف ساكتين أمام التهم اللى بيوزعوها على ولادنا، اللى ماتوا عشان البلد دى حالها ينصلح، ولو أعرف أكتب، كنت قولت الكلام ده للعالم كله». وتضيف: تابعت مرافعة «الديب» فى الجلسة الأولى للمحاكمة، وسجلت كل ما قاله، ومنعتنى ظروف عائلية من متابعة جلسة «العادلي»، أمس، وتلقيت اتصالا من الجيران يبلغوننى بما قاله أثناء المحاكمة، وعند عودتى سأشاهد ما قاله، و«مش هسكت على الكذب والتضليل».

وتبرر والدة مصطفى مرافعات دفاع مبارك والعادلى بأنها إحدى حلقات إهدار حقوق الشهداء، وتقول: «لو أقدر أشيل علامة الميزان دى، كنت شيلتها عشان أريح ضميرى.. مفيش عدل فى القضاء.. وحق ولادنا ضاع عشان إحنا غلابة، وملناش حد ساندنا فى البلد، ولو فيه عدل،كان اللى قتلوا ولادنا زمانهم فى السجن ومعدومين».

«مابنطلبش غير إن ربنا يلهمنا الصبر، عشان نستحمل الوجع النفسى اللى هيموتنا بيه قريب».. هكذا تحدث «سيد»، شقيق ربيع رمضان قاسم، الذى استشهد يوم 28 يناير فى التحرير. عائلة «ربيع» قررت تحاشى متابعة الجلسات إعلاميا أو حضورها، بعد إصابة أولاده بأزمات نفسية، جراء التهم التى ينسبونها لمصابى الثورة. يقول سيد: «بعد الثورة كنا فاكرين إننا هنقدر نجيب حق ربيع بسهولة، رفعنا قضايا ضد عدد من ضباط الشرطة، وحصلوا على البراءة؛ فلم يعد لنا أمل فى عودة حقه، ومبقناش نهتم بمتابعة الجلسات».

ويضيف شقيق ربيع: «المعاش» الذى نتقاضاه من الدولة هو الحسنة الوحيدة، وخلاف ذلك أساءت أجهزة الأمن معاملتنا حال رفعنا القضايا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية